سماحة الأمين العام لحزب الله عذراً لأنك احتفلت بنا بيوم القدس
عذرا سماحة السيد لأنك احتفلت بنا بيوم القدس، ونحن لم نحتفل بك.
عذرا يا سيدي لأنك كنت تخاطبنا ونحن كنا مشغولون بمشاهدة باب الحارة لأنه عرض مع خطابك بنفس الوقت ،
لقد دفعني لكتابة هذه السطور تقرير لتلفزيون إسرائيل هو أشبه بالشماتة بسماحتك عنوانه
" نصر الله يخاطب الفلسطينيين والفلسطينيين مشغولين بمشاهدة بباب الحارة "!!!
نعم عذرا لأنك أخجلتنا أول مرة عندما خطف الجندي ( شاليط )، وهاجمت إسرائيل بكل شراسة غزة،
ولم يستطع مخلوق أن يوقف العدوان أو حتى أن يستنكره، أخجلتنا وقتها بافتتاحك الجبهة الشمالية
على إسرائيل وإشغالها عن غزة، أنت الوحيد الذي أوقفت العدوان عنها، وأخجلتنا ثاني مرة عندما أهديتنا النصر
الذي صنعه رجالك، وأخجلتنا للمرة الثالثة عندما قلت أننا نحن شركائك في نصرك.
وستخجلنا مرة رابعة عندما سيهجم الإسرائيليين مرة أخرى على غزة عندها لن يدافع عنها إلا أنت.
عذرا لأننا ننسى أن احتفالك في يوم القدس هو ليس مجرد كلام عابر تتعاطف فيه معنا،
فكلنا ينسى أو حتى لا يعرف أصلا أن هناك عملية استشهادية من أجل القدس قام بها
الاستشهادي عمار حمود الذي فجر نفسه في قافلة إسرائيلية على الحدود الشمالية يوم 30/12/ 1999
الذي كان يصادف يوم القدس ( الجمعة الأخيرة من كل شهر رمضان).
عذرا لأننا شعبا ينسى أفضالك أنت وحزبك علينا، فكلنا ينسى أنك قمت
بإطلاق 400 أسير فلسطيني عام 2004 في عملية تبادل الأسرى، حين كنت قادرا
على أن تطلق جميع الأسرى اللبنانيين ولكنك فضلتنا عليهم.
وكما نسينا سابقا سننسى فضلك لاحقا
عندما تطلق الأسرى الفلسطينيين مرة أخرى.
عذرا سماحتك لأنك منحتنا حجما أكبر من حجمنا عندما ذكرت في خطابك البارحة أنه لو توفر السلاح
للفلسطينيين لحرروا الضفة الغربية على أقل تقدير خلال 7 سنين من الانتفاضة، شكرا لك على هذه
الثقة لكننا لا نستحقها ولو توفر السلاح لقتلنا فيه بعضنا وما كنا لنحرر شبرا واحد من أرضنا.
عذرا سيدي لأننا نخجلك بالدفاع عنا دوما ونحن لا ندافع عن أنفسنا، فقد كنت الوحيد في هذا
العالم الذي استنكر هجوم الجيش على مخيم نهر البارد واعتبرت المخيم خط أحمر، وما سببه لك
ذلك من انتقاد القوة اللبنانية لك، بينما كان ممثلين الفصائل الفلسطينية يرحبون هذه الخطوة
عند رئيس الحكومة.
شكرا لك سيدي لأنك البارحة، وبينما كنا مشغولون بمشاهدة التلفاز، كنت أنت الوحيد الذي
أحتج على تهجير اللاجئين الفلسطينيين داخل العراق إلى دول أمريكا اللاتينية، فعلى ما يبدو
لا يوجد هناك أحدا من قيادتنا الأشاوس قد سمعت بالخبر، وأن سمعت به فعلى ما يبدو أنه ترحب به،
أنت وحدك اعتبرت ذلك تهديدا للقضية الفلسطينية، فأنت فلسطيني أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.
طلب وحيد يا سيدي، لا تحرجنا بعد اليوم أكثر، توقف عن دعمنا، في كل خطاب لك تخصصه لنا من وقتك،
توقف عن أسر الجنود الإسرائيليين فصدقني أن أسرانا لا يريدون أن يخرجوا إلى واقعنا المخزي الذي نعيشه،
توقف سيدي عن مواقفك التي ينتقدك العالم من أجلها، نحن لا نستحق ذلك منك.
سيدي لقد هددت في أخر خطاب لك بأنك ستزيل إسرائيل من الوجود، فإن كان ذلك
من أجل الدفاع عن لبنان فافعل، أما إذا كان ذلك من أجلنا لا تفعل سيدي، لأننا لا نستحق هذه الدولة.
سيدي نحن شعب لا يحب من يمد يد المساعدة له، نحن شعب يعشق من يدوس عليه،
لا نريد دعمكم سيدي فانتم كما أرعبنا التافهون : الهلال الشيعي الذي يريد أن يقضي علينا،
فأنتم ممثلون إيران في الشرق الأوسط، وهل تعلم سيدي من هي إيران؟
هل تعلم ماذا فعلت إيران بنا سيدي؟
سأقول لك، إيران الثورة الإسلامية عند قيامها، أول ما قامت به هو إغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير منها،
إيران هي أول دولة في العالم أقامت لفلسطين سفارة لديها، إيران هي الدولة الوحيدة
التي تحتفل بيوم القدس العالمي وهي أول من دعت إليه، إيران هي الدول الوحيدة التي تقدم الدعم
لجميع فصائل المقاومة الفلسطينية، إيران هي من تمدك بالصواريخ لتقصف البلدات
الإسرائيلية السنية (كما فسر ذلك بعض الساذجون )، أترى سيدي لماذا نحن نخشى إيران ؟.
عذرا سيدي لأننا شعب وقح، ولكن أعلم أنه رغم وقاحتنا فإنك لن تتوقف عن دعمك لنا.
سيدي هل تسمح لي أن أكون لبنانيا ؟ فأني أخجل لأول مرة أن أكون فلسطينيا !!!
*لن أستغرب إذا قرأ بعض الفلسطينيين هذه السطور ولم يعرفوا من هو السيد نصر الله ،
ذلك لأنهم أصغر من أن يعرفوا من هو أصلاً .
سيدي لقد هددت في أخر خطاب لك بأنك ستزيل إسرائيل من الوجود، فإن كان ذلك
من أجل الدفاع عن لبنان فافعل، أما إذا كان ذلك من أجلنا لا تفعل سيدي، لأننا لا نستحق هذه الدولة.