يروى أن تاجرا من تجار أذربيجان المسلمين الشيعة كان يتنقل في البلاد من أجل تجارته . ذهب يوما الى سوق موسكو وبينما هو يتجول في شوارع سوقها رأى فتاة جميلة اتبعها الى أن وصلت الى بيتها . جاء في اليوم الثاني لخطبتها فكان جواب أبيها أنت مسلم ونحن مسيحيون ولا نعطي ابنتنا لمسلم .
فسأل : فما العمل ؟
قال الأب : تصبح مسيحيا ، أجاب : بالنفي .
سارت عدة أيام ونار عشقها يشتعل في قلبه الى أن أخذ قراره الخطير . ذهب في اليوم التالي الى بيتها فتزوجها .
مرت الأيام وخمدت نار حبها في قلبه وانقضت أيام العسل وذهبت السكرة وجاءت الفكرة . فالتفت الى نفسه ماذا فعلت ؟
فكان يدخل غرفته ليال الجمعة ويقفل على نفسه ساعه أو ساعتين بعد مدة سألته زوجته قائلة : المرأة موضع أسرار زوجها فما تخفي عني لم يجبها ، وبعد اصراراها .
قال لها : فلا تخبري أهلك .
بعد أن أعطته المواثيق والعهود قال : هل تعلمين حتى تزوجتك ماذا خسرت وعمن تنازلت عن رسول الله (ص) هل تعلمين من هو محمد ؟ فذكر قصته كاملة (ص) . وكذا قصة أمير المؤمنين وفاطمة وبقية الأئمة (ع) وأنا أدخل ليال الجمعة لقراءة مقتل الامام الحسين (ع) وللبكاء بعد أن انتهى من حديثه.
قالت : لن أخبر أهلي بشرط أن أدخل معك الى الغرفة لأني أصبحت عاشقة للحسين (ع) . وهكذا أخذ يدخل وزوجته الى الغرفة لسماع مقتل الحسين وللبكاء .
وبعد عدة أشهر مرضت الزوجة مرضا شديدا فقالت لزوجها : هذا مرض الوفاة ولا أعتقد أني سأنجو فطلبي عندك : اذا مت سيأتي أهلي لأخذ الذهب ودفنه معي فأخذه أنت ودفعه في سبيل الحسين (ع) .
ماتت الزوجة وجاء أهلها وأخذوا ذهبها ودفنوه معها ثم تسلل زوجها ليلا الى قبرها لأخذ الحلي تفاجأ مما شاهد فقد وجد في التابوت في مكان زوجته رجل قبيحا عجوزا ، خاف وفر الى بيته هاربا . في الليل جاءت زوجته في منامه تضحك .
فقال : أنا أبكي وأنت تضحكين . قالت : أضحك لأنه لا تعلم عندما دفنت لقد جاء الحسين وأهل بيته (ع) وأخذوني اليهم وجاؤوا بهذا الرجل ، حيث دفن في صحن الامام وهو من أعدائه ومبغضيه جاءت الملائكة ووضعت مكانه . والآن أريد منك ثلاثة أمور :
أولا : أن تذهب الى كربلاء لإخراجي من قبري وتغسيلي .
ثانيا : تكفيني .
ثالثا : تأخذ الحلي وتدفعها في سبيل الحسين (ع) .
جاء الزوج الى كربلاء والنجف يستفتي العلماء لجواز نبش قبر زوجته وبعد ان ذكر القصة أجازوه فوجدها وغسلها وكفنها ودفع حليها .