سنتحدث عن البصل ولعله ليس من الفاكهة وهو من الخضروات المفيدة جداً ولكن هل نعرف قيمتها ؟ ....
البصل The onion
تعريف : هو بقل زراعي بصلي محوَّل من الفصيلة الزنبقية ، وله أنواع كثيرة ، ورائحته نفاذه ، وطعمه متفرع عن طعم الكراث ، وهو معروف ومتداول في جميع أنحاء العالم ، ويرجع تاريخه مع الإنسان إلى أقدم العصور .
البصل في التاريخ :
عرفه الفراعنة في مصر وقدسوه وكانوا يحلفون به ، وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وأوراق البردي ، وكانوا يضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة ، لاعتقادهم أنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة .
وكانوا يحرمون تناول البصل في أيام الأعياد لئلا تسيل دموعهم ، وأيام الأعياد هي للفرح وليس للبكاء !
وذكر أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات ، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدراً للبول .
أشاد علماء الطب القديم بفوائد البصل ، فقالوا : إن أكله نيئاً أو مطبوخاً ، ينفع من ضرر المياه الملوثة ، ويحمر الوجه ، ويدفع ضرر السموم ، ويقوي المعدة ، ويهيج ألباه ، ويلطف البلغم ، ويفتح السدُد ، ويلين المعدة ، ويشفي من داء الثعلب والمشوي منه صالح للسعال وخشونة الصدر ، وينفع وجع الظهر والورك ، وماؤه إذا اكتحل به مع العسل نافع من ضعف البصر والماء النازل في العين ، وإذا قطر في الأذن نفع من ثقل السمع والطنين وسيلان القيح .
وقالوا : إن الإكثار منه يولد في المعدة خلطاً رديئاً ، ويصدع الرأس ، ويعطش ، ويورث النسيان ويغير رائحة الفم والنكهة .
وذكر عنه ( داود الإنطاكي ) أنه يفتح السدُد ، ويقوي الشهوتين خصوصاً المطبوخ مع اللحم ، ويذهب اليرقان ، ويدر البول والحيض ، ويفتت الحصى . وأكله في الصيف يصدع ويضر المحرورين مطلقاً ، وأكله مشوياً يزلق المعدة ، وأجود أنواع البصل الأبيض وخصوصاً المستطيل . وأردؤه الأحمر لا سيما إذا استدار .
وقال ( الرازي ) : إذا خلل البصل قلت حرافته وقوى المعدة ، والبصل المخلل فاتق للشهوة جداً .
وقال ( ابن البيطار ) : البصل فاتق لشهوة الطعام ، ملطف معطش ، ملين للبطن ، إذا طبخ كان أشد إدراراً للبول ، يزيد في ألباه إن أكل البصل مسلوقاً بالماء . والجوز المشوي والجبن المقلي يقطع رائحة البصل من الفم .
وقال ( ابن سيناء ) : إن المطبوخ من البصل كثير الغذاء .
وروي عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه أمر آكل البصل أن يميته بالطبخ ، لتذهب رائحته ، ونهى آكل البصل والثوم عن دخول المسجد لئلا يؤذي المصلين برائحته .
وللموضوع بقية >>>
التعديل الأخير تم بواسطة Dr.Zahra ; 08-10-2007 الساعة 03:54 AM.
أما فائدة البصل الغذائية فهي تفوق فائدة التفاح ، وفيه عشرون ضعفاً ، من الكلسيوم الموجود في التفاح ، وضعف ما فيه من الفوسفور ، وثلاثة أضعاف ما فيه من فيتامين ( أ ) والحديد. وفيه الكبريت ، وفيتامين ( ج ) ، ومواد مدرة للبول والصفراء ، وملينة ، ومقوية للأعصاب ، ومغذية للقدرة الجنسية ومؤثرة في القلب ودورة الدم ، وفيه مادة ( الغلوكونين Glukonin ) التي تحدد نسبة الكسر في الدم ، وهي تعال الأنسولين في مفعوله .
تفيد خمائره في الاستسقاء ، وتشمع الكبد ، وانتفاخ البطن ، وتورم الساقين ، وبعض أمراض القلب ، وخلاصته الطازجة تقتل الجراثيم في الفم والأمعاء ، وتفيد في تصلب الشرايين ، وخناق الصدر ، ومرض السكر ، وله قوة شفائية عالية في تضخم البروستات واشتداد أعراضها ـ وتناوله نيئاً يشفي من الزحير البولي الشديد ، وبفضل الخمائر التي فيه فإنه هاضم جيد ومشهٍ .
وهو غذاء جيد لذوي المعد القوية ، وبخاصة إذا أخذ مع الخبر الكامل والجبن ، كما أنه يفيد في أنظمة محاربة السمنة ، ولجعله سهل الهضم يجب أن يطبخ بقشره ليحتفظ بمواده النافعة سليمة .
يؤكل البصل عادة كمشهٍ بسبب نكهته الخاصة التي تأتيه من عناصر الكبريتية وبخاصة ( سلفات الآليل ) التي هي مادة طيارة ومهيجة ، وهي التي تهيج العيون عند تقشير البصل وتسيل الدموع ، وهي نفسها التي تجعل البصل عسير الهضم وكريه الرائحة .
وسلفات الآليل تحرض الكلى على الإفراز إذا أخذ البصل نيئاً ، وإذا طبخ بطل مفعولها .
يمنع البصل عن المصابين بعسر الهضم ، والمغص المعدوي والإمعائي ، وذوي الأجهزة الهضمية الحساسة.
والبصل مفيد للجلد ، وللشعر بسبب مركباته الكبريتية ، وللكلى والمثانة . وإذا نقع في الخل الأبيض كان علاجاً جيداً للبروستات ، وينصح بتناول قدح منه على الريق صباح كل يوم ، ويوجد في الصيدليات شراب وتحاميل مركبة على أساس من البصل لتخفيف آلام البروستات . وعصير البصل كان لوقت طويل علاجاً للاستسقاء .
إن البصل المطبوخ بالفرن أو بالبخار يكون مطهراً ومليناً وسهل الهضم ، ويصعب هضمه إذا كان نيئاً وأضيف إليه زيت أو زبده .
والبصل وحده لا يكفي لغذاء تام ، لأن قيمته الحرارية لا تزيد على 50 حرورياً في المائة غرام ، وإذا أكل مع الجبن والخبز الكامل كان غذاء تاما .
إن تناول بصلة صغيرة قبل الذهاب إلى الفراش تجلب النوم الهادئ ، وتناول بصلة صغيرة قبل أكلة الصباح يسهل الهضم .
يحفظ البصل في مكان جاف وحسن التهوية ، ويبعد عن الرطوبة ، وينتخب منه متوسط الحجم . ولا يجوز الاحتفاظ بالبصلة المقشرة أو المفرومة لأنها تتأكسد بالهواء وتصبح سامة .
وللتخلص من إسالة الدمع تقشر البصلة والماء يسيل عليها من الحنفية ، فإن الماء يمنع سلفات الآليل من إثارة الدموع .
وللتخلص من رائحة البصل التي تتعلق باليدين ، تغسل اليد بماء فاتر فيه كمية من الملح ، أو ملعقة من الأمونياك ، أو تؤخذ حبة من حبوب خلاصة الكلوروفيل المركزة كل ثماني ساعات .
تعريف : نبات معمر من فصيلة الزنبقيات التي منها البصل والهليون والزنبق والكرات وغيرها ، إشارة إلى مذاقه اللاذع ، وسامه بالعربية الفصــحى ( الفوم ) ، والثوم ) وكلمة ( الفوم ) بضم الفاء ، وردت في سورة البقرة من القرآن الكريم .. ( وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد ، فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها .. ) .
وورد ذكر ( الثوم ) في أحاديث نبوية أمر فيها النبي من يريد أكله أن يُميتَه طبخاً ، كما أمر آكله نَيِّئاً أن يتجنب دخول المسجد لئلا يؤذي المصلين برائحته الكريهة .
يلفظ اسم ( الثوم ) في العامية الشامية والمصرية ( التوم ) ، وهذا مأخوذ من الاسم الفرعــوني ( حتتوم ) .
الثوم في التاريخ : عرف الثوم منذ القديم ، واستفاد البشر من خصائصه من القرن الخامس قبل ميلاد المسيح ، والنقوش المحفورة على هرم الجيزة الذي بني منذ 4500 سنة ، تذكر أن فصوص الثوم كانت توزع على العمال الذين عملوا في بناء الأهرامات ليأكلوها قبل البدء في العمل ، فتعطيهم القوة وتحفظهم من الأمراض .
وكان الفراعنة يقدّسون الثوم ويحرّمون مضغه ، ويعتبرون ذلك جريمة ، ويبتلعون الفصوص تكريماً لها ، كما كانوا يقدمون الثوم قرباناً لآلهتهم .
وكان اليونانيون يكرمون الثوم ، ويقدّمونه قُرباناً إلى مذبح ( هيكات ) لطرد الأرواح الشريرة منه ، وورد ذكر الثوم في مسرحيات ( اريستوفان ) ، ومدح العالم الروماني ( بليني ) فوائده في علاج بعض الأمراض ، ونصح بوضع عقود منه في أعناق الأطفال لحفظهم من العين والشر !