يقول علماء الطب والغذاء : إن أسوأ علّة ورَّثنا إياها العصر الحالي بسبب ما أدخلت المدنية الحديثة من آسوا على أغذيتنا الطبيعية في الطبخ والنخل والتصفية هي ( مرض الإمساك ) الذي أصبـح مرضاً يكـاد يكــون ( وباء ) عاماً ينزل بالصغير والكبير والغني والفقير والعظيم والحقير ، حتى الحيوانات الأهلية المدجنة التي تعيش في بيوتنا وحدائقنا أدخلها في حسابه ، ولم تنج منه إلا الحيوانات التي تعيش في أماكن بعيدة لا يصلها طعام البشر ( المصفى ، المنخول ) .
لقد انكب طبيب نشيط يدعى ( ب . ديشين ) على دراسة هذا الموضوع سنوات طويلة ، وخرج منه بالنتائج التالية ، قال : إنه يقدمها هدية ثمينة كنصائح تساعد المصابين بالإمساك على الخلاص من ويلاته إذا طبقوها بصبر وإصرار .
أ ـ يجب ألا تجمع في وجبة واحدة الخضراوات ذات النسج الصلبة مع الأغذية الدسمة . وبما أن وجبة الصباح هي وجبة رئيسة ؛ فيمكن أن تتألف من كل المواد الدسمة ( مثل اللحوم ، والأسماك ، والبض ، والجبن ، والسكاكر ، وغيرها من المواد النشوية مثل البطاطا والأرز والحرشف ) . وتبعد عنها الخضراوات والفواكه .
ب ـ يجب أن تتألف وجبة المساء من الخضراوات والفواكه فقط ، فيكون العشاء خفيفاً ذا هضم معوي بطيء ، ثم طعاماً ( مُكنساً ) ينظف الأمعاء الغليظة من سمومها ومن الجراثيم الضارة بسرعة .
إن هذه النظام يوافق كل المعد ، وجميع الأمعاء الضعيفة ، وينظم أعمالها بشكل مدهش .
1ـ لا يكفي أن نفرق بين غذاء جيد وغذاء سيء ، وإنما يجب أن نعرف كيف نركب نظام غذائنا بشكل متوازن ، بحيث يحوي المواد التي تجعله صالحاً ، ومقدار ما يجب تناوله من كل مادة ، وفيما يلي ملاحظات أساسية في هذا الموضوع يحسن معرفتها وتطبيقها :
2ـ تناول الأكل ببطء : إن الأشخاص الذين يشكون الإمساك هم غالباً من الذين يتناولون طعامهم بسرعة ، ولا يمضغونه جيداً ، فيصبح هضمه صعباً ، ويهيج جهاز الهضم .
3ـ اجتناب الإفراط : إن الإفراط في تناول الخضراوات ، أو الفواكه ، أو اللحوم ، أو المسكرات وغيرها هو سبب أكيد في متاعب الإمساك .
4ـ اجتناب الأغذية المتعددة والمركبة : إن هذه الأغذية ترهق الأمعاء وتتعبها وبخاصة إذا كانت غنية بالمواد الصعبة الهضم .
5ـ اجتناب الأغذية الدسمة : إن تناول ثلاثة أغذية أو أربعة خفيفة الهضم ومتوازنة أفضل بكثير من غذاء واحد دسم .
6ـ شرب الماء : يستحسن شرب الماء الكافي بين وجبات الغذاء ، والأطباء الأمريكيون ينصحون بشرب قدح كبير من الماء على الريق ، وقدح في كل ساعتين من الساعات الفاصلة بين الوجبتين .
7ـ تناول نخالة القمح : ينصح بإضافة ملء ملعقة كبيرة من نخالة القمح تغلي بالماء الحار ـ تضاف إلى الحَساء وغيرها ، أو تشرب بالماء المغلي .
8ـ خبز النخالة : يؤخذ منه مقدار قليل ، لأنه يهيج المعدة والأمعاء ، وخاصة في حالتي الالتهاب أو المغص.
9ـ الحبوب ذات الطحين الأسود : ( الشعير ، الصويا ، الحنطة السوداء ) يفيد طحينها لمكافحة الإمساك .
12ـ خميرة البيرة : يجب أن يؤخذ منها مقدار كاف في كل يوم ( على الأقل 6 حبات أو ملعقة شاي من مسحوقها ) .
13ـ الفواكه الجافة : يؤخذ منها على الريق أو مع الأكل ، لوحدها أو مخلوطة بالطعام ، نيئة أو مطبوخة ، ومع العسل أو مصنوعة مربى .
14ـ العسل : يفضل دائماً على السكر .
15ـ المواد الدسمة : يؤخذ من السمن والزبدة ، وزيت الزيتون ، والكريما ، وصفار البيض ، ولكن بشرط عدم الإفراط ليمكن هضمها .
16ـ اليقطين : يؤخذ منه مهروساً أو حَسَاء . والكُراث يؤخذ مع الزيت ، والعدس بدون قشره ، والكرنب ومربى الرواند ( مفيد جداً ) ، ومربيات الدراقن ، والتين ، والتفاح .
17ـ زيت البارافين : يمكن مزجه بزيت السلطة .
18ـ السنامكي : يمكن طبخ بضع أوراق منه وجعلها مثل المربى وتناولها .
19ـ المغليات والمنقوعات : مفيدة جداً ، وخاصة منقوع جذور العوسج الأسود ، ومغليات : النجيل ( عكرش ) ، وأوراق اللبلاب والدراقن والورد .
20ـ ومما ينصح بالابتعاد عنها من المآكل والمشارب : التوابل ، الأرز ، الدقيق الأبيض وخـبزه ، السـكر ـ وخاصة الأبيض ـ والسكريات ، والسفرجل ، الكاكاو ، والشوكولاته ( المقدار الكبير منها ) ، والقهوة ، والحليب ، والمسكرات كلها .
تحدث الإمام ( ابن قيم الجوزية ) في كتابه ( الطب النبوي ) عن هدي النبي محمد ( ص ) وعاداته في مأكله ومشربه ، فذكر ما خلاصته :
ـ لم يكن من عادته حبس النفس على نوع واحد من الأغذية ، بل كان يأكل ما جرت عادة أهل بلده بأكله من اللحم والفاكهة والخبز والتمر وغيره .
ـ وكان إذا عافت نفسه الطعام ، لم يأكله ، ولم يحملها إياه على كرهٍ .
ـ وما عاب طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه ولم يأكل منه .
ـ وكان يحب اللحم ، وأحبه إليه : الذراع ومقدم الشاه .
ـ وكان يحب الحلوى والعسل ، ويأكل الخبز مأدوماً : بخل ، أو تمر ، أو بطيخ .
ـ وكان يأكل من فاكهة بلده عند مجيئها ، ولا يحتمي عنها .
ـ ولم يجمع قط بين حليب وسمك ، ولا بين حليب وحامض ، ولا بين غذائين حارين ، ولا باردين ، ولا لزجين ، ولا قابضين ، ولا مسهلين ، ولا غليظين ، ولا مرخيين ، ولا مستحيلين إلى خلط واحد . ولا بين مختلفين : كقابض ومسهل ، وسريع الهضم وبطيئة ، ولا بين شوي وطبيخ ، ولا بين طري وقديد ، ولا بين حليب وبيض ، ولا بين لحم ولبن .
ـ ولم يأكل طعاماً في وقت شدة حرارته ، ولا طبيخاً بائتاً يسخن له بالغد ، ولا شيئاً من الأطعمة العفنة والمالحة : كالكوامخ والمخللات والملوحات .
ـ وكان يأمر بالعشاء ولو بكف من تمر ، ويقول ( ترك العشاء مهرمة ) .
ـ وكان ينهي عن النوم على الأكل ، وعن شرب الماء على الطعام لأنه يفسده ـ ولا سيما إن كان حاراً أو بارداً .
ـ وروي أنه كان يدفع ضرر الأغذية والفاكهة ، بإصلاحها بما يُقوي نفعها : كأكله الرطب بالقثاء ، ( فالرطب حار والقثاء رطب ) فعدل أحدهما بالآخر .
ـ وأمر بتناول السنا بالسنوات ( العسل الذي فيه شيء من السمن ) ليدفع أذى السنا .
ـ وأمر عليّا ( ع ) بالكف عن الإكثار من الرطب ـ وهو ناقهٌ ـ ونصح له بتناول طعام من الشعير والسلف لأنه أنفع له ، كما نصح له بالا يتناول أكثر من سبع تمرات ـ وهو أرمد .
هدي النبي في آداب الطعام :
ـ نهي عمرَ بن أبي سَلَمه ـ وهو غلام ـ عن امتداد يده إلى نواحي صَحْفَة الطعام ، وقال له : كل مما يَلِيك .
ـ ونهى عن قيام رجل عن مائدة الطعام قبل الآخرين ، ولا يرفع يده ـ وإن شبع ـ حتى يفرغ القوم ، لئلا يخجل غيره فيقبض يده ، وفي نفسه حاجة في الطعام .
ـ وقدَّمَ أعرابياً ـ كان يجلس على يمينه ـ في تقديم اللبن إليه على أبي بكر الجالس إلى يساره ،
وقال : الأيمن فالأيمن ...
ـ وقال : إن من السرفِ أن تأكل كلما اشتهيت .
ـ وقال ما ملأ آدمي وعاءً شرّاً من بطن . بحسبِ ابن آدم لُقيماتٌ يُقمْنَ صُلبه ، فإن كان لا بد فاعلاً : فثلثٌ لطعامه ، وثلثٌ لشرابه ، وثلث لنفسه .
هدي النبي في الشراب :
ـ كان يشرب العسل ممزوجاً بالماء البارد .
ـ وكان أحب الشراب إليه الماء البارد الحلو ، والماء البائت .
ـ وكان يفضل الشرب قاعداً ، ويتنفس خلال الشرب ثلاث مرات يُبعِدُ فيها فمه عن الإناء ، ويقول هو : أروى وامرأ وأبرأ ، ويقول : ( لا تشربوا نفساً واحداً كشرب البعير ، ولكن اشربوا مثنى وثلاث ، وسموا إذا أنتم شربتم ، واحمدوا إذا أنتم فرغتم ) .
ـ وكان يوصي بتغطية الإناء وينهى عن الشرب من فم السقاء ، وعن النفخ في الشراب أو التنفس فيه .
ـ وكان يشرب الحليب خالصاً تارةً ، ومشوباً بالماء أخرى .
تعريف : هو نبات معمّر ، ليس له ذكر في الكتب العربية ، والاسم ( أناناس ) مأخوذ من اللغة البرازيلية القديمة ، وهو من الفصيلة (( البرومالية )) نسبة إلى عالم نباتي سويدي ، وثماره عنبية متراصة كبيرة على شكل ثمار الصنوبر . أصله من أمريكا ينبت من نفسه ، وقد جيء به إلى أوروبا وغيرها .. من المكسيك ، ومـن البرازيل حيث يدعى ( نانا ـ nana ) ، وهذا يعني باللغة الكاريبية ( عطرا ) ومضاعفة ( Ana ) هكذا ( na-ana ومعناها ( عطر العطور ) .
أو جعلت الكلمة Ananas لتدل على علاقة السائحين في أمريكا بهذا النوع من الفاكهة .
لقد جرب لأجيء فرنسي إلى هولندا زراعة هذا النبات في ليون في مطلع القرن السابع عشر لأول مرة ، فنجحت تجربته ، وفي سنة 1672م زرع الأناناس في إنكلترا بستاني دوقة كليفاند ، وقدمه إلى الملك شارل كهدية ثمينة نادرة .
وينبت الأناناس بنفسه في جزر الأنتيل ، وفي غوانا الفرنسية ، والمارتينيك والكاديلوب ، ومدغشقر ، وغينيا ، والكونغو .. الخ .
قيمة الأناناس الغذائية :
للأناناس قيمة غذائية جيدة ، لما يحويه من كمية كبيرة من السكر في عصارته الغزيرة ، كما هو غني بالفيتامينات ، وبخاصة فيتامينات ( أ ) و ( ب ) ، وهو سهل الهضم ، وعصيره شراب لطيف ومقبِّل ، وغني بالخمائر التي تساعد على الهضم بسرعة وخاصة خميرة ( بروملين Brome line ) ويفيد الأناناس كل الناس ما عدا المصابين بداء السكر .
الأناناس النبات ( الأعجوبة ) :
هذا كل ما عرف عن الأناناس في الطب إلى ما قبل سنوات ، ولكن الأبحاث والتحريات العلمية الواسعة التي جرت أخيراً قد أظهرت في هذا النبات أشياء لم تكن معروفة من قبل ، وكان آخر تحليل جرى من قبل العالم ( آ . بالاند A.Balland ) أظهر أن في تركيب الأناناس المواد التالية :
الماء 75.70 ، المواد الآزوتية 0.68 ، المواد الدسمة 0.06 ، المواد السكرية 18.40 ( منها 12.43 سكروز ( سكر القصب أو الشمندر ) و 3.21 غلوكوز ( سكر العنب ) ، المواد المستخلصة 4.35 ، السيللوز 0.57 ، الرماد 1.24 ، حامض الليمون ، حامض التفاح ، فيتامينات ( أ ) و ( ب ) و ( ج ) . خمائر هاضمة ( بروميلين ) ، تهضم في عدة دقائق ألف مرة من وزنها من البروتئين ، وتشبه خميرة الهضم في عصارة المعدة ( الببسين ) ، وخميرة عصارة دباء الهند ( بابائين ) . وفيه كذلك : اليود ، والمنغنيز ، والبوتاسيوم ، والكلسيوم ، والفوسفور ، والحديد والكبريت .
أما الخواص التي يتمتع بها الأناناس فهي : وفرة تغذيته ، وجودة هضمه ، وفائدته للمعدة ، وللإدرار ، ولمكافحة السموم ، ولتقوية القدرة الجنسية ، ويوصف لحالات : فاقة الدم ، بطء النمو ، النقاهة ، عدم تركيز الغذاء ، عسر الهضم ، التسمم ، السمنة ، التهاب المفاصل ، تصلب الشرايين ، الصرع .
للأناناس قيمة غذائية جيدة ، لما يحويه من كمية كبيرة من السكر في عصارته الغزيرة ، كما هو غني بالفيتامينات ، وبخاصة فيتامينات ( أ ) و ( ب ) ، وهو سهل الهضم ، وعصيره شراب لطيف ومقبِّل ، وغني بالخمائر التي تساعد على الهضم بسرعة وخاصة خميرة ( بروملين Brome line ) ويفيد الأناناس كل الناس ما عدا المصابين بداء السكر .
الأناناس النبات ( الأعجوبة ) :
هذا كل ما عرف عن الأناناس في الطب إلى ما قبل سنوات ، ولكن الأبحاث والتحريات العلمية الواسعة التي جرت أخيراً قد أظهرت في هذا النبات أشياء لم تكن معروفة من قبل ، وكان آخر تحليل جرى من قبل العالم ( آ . بالاند A.Balland ) أظهر أن في تركيب الأناناس المواد التالية :
الماء 75.70 ، المواد الآزوتية 0.68 ، المواد الدسمة 0.06 ، المواد السكرية 18.40 ( منها 12.43 سكروز ( سكر القصب أو الشمندر ) و 3.21 غلوكوز ( سكر العنب ) ، المواد المستخلصة 4.35 ، السيللوز 0.57 ، الرماد 1.24 ، حامض الليمون ، حامض التفاح ، فيتامينات ( أ ) و ( ب ) و ( ج ) . خمائر هاضمة ( بروميلين ) ، تهضم في عدة دقائق ألف مرة من وزنها من البروتئين ، وتشبه خميرة الهضم في عصارة المعدة ( الببسين ) ، وخميرة عصارة دباء الهند ( بابائين ) . وفيه كذلك : اليود ، والمنغنيز ، والبوتاسيوم ، والكلسيوم ، والفوسفور ، والحديد والكبريت .
أما الخواص التي يتمتع بها الأناناس فهي : وفرة تغذيته ، وجودة هضمه ، وفائدته للمعدة ، وللإدرار ، ولمكافحة السموم ، ولتقوية القدرة الجنسية ، ويوصف لحالات : فاقة الدم ، بطء النمو ، النقاهة ، عدم تركيز الغذاء ، عسر الهضم ، التسمم ، السمنة ، التهاب المفاصل ، تصلب الشرايين ، الصرع .
يستعمل الأناناس مقوياً لجلد الوجه إذا دهن بعصيره ، كما يفيد الأناناس في مكافحة رشح العلف ، ولعلاج السمنة . ومما يذكر أن خميرة ( بابائين ) الموجودة بوفرة في الأناناس استعملت في الولايات المتحدة الأمريكية ـ في مشفى ( دو لونغ بيتش ) من قبل الطبيب الجراح الدكتور ( ماكس نيغري M.Negri ) في علاج مجموعة كبيرة من مرضى يتألمون في العمود الفقري إثر داء الطبق ( الديسك ) الذي أصابهم ، فأعطت نتائج باهرة ويعتقد الدكتور ماكس أن هذه الخميرة هي في طريقها إلى أن تأخذ مكانها بين الأدوية العجيبة .
وكذلك جرت تجارب عليها ـ في هذا الصـدد ـ على يد أطباء اختصاصيين في مشفى بوسطن ، ويذكر الدكتــور ( جيمس هيدلستون Huddeston ) كبير أطباء المستشفى : أن التجارب التي طبقت على خمسة آلاف مصاب بالديسك خلال سنتين ونصف سنة أعطت نتائج رائعة ، ففي 80% من الحالات اختفى الألم تماماً بطرق سهلة بسيطة وسريعة وبتكاليف منخفضة جداً ، وليس بعيداً ـ كما يعتقد ـ أنهم سيحصلون على نتائج أعظم في هذا الميدان بفضل الأبحاث الكثيرة التي تجري على هذا النبات العظيم وخواصه الجليلة .