العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الشيخ عباس محمد
عضو برونزي
رقم العضوية : 81994
الإنتساب : Apr 2015
المشاركات : 1,288
بمعدل : 0.35 يوميا

الشيخ عباس محمد غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ عباس محمد

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : الشيخ عباس محمد المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-09-2017 الساعة : 05:57 PM


8- المسؤولية الأدبية والأخلاقية:
ولأنّ الشاب أرق فؤاداً وأنقى فطرة وأكثر استعداداً للتغير من السلبي إلى الإيجابي، فإن مسؤولية أدبية وأخلاقية كبيرة تقع على عاتقه. فهو بما وهبه الله من لطف ذوق ورهافة مشاعر، تخدشه المناظر المخلة والمشاهد القبيحة والمظاهر السلبية.
إنّه مسؤول عن نشر الفضيلة: فالصدق من كل أحد جميل لكنّه من الشاب أجمل، والصبر من الآخرين محبّب لكنّه في الشاب موضع إعجاب، والتواضع عند الشبان له هيبته، ولكرم الطباع عندهم نكهته ولذّته، والعفّة منهم لها زينتها، وللإعتدال في الشاب الذي تعصف به العواطف محاسنه، والتآخي بين الشبان له صورة التآلف الروحي الجميل الأخاذ، وحبّهم للخير مؤشر على خير مأمول، والتقوى من الشاب مؤشر على إيمان عميق.. وهكذا فكلّما تمسك الشبان بالفضائل أكثر شعرنا أنّ الحياة بخير.
إنّ الناس ينظرون إلى الشاب أو الفتاة المهذبين المتخلِّقين بأخلاق الإسـلام نظرة إكبار وإجلال وتقـدير، وكثـيراً ما يشيرون بإصبع الإعـجاب إلى أحد الشبان بالقـول: انظروا إلى عفـافه وإيمـانه واستقامته.
ولمّان كان الشاب بطبيعته النزيهة يكره الظلم والحيف والغشّ والكثير من المظاهر الاجتماعية والسياسية المدانة، فإنّ مسؤوليته تنبع من شـعوره بضرورة إحقاق الحق وإبطال الباطل، ولذا فإنّ من بين مسؤوليات الشباب الأخلاقية مكافحة المساوئ والرذائل الأخلاقية كذباً وغيبة ونفاقاً وعقوقاً للوالدين وسخرية بالآخرين وانتقاصاً لأقدارهم وعصبية للأهل وأبناء الوطن، وغروراً وتكبراً على الناس وخيانة للأمانة وما إلى ذلك.
فعلاوة على أن هذه هي مسؤولية دينية فإنّها مسؤولية اجتماعية أيضاً، فالشـباب أولى من غـيرهم في توقير الكـبار واحترام الجـيل السابق على الرغم من اختلاف أذواقهم وتوجهاتهم مع أبناء ذلك الجيل، ولذا فإنّ المسؤولية تتطلب أن يعقدوا علاقات صداقة وحوار معهم، وأن يقدروا تجاربهم ومعاناتهم «ليس منّا مَن لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا».
والمسؤولية الأدبية تنتظر من الشاب أن لا يكون خشبة في مجرى الحملات المشبوهة التي تريد أن تتخذ منه أداة لمآربها سواء كانت مجوناً أو خلاعة أو تميعاً أو تخنثاً أو انحلالاً، وأن يدرك مرامي تلك الحملات التي تريد أن تنسف هويّته الإسلامية وتدعوه بأساليبها المختلفة إلى نبذ القيم وضرب العادات والتقاليد عرض الحائط.
إنّنا كشبان يمكن أن نعمل بطريقة جماعية للنهوض بهذه المسؤولية بأن نعمل مع أترابنا على مكافحة آفة أخلاقية خطيرة تنخر في زاوية أو دائرة من دوائر المجتمع، بأن نكون القدوة في اجتنابها، والتحدّث بالتي هي أحسن مع الذين يمارسونها معذرة إلى الله ولعلّهم يتّقون.
ومن بين المسؤوليات الأخلاقية التي ليس لها إلاّ همم الشباب، محاربة اعتبار العلاقة الإنسانية علاقة مادية تجارية بحتة، فلقد تشوه الإحساس بالحبّ في الله، وغابت في كثير من الأحيان العلاقات الأخوية القائمة على التسامح والتراشد والتباذل والتواصل والتسامح والإيثار، وقد مسخت الكثير من هذه المفاهيم في سوق يتصارع فيها التجّار.
إنّ نظرات هابطة مثل: «عندك درهم تساوي درهماً وإن لم يكن عندك فلا تساوي شيئاً» أو «كن ذئباً وإلاّ أكلتك الذئاب» أو «حشر مع الناس عيد» أو «عليَّ وعلى أعدائي» أو «إذا متّ ظمآناً فلا نزل القطر»، ليس لها من يتصدّى لها سوى همّـة شاب عرف مسؤوليته الأخلاقية في مجتمعه، وأحزنه أن تسود الصور الشوهاء والمناظر القبيحة فيه، وعمل هو وأمثاله على تغيير تلك الصور بصبر واناة وبالتدريج.

9- المسؤولية الاجتماعية:
أنت كشاب تربطك بالمجتمع من حولك شبكة من العلاقات: علاقة مع الوالدين والأسرة والأقرباء، وعلاقة مع الإخوان والأصدقاء والزملاء، وعلاقة مع عامّة الناس.
في العلاقة مع الوالدين والأسرة وبما يتصل بها من أرحامك.. أنت مسـؤول عن الإحسان للوالدين والبرّ بهما (وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحسـانا) (الإسراء/ 29)، وذلك بأن تتجنّب قول (أُف) لهما ولا تنهرهما ولا تسيء إليهما بأيّة لفظة أو فعلة (وصاحبهما في الدُّنيا معروفا) (لقمان/ 19)، وأن تعمل ما في وسـعك لإشعارهما بحبّك الكبير لهما، وبتقديرك لفضلهما عليك، وامتنانك للطفهما بك، وبحاجتك إليهما في المواقف الصـعبة، وإلى دعائهما لك، وذلك بإشـاعة الجوّ الأبوي ـ البنوي الحميم الذي يشعرهما ويشعرك أنّك مهما كبرت ومهما كبرا فإنّ التواصل معهما يسد حاجة نفسية لك ولهما.
وفي العلاقة مع أفراد الأسرة فأنت مسؤول عن احترام الكبير والعطف على الصغير مما يحقق الراحة النفسية للجميع، ويزيد الألفة والمحبّة بينهم، مثلما أنّك مسؤول ـ في نطاق توزيع الأعمال المنزلية ـ بأخذ قسطك منها بقدر ما يسمح به وقتك وامكاناتك، وخير الأعمال ما كان تطوعاً.
إن انتسابك لأسرة ذات سـمعة حسنة بين الناس يحمّـلك أيضاً مسـؤولية الحفاظ على سمعتها نقية زاهية، وذلك بأن لا تجلب لها ما يسيء ويخدش فيها.
وأمّا العلاقة مع الاخوان والأصحاب والأصدقاء فأنت مسؤول بأن تبنيها على أساس (الإيمان): (إنّما المؤمنون إخوة) (الحجرات/ 10)، حتى تنتفع بصحبتهم وينتفعوا بصحبتك في الدنيا والآخرة.. ومسؤول أيضاً عن إصلاح الخلل فيما يقع بين إخوانك المقرّبين (فأصلحوا ذات بينكم) (الأنفال/ 1)، وأن تكون مرآتهم التي يرون فيها جمال تصرّفاتهم وقبحها، فلقد ورد في الحديث أنّ الأخ الذي يمكنك أن تثق به هو الذي يعرّفك عيوبك، وإنّ «المؤمن مرآة أخيه المؤمن».
إنّنا يمكن أن نوسِّع فهمنا للقول المأثـور «سل عن الرفيق قبل الطريق» على أنّه ليس في حال السفر فقط بل حتى في الرفقة في طريق الحياة، ذلك أنّ كل صديق مقرون بصديقه، وقد أشار أحد الشعراء إلى ذلك بقوله:
صاحب أخا ثقة تحظى بصـحبته فالطبع مكتسب من كلّ مصحوب
كالرِّيح آخـذة ممّـا تمرّ به نتناً من النتن أو طيباً من الطيب
وهو ترجمة للحديث «إيّاك ومصاحبة الفسّاق فإنّ الشرّ بالشرّ ملحق».
وكما أنت مسؤول عن الأسرة والأصدقاء فإنّك مسؤول عن الناس من حولك في تعاملك معهم والسعي لخدمتهم، والتخفيف من معاناتهم، والتعاون معهم في أعمال الخير والبرّ والصلاح التي تجلب على النفع العام و«الأقربون أولى بالمعروف» وكلّما امتدّت روحية الشاب المتفاعل اجتماعياً على نطاق أوسع دلل ذلك على عميق إيمانه ورحابة فكره ونبل عواطفه الإنسانية.
إنّك قد تجد لذّة في خدمة (قريب) لكنّ اللذة سوف تتضاعف أكثر حينما تقدم خدمتك لـ(بعيد) أو (غريب) لأ نّك تشعر حينئذ بأنّك تخرج من إطار محدد إلى ساحة مفتوحة على الخير كلّه، وقد جاء في الحديث: «خير الناس من نفع الناس».
إنّ الطريق إلى بناء علاقات إجتماعية أمتن يتطلب منّا كشبان أن نعرف ما هي العوامل التي تقوِّي هذه العلاقات؟ وما هي الأمور التي تضر بها وتضعفها؟ والآثار الايجابية المترتبة على هذا وذاك؟
إنّ معرفة حق الآخر واحترام هذا الحق ـ سواء كان الآخر أباً أو أمّاً أو صديقاً أو قريباً أو غريباً ـ يجعلك موضع تقديره واعتزازه وشكره ودعائه لك بالخير.. وما يدريك فلعل لطفك به ينزل لطفاً من الله بك فـ «الخلق كلّهم عيال الله وأحبّهم إليه أحبّهم لعياله».

10- المسؤولية الاقتصادية:
ونعني بها مسؤوليتك كشاب في ترشيد الإنفاق والاستهلاك، فلقد سادت أو شاعت النظرة المادية في حياتنا حتى تهالك الشبان والفتيات على الإستهلاك المبالغ فيه للحاجيات بما يصل إلى حدّ التبذير والإسراف في بعض الأمور غير الضرورية أو غير الأساسية.
فمع أنّ الاهتمام بالمظهر شيء حسن لكنّ المبالغة في ذلك بحيث تمتلئ خزانة الشاب أو الشابة بملابس قد لا يرتدي بعضها سوى مرّة واحدة أو مرّتين ثمّ يبطل استعمالها، مما يثقل ميزانية الأسرة وكاهلها بنفقات يمكن أن توظف لتلبية احتياجات أكثر أهميّة.
فالشبان مسؤولون عن التنبه إلى (ثقافة الإستهلاك) التي تجيد وسائل الدعاية والإعلان طرحها معتمدة على الإبهار البصري ومناغاة العواطف والأذواق في ذلك، إذ لابدّ من حذر الوقوع في شراك الإغراء بعدم تصديق كل ما يعرض على الشاشة من اعلانات ترويج البضائع والسلع التي تحمل في بعض الأحيان عناوين كبيرة ومضامين صغيرة وغير واقعية أحياناً.
كما أنّ المسؤولية الاقتصادية تتطلب إعادة النظر في بقاء الشباب عالة أو كلاًّ على أسرهم حتى إكمال دراساتهم، فالإستفادة من العطل الصيفية في الإنخراط بأعمال معيّنة سوف يساعد الشاب على خوض تجربة عمل ميدانيـة، وعلى حصـوله على بعض المال الذي يلبي احتياجاته على الأقل.
إنّ من الخطأ أن نبقى عاطلين عن العمل حتى وقت التخرّج من الجامعة، فورشة العمل أو الدورات التدريبية والتأهيلية التي ندخلها اليوم سوف تتيح لنا فرصاً للعمل أوسع بلحاظ الخبرة التي نحصل عليها.
وقد يستطيع الشبان إن هم اجتمعت آراؤهم وأصواتهم الجريئة المطالبة بانشاء مصارف خاصة بهم تمدهم بقروض تسدد بالتقسيط المريح لفتح مشاريع عمل ولو بسيطة، أو الاشتراك في مشاريع أوسع، وقد تساعدهم في تسهيل شؤون زواجهم وتأسيس بيت الزوجية.
كما يمكن المطالبة باسـتثمار أراض زراعية جديدة غير مستثمرة وبناء قرى ومدن حولها يتولّى الشبان إنشاءها وتطويرها، وتقوم الجهات المعنية بالإشراف عليها وتوفير خدماتها الأخرى. وقد لا يستجاب لذلك بسبب ما نعرفه جميعاً من تعقيد الأوضاع لكن كثرة الطرق ربّما تفتح الأبواب المغلقة والآذان المغلقة والعقول المغلقة، وإذا لم يستجب للمطالب كاملة فلبعضها على الأقل، وقديماً قيل «ما ضاع حق وراءه مطالب»، و«إنّ الحقوق تؤخذ ولا تعطى».
إنّ المسؤولية الإقتصـادية تتطلّب أيضاً من الشبان الميسوري الحال أن يكون لهم إنفاق خيري، وما أكثر مجالاته، ومنها دعم إخوانهم الشباب المعسرين.

11- المسؤولية السياسية والإعلامية:
في الحديث الشريف: «مَن أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم».
هذه دعوة واسعة، مفتوحة للإهتمام بأمور وشؤون المسلمين أينما كانوا.. الإهتمام هنا لا يقف عند حدّ التألم لما يتألمون له والفرح بما يفرحون، بل يشمل كلّ ما من شأنه أن يجعل حياتهم المادية والمعنوية كأفضل ما يكون: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
هذا البـناء العضـوي لمجتمع المسلمين في (التوادد) و(التراحم) و(التعاطف) و(الشكوى) لا يبيح لليد أن تقول: أنا بخير ولا يهمني إن تألم باقي الجسد، ولا يرتضي للعين أن تقول: ما دخلي أنا في الأمر تلك القدم هي التي تشتكي، إنّه ترابط حميم متداخل يؤثر في بعضه البعض ويتأثر ببعضه البعض.
وعلى ضـوء ذلك، فإن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا ينحصر في الدعوة إلى الإصلاحات الأخلاقية ومحاربة المنكرات الإجتماعية فقط، بل يمثل مسؤوليتنا كمسلمين في أن يكون لنا (موقف) من الصلاح كلّه والفساد كلّه.. بأن نغيِّر الفاسد بمختلف أساليب التغيير وضمن الامكانات المتاحة، وأن نعزز الصالح ونقويه ونثبِّت أركانه.
من هنا يمكن أن نطرح على أنفسنا هذا السؤال: قل لي أي موقف وقفت أقل لك من أنت.. فالشاب الذي لا موقف له هو ريشة في مهب الريح لا يملك قياده بل الريح هي التي تقوده وقد تؤدي به إلى المهالك والمزالق والإنحرافات.
ترى لو فكر هذا الشاب المضحي بحياته في سبيل إنقاذ شعبه أو أمّته من ظلم الحاكم الظالم بطريقة ذاتية آنية ضيقة، وقال: ما لي وللناس، لما كسر شعبٌ قيوده، ولما هُزمت قوّةٌ من قوى الظلام، ولما تغير واقع مزر.
ولو أنّك سكتَّ عن صرخة الحق وخنقتها في حنجرتك وتراجعت عن الدفاع عن المظلـوم، فإنّك سـوف تساعد الظلم بطريق غير مباشر، وقد قيل «الساكت عن الحق شيطان أخرس».
إن ما يصطلح عليه بـ(الشارع السياسي) يشكل جمهور الشباب جانباً كبيراً منـه، والمسؤولية السياسـية تتطلّب أن يكون للشاب رأي في كلّ ما يجري. وكم غيرت مشاركة الشبان في التظاهرات والاعتصامات والإضرابات الحركة على مسرح الأحداث هنا وهناك.
إنّ صوتك مسؤوليتك.. ألا ترى لو أنّك أعطيته للباطل أو للظلم كيف سيقوى ويشتد ساعده؟ فلم لا تعطيه للعدل وللحق وللحرِّيّة؟ ألست أنت المسلم المسؤول عن مخاصمة الظالم ونصرة المظلوم «كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً»[3].
وقد تبدو مقاطعة سلع وبضائع العدو المحتل غير مؤثرة كثيراً على إقتصاد سوقه لكنّها في حساب الموقف كبيرة جداً.. إنّها تمثِّل (ثقافة الحضور)، فمقاطعة هنا ومقاطعة هناك، تجعل الرقعة تتسع والتأثير يكبر والعدو يصرخ متألماً.
ولذا فإنّ الطريق إلى تحمل المسؤولية السياسية يمر من عدّة قنوات:
إحداها (الوعي) واليقظة السياسـية لما يجري هنا وهناك من مخطّطات وشعارات ومؤامرات وتحرّكات ليس على الساحة المحلِّية فقط بل الدولية أيضاً.
ثمّ (الحضور السياسي) بأن يكون للشباب رأيهم في قضايا أمّتهم الحاضرة والمستقبلة لسبب بسيط أنّهم جزء لا يتجزأ من هذه الأمّة. يقول أحد الكتّاب السياسيين: «إنّ استقالة المواطن العربي من الشأن العام بلاء حل بالأمّة وأسهم في انتكاستها وتدهور أوضاعها»[4].
المسؤولية السياسية تستدعي أيضاً أن نعمل كشباب على تنقية العمل السياسي من الدجل والكذب والتلاعب بالشعارات والمواقف الفضفاضة أو النفاقية أو الارتهان السياسي للأجنبي وخيانة الأمّة، أي أن نعمل على أن تكون للسياسة أخلاقها فلا نعتمد الحرام والطرق الملتوية وصولاً إلى غاياتنا السياسية النبيلة.
إنّها لا شكّ مسـؤولية معقّدة وتضامنية، تتحملها أكثر من جهة وطرف، لكن ابتعاد الشبان عنها، لهذا السبب أو ذاك، ربّما يزيدها تعقيداً لأ نّهم إذ ذاك يتركون ملاحة السفينة ـ التي نقف على ظهرها جميعاً ـ إلى ربابنة يخونون ركّابها ويعرضونهم إلى أكثر من حالة غرق.
أمّا من الناحية الإعلامية، فإن مقولة أن هناك إعلاماً شاباً لا تقوم على أساس، فحتى ما يطرح في وسائل الإعلام من قضايا الشباب لا يمس حياة الشـباب بالصميم، فهو إمّا أن يكون منافياً لأخلاقية الشاب المسلم ومخالفاً لعادات مجتمعه وتقاليده وقيمه، وإمّا أن يكون وعظاً وإرشاداً قد يدفع إلى الملل والسأم، وبالتالي فالبرامج الشبابية التي تبثها القنوات الفضائية تمثل حالة انفصال بين المادة المقدّمة وبين المتلقي الشاب فلا يرى فيها نفسه.
ربّما تدغدغ الغرائز في الأغاني والموضات وبرامج السيارات والرياضة العنيفة ومسلسلات الابتذال، لكنّه لا يجد فيها موقعه في مجتمعه ولا اهتماماً بمشاكله ولا طرحاً جاداً لإنقاذه من محنه الكثيرة، ولا ثقافة جادة تغني شخصيته.
إنّ مسؤولية الشاب الإعلامية تتركز في نقد هذا الإعلام وعدم التعاطي مع مواده على أنّها مقدّسة لا يطالها النقد، بل والكتابة إلى الصحف والمجلاّت عن شكواهم من الاعلام التغريبي والبرامج الشبابية التي لا تخاطب في الشبان سوى غرائزهم، والمطالبة بالتوازن إن لم يكن من الممكن وضع حد لها بسبب السيطرة المبرمجة على هذه الأجهزة.
إن غياب النقد الشبابي لهذا الإعلام الهابط سوف يرفع من مكانته ويوسع من قنواته، كما أنّ الاقبال على البرامج النظيفة التي راحت تتنفس في هذه القناة أو تلك، أو هذا الموقع على الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت) أو ذاك سوف يفتح للشاب نوافذ للمعرفة جادّة وجديدة.
إنّ المشكلة ليست في الشاب نفسه بل بمن يتولى أمره الإعلامي، وإلاّ فكما نعلم أنّ الشاب لو يجد القناة الجادة النظيفة الواعية لدورها العارفة بأساليب مخاطبـته لأقبل عليها وترك وراء ظهره كل هذا الطعام الإعلامي الفاسد.

12- المسؤولية الوطنية:
«حبّ الوطن من الإيمان».
الحب مسؤولية.. كما أنّ الإيمان مسؤولية.
فالعلاقة مع الوطن الذي يولد فيه الإنسان ينمو ويترعرع ويشب، ليست علاقة عاطفية مجرّدة بحيث يتعلق بأهله ولغته ومعالمه ومناخه وتربته وعاداته وتقاليده، إنّما هي علاقة مسؤولة من جهتين: مسؤولية الوطن إزاء أبنائه ومسؤولية أبنائه إزاءه.
إنّه أسرتنا الكبيرة، فهل نهمل التعاون والتحابب وحل المشاكل في أسرتنا الصغيرة؟ ألا نشـعر بأنّنا جزء منها يصيبنا ما أصابها ويسرّنا ما يسرّها. كذلك هو الوطن.. إنّه الأسرة الأكبر التي تستدعي حرصاً أكبر في بنائه وحمايته من الظلم والاستغلال والحرمان والأمية والجهل والتخلف، كما تتطلب حمايته من الأمراض والأوبئة المادية والمعنوية، وقد يستدعي الأمر حمل السلاح لدفع الأخطار التي تهدده وتهدد أبناءه واقتصاده وأمنه والتضحية من أجل استقلاله وحرِّيّته وكرامته، فكما أنّ البيت الصغير مسـؤولية أهله في الدفاع عن أرواحهم وممتلكاتهم وسمعتهم، فكذلك بيتنا الكبير (الوطن).
إنّ الملاحظ اليوم لدى قطاع من الشباب، فقدانهم للحسّ الوطني، وهو ما تتحمّل التربيـة والثقافة مسـؤوليته. ونعني بالحسّ الوطـني معرفة موقع الوطن وتأريخه ومعرفة رجالاتـه الوطنيين الذين ضحّوا من أجله بالشيء الكثير، ومبدعيه في الفكر والثقافة والفن والسياسة، وأن نربط ماضيه بحاضره ومستقبله.
ومن متطلّبات هذا الحس أن تأخذنا الغيرة على تردِّي أوضاعه الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والأخلاقية، والعمل على إحياء الكثير من عاداته الخيرة وتقاليده الصالحة التي شكّلت ملامحه الأساسـية، والتي عمل الأعـداء على طمسها أو مسخها واستبدالها بعادات التغريب وتقاليده.
والمسؤولية الوطنية بعد ذلك متشـعِّبة تحتاج إلى كل طاقة من الطاقات الحيوية والشبابية في الصدارة منها لتنهض من أجل تطوير أوضاعه وإصلاح الفاسد منها وخدمته في المجالات العلمية والصناعية والفكرية والعملية.
وهي تتطلّب أن نحسن إلى بيئـته في مائها وشجرها وحيواناتها وثرواتها الطبيعية، بالإضافة إلى أن نكون رسله وسفراءه حيثما انتقلنا أو حللنا. يقول علي (عليه السلام): «وللبلاد حقوق عليكم فإنّكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم».

13- المسؤولية التأريخية:
صفحات التأريخ بخيرها وشرّها انطوت.. إنّه مسـؤولية الماضين لا نحاسَب على سلبياته ولا نكافأ على إيجابياته (تلك أمّة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عمّا كانوا يفعلون) (البقرة/ 134).
فكيف يكون الموقف من التأريخ؟
هل ندير الظهر لتأريخنا وتراثنا وفيهما من الغنى ما يثري حاضرنا لمجرّد أنّ التأريخ مضى وانقضى؟
إنّ دروس التاريخ وعبره كثـيرة يمكن أن نستلهم منها أفكاراً وخبرات وتجارب جديدة، فلقد ثبت بالتجربة أنّ الذين أمعنوا النظر في التأريخ وتعمقوا في دلالات أحداثه كانوا أقوياء في نظرتهم للواقع وللمستقبل.
إنّ المسؤولية التأريخية تتطلب أن نقرأ تأريخنا وتأريخ العالم بنظرة موضوعية غير انحيازية ولا متعصِّبة ولا متطرِّفة بين رفـض لكل ما فيه وبين قبول لكل ما فيه. إنّه نتاج بشر مثلنا، وقد يكون فيه الصحيح وقد يكون فيه السقيم، وقد يكون فيه الموضوع الدخيل الذي ليس منه، الأمر الذي يستدعي عدم النظر إلى التأريخ على أنّه قرآن منزل أو تراث مقدس لا يمكن مناقشته ونقده، فكل ما في التأريخ خاضع للنظر والبحث والمناقشة والنقد والتأمل.
ربّما يقول بعض الشباب: نحن أبناء اليوم فما لنا وللماضي. ونحن هنا لا ندعو إلى الاسـتغراق في المـاضي، ولكـنّنا نأخذ من ماضـينا لحاضرنا ممّا ينفع ويغني، وتلك دعـوة القرآن إلينا (ألم يسيروا في الأرض ...)(ألم ترَ كيف فعل ربّك ...)(قُل سـيروا في الأرض فانظروا...)، فأحوال الماضين وعلمهم وتجاربهم ليست كلّها باطلة أو ساقطة من التداول. ولذا فإنّ المسؤولية التأريخية تحتاج أن ننظر في الأحداث والأفكار أكثر مما ننظر في الرموز والأشخاص، فهؤلاء قد غادروا مسرح التأريخ ولم يبق منهم سـوى أفكارهم التي هي نتاج بحث وتأمل وتجربـة، وأعمالهم التي يمكن أن نغتني ببعضها ونطور بعضها الآخر.


على طريق المسؤولية:
1- المسؤوليات معرفة: اعرف تفاصيل المسؤولية لتعرف ماذا يراد منك؟.. واعرف أهميّتها حتى تتفاعل معها وتسعى لتحقيقها.
2- «كن مشغولاً بما أنت عنه مسؤول»، فمن اشتغل بغير المهم ضيّع الأهم.. فليس في الحياة متّسع للهوامش والقشور والتوافه من الأمور.
3- الروتين والرتابة يقتلان روح المسؤولية.. حاول أن تجدد في أسلوب التعامل مع مسؤولياتك ولا تجمد على حالة معينة.. فالركود والتقليد الأعمى، يحـولان المسؤوليات إلى أعباء لا يطيق الكاهل حملها.
4- لا تؤجِّل المسؤوليات لأنّها تتراكم وبالتالي فقد تهمل لصعوبة القيام بها. ففي الحديث: «إيّاك والتسويف فإنّه بحر يغرق فيه الهلكى».
5- تعاط مع المسؤولية بروح منفتحة وكأنّك أنت الذي أخذتها على نفسك حتى تتمكّن من انجازها على أحسن وجه.. احبب المسؤولية يتحسن إنتاجك.
6- المسؤولية إثراء لأبعاد الشخصية.. فبقدر ما تأخذ المسؤولية من وقتك وجهدك تعطيك عقلاً أنضج، وقدرة على التحمل أكبر، وتجربة أغنى، ومعرفة أوسع.
7- الكسل والضجر عدوان لدودان للمسؤولية «إيّاك والكسل والضّجر، فمن كسل لم يؤد حقّاً، ومن ضجر لم يصبر على حق».. الكسل خمول وفتور في الهمة، والضجر ملل وسأم وتبرم وانصراف عن القيام بالمسؤولية.
8- الروح الجماعية في انجاز المسؤوليات تساعد على التخفيف من ثقلها، وعلى الإبداع في انجازها، وعلى الشعور بالمسؤولية في تحقيق مهام مشتركة تقرب الأهداف البعيدة.
9- قراءة كتاب الله المجيد والأحاديث الشريفة الصحيحة التي توافق كتاب الله أفضل مجال للتثقيف بالمسؤوليات.. ما هي؟ وكيف يجب أن نعمل بها؟ وكيف نتحمّل متاعبها بصدر رحب؟ وكيف نتبيّن نتائجها الحاضرة والمسـتقبلة؟ فلابدّ للشاب والفتاة المسلمين من الرجوع إلى هذين المرجعين الكبيرين ليزدادا معرفة بمسؤولياتهما.

نتائج الإلتزام بالمسؤولية:
إنّ العمل بأيّة مسؤولية والقيام بمهامها على أكمل وجه سيؤدِّي إلى واحدة أو أكثر من النتائج التالية:
1- إنّ الأخذ بمبدأ المسؤولية يفتح باب الحرِّيّة بطريقة منظمة لا تعدِّي فيها ولا ظلم، وبالتالي فإن من شأن المسؤوليات أن تغلق الباب بوجه الفوضى والانحراف واللاّنظام.
2- كما أن من طبيعة المسؤولية الإسلامية انّها تفتح الآفاق واسعة على مجالات الخير كلّه، فليس هناك حد محدود للاستزادة من الخير في المسؤوليات كلّها.
3- المسؤولية توجه نشاط الإنسان وتجعله ذا موقف وإرادة وتقرير للمصير، أي أنّ الإنسان المسؤول يتحول بتحمله لأعباء المسؤولية إلى إنسان هادف لاينطلق ولايتحرّك إلاّ نحو هدف مرصود.
4- كما تهدف المسؤولية إلى إحداث حالة من التطابق بين الأفكار وبين السلوك، فما يحمله الشاب المسلم أو الفتاة المسلمة من نظرة أو رؤية عن أيّة مسـؤولية يتبلور ويتجسد من خلال ما تفرضه تلك المسـؤولية من التزامات، يهب الشاب أو الفتاة للقيام بها كما ينبغي، فلا تناقض ولا ازدواجية.
5- المسؤولية الإسلامية لا هويّة جغرافية لها، فمساحتها العالم كلّه، صحيح أنّ الأقربين أولى بالمعروف لكنّنا مسؤولون عن الإصلاح في الأرض كلّها، ولو اقتصرت المسؤولية على حدود الوطن والأمّة لما شهدنا انتشار الإسلام في بقاع الأرض وأرجاء الدنيا.
6- إنّ المسؤولية، بما تفرض من روح الإلتزام، تقلص وتحجم دوائر الإنحراف والجريمة والتهاون والخيانة والذلّة وكل أشكال السقوط والتواكل والكسل والتبعية، فالإنسان المسؤول يراعي متطلبات دوره في حركته في الحياة فينضبط وينتظم من خلالها.
7- المسؤولية في الإسلام تخلق حالة من الانسجام بين إرادة الله تبارك وتعالى وبين ارادة العبد المسلم، فلا تكون هناك إرادتان، إنّما هي إرادة واحدة.. الله يطلب والعبد يستجيب ويمتثل، أي أنّه يمضي إرادة الله ويحققها في الأرض، مما يقدم صورة ناصعة عن كونه خليفة صالحاً: (إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) (النور/ 51).
8- النماذج الإيجابية الناهضـة بمسـؤولياتها على ما يرام تعمل كأدوات محرضة أو محفزة على الاحتذاء والتأسي من قبل المتقاعسين أو المتنصلين أو المتساقطين أو المتخففين من أعبائها.. فما دام بوسع الشاب الآخر أو الفتاة الأخرى القيام بهذه المسؤولية أو تلك فإنّ بإمكاني النهوض بها أنا الآخر.
9- إن منظومة المسؤوليات ـ الإسلامية ـ تتكفل بإصلاح الحياة وتغيير ما فسد منها من أفكار وعواطف وعلاقات ومواقف وأخلاق ولا يكون ذلك إلاّ من خلال الفرد المسؤول والمجتمع المسؤول.
10- وبقدر تحمل أعباء المسؤولية في الدنيا تتحدّد مستويات الثواب والعقاب في الآخرة، فهي أشبه شيء بالسعي السنوي للتلميذ في المدرسة، الأمر الذي يجعل إمكانية الحصول على مزيد من الثواب مفتوحة لكل راغب في ازدياد.

كلمة أخيرة:
حينما قال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «كلّكم راع وكلّكم مسـؤول عن رعيته»، فإنّه قد جعل كل مسلم مسؤولاً مهما كان موقعه في المجتمع لئلاّ يقول شخص: أنا لست معنياً بهذا الأمر.. إنّه مسؤولية غيري.
من هنا، فإن حالة القنـوط والأياس والتشـاؤم والإحـباط التي تنتشر في أوساط كثير من المسلمين تتطلب من الشباب بما يحملونه من روح متطلعة إلى الأفضل ومتفائلة في أغلب الأحيان إلى نزع هذه الألغام من طريق النّاس، والعمل على بث روح التفاؤل والأمل، بأن ننظر إلى النصف الملآن من الكأس، وإلى الألطاف الخفية حتى في الأحزان والمآسي والمحن، وإلى إشعال شمعة مع لعن الظلام، وأن ننير الزاوية التي نحن فيها، وأن نتذكر دائماً (فإنّ مع العُسر يُسراً * إنّ مع العُسر يُسرا) (الإنشراح/ 5-6).
كما انّ فتح أبواب الحـوار الجاد والمثمر القـائم على احترام رأي الآخر حتى لو اختلف معنا، مسؤولية الشباب في عصر يفتح تلك الأبواب على مصاريعها.. ذلك انّ عملية التعارف التي أرادها الله تعالى للأمم وللشعوب والقبائل تبدأ من احـترام مَن يخالفوننا الرأي والعقيدة والسلوك ومجادلتهم بالتي هي أحسن.
وهناك أيضاً مسؤولية تنمية الحس النقدي لكلّ الأفكار والمظاهر والمشاهدات والمسموعات والمستوردات بعرضها على ميزان العقل والشرع والكتاب المجيد والسيرة المطهرة، وهو أمر لا ينشأ بغتة بل يحتاج إلى تدريب وتهذيب، فليس كل نقد مطلوباً، بل البنّاء منه الذي يستهدف الإصلاح (إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت)(هود/ 88).
________________________________________
[1]- يطلق على هذه المسؤولية الشرعية اسم (الواجب الكفائي) الذي يتطلب من المسلمين التعاون على انجازه، فإذا قام به عدد منهم وحققوا الكفاية المطلوبة فإنّهم يؤجرون وإلاّ فإنّ التخلّف عنه بما يوجد ثغرات في حاجات المسلمين فلا تجد مَن يلبِّيها يعدّ إثماً، يحاسب عليه المسلمون جميعاً.
[2]- الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب، محمّد تقي فلسفي، ص309.
[3]- كانت الصحف الاغترابية في كندا قد صدرت قبل تحرير جنوب لبنان من الاحتلال، فتعذر نشر وقائعه، فما كان من بعض الشباب الجامعيين هناك إلاّ أن يتولّوا سد هذه الثغرة الإعلامية باللّجوء إلى شبكات الانترنيت لنشر الخبر وتعميمه، بل والقيام بتظاهرة إعلاميـة طافت شوارع مونتريال لتعبِّر عن الابتهاج بالحدث وتعريف الناس به.
[4]- انظر (مجلّة المجلّة)، (أسباب اسـتقالة المواطن العربي من الشأن العام)، فهمي هويدي، 23/10/2000.

من مواضيع : الشيخ عباس محمد 0 دراسة بريطانية: تعدد الزوجات يطيل العمر ويجلب الرزق
0 كيف أجعل زوجي يهتم بي
0 أكثر ما تحبه المرأة في الرجل
0 هل حب المخالف لعلي (عليه السلام) ينجيه يوم القيامة ؟
0 عنى حديث الاجتماع على حب علي (عليه السلام)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:50 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية