3319- (إنّي، وإيّاكِ، وهذين، وهذا الرّاقد- يعني : عليّاً- يوم القيامة في مكان واحد ، يعني : فاطمة وولديْها : الحسن والحسين رضي الله عنهم)
أخرجه الطيالسي في "مسنده " (26/ 190): حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي فاختة قال: قال علي:
زارنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فبات عندنا؛ والحسن والحسين نائمان، فاستسقى الحسن، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قربة لنا، فجعل يعصرها في القدح، ثم يسقيه، فتناوله الحسين ليشرب فمنعه، وبدأ بالحسن، فقالت فاطمة: يا رسول الله! كأنه أحب إليك؟ فقال:"لا، ولكنه استسقى أول مرة". ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره.
ومن طريق الطيالسي أبي داود: أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 31- 32/2622)، وابن عساكر في "التاريخ " (5/39- 0 4).
وأخرجه البزار في "مسنده " (3/223/2616)- بتمامه-، وأبو يعلى (1/393/ 510)- مختصراً- من طريقين آخرين عن عمرو بن ثابت به. وقال البزار :
"لا نعلمه يروى عن علي إلا بهذا الإسناد"!
كذا قال! وفيه نظر؛ لأنه عند أحمد وغيره من طريق أخرى كما يأتي.
وعمرو بن ثابت: هو ابن هرمز الكوفي، ويكنى ثابت بأبي المقدام.
وعمرو ضعيف، وأبوه ثابت بن هرمز صدوق يهم.
وأبو فاختة اسمه: سعيد بن عِلاقة، وهو ثقة.
قلت: وقد تابعه عبدالرحمن الأزرق- وهو ابن بشر بن مسعود الأنصاري أبو بشر المدني، ثقة من رجال مسلم-، رواه قيس بن الربيع عن أبي المقدام عنه عن علي قال:... فذكره نحوه، وفيه: أنه حلب شاة، فَدَرَّتْ .
أخرجه أحمد في "المسند" (1/101) وفي "الفضائل " (2/692/ 1183)، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/598/1322)، وابن عساكر أيضاً.
قلت: وقيس بن الربيع " صدوق سيّئ الحفظ .
وأبو المقدام: هو ثابت بن هرمز، وهو صدوق يهم كما تقدم، فالإسناد يستشهد به.
والحديث قال الهيثمي في "المجمع " (9/ 170):
"رواه أحمد والبزار والطبراني، وأبو يعلى باختصار، وفي إسناد أحمد قيس
ابن الربيع، وهو مختلف فيه، وبقية رجال أحمد ثقات ".
قلت: وخالف بعضهم في إسناده، فقال الطبراني في "معجمه " (22/405/
1016) : حدثنا محمد بن حُبَّان المازني: ثنا كثير بن يحيى: ثنا سعيد بن عبدالكريم بن سليط وأبو عوانة عن داود بن أبي عوف أبي الجحّاف عن عبدالرحمن ابن أبي زياد أنه سمع عبدالله بن الحارث بن نوفل يقول: ثنا أبو سعيد الخدري:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على فاطمة ذات يوم؛ وعليًّّ نائم، وهي مضطجعة، وأبناؤها إلى جنبها ، فاستسقى الحسن ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى لقحة، فحلب لهم، فأتى به، فاستيقظ الحسين، فجعل يعالج أن يشرب قبله ، حتى بكى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"إن أخاك استسقى قبلك ".
فقالت فاطمة: إن الحسن آثرُ عندك ؟ فقال:
"ما هو بآثر عندي منه، وإنما هما عندي بمنزلة واحدة ، وإني وإياك... " الحديث.
ثم ساقه الطبراني (1017) بهذا الإسناد عن سعيد بن عبدالكريم بن سليط الحنفي عن عمرو بن أبي المقدام... بإسناده المتقدم عند الطيالسي بنحوه.
قلت: وهذا إسناد منكر عندي؛ علته: محمد بن حُبّان المازني (1) شيخ الطبراني؛ فقد ضعفوه؛ قال محمد بن علي الصوري:
"ضعيف "، وقال عبدالغني بن سعيد الحافظ:
"يحدث بمناكير".
كذا في "تاريخ الخطيب " (5/ 231- 232)، لكنه روى عن أبي القاسم عبدالله
ابن إبراهيم الآبندوني (2) أنه قال:
__________
(1) كذا وقع في "المعجم " في الموضعين! و أظنه محرفاً من (الباهلي)، فبها ترجموه.
(2) نسبته إلى (آبندون) قرية من أعمال جرجان كما قال في "السير" (16/ 261). وله ترجمة مبسطة في "أنساب السمعاني ".
"لا بأس به إن شاء الله تعالى".
قلت: واعتمد الذهبي تضعيف الصوري المذكور في "الميزان "، و"المغني "،
وزاد فقال:
"وقال ابن منده: ليس بذاك ".
قلت: وأما الهيثمي؛ فأعله بشيخ (ابن حُبان) هذا، فقال في "المجمع " (9/171)- بعد أن ساقه من حديث أبي سعيد الخدري فقط-:
"رواه الطبراني، وفيه كثير بن يحيى، وهو ضعيف، ووثقه ابن حبان ".
قلت: وتضعيفه المذكور، تبع فيه الذهبي في "الميزان "، وهو مردود؛ لأنه جرح غير ثابت، والمعتمد توثيق ابن حبان ؛ لأنه مدعم بغيره كما بينته في ترجمته من "تيسير الانتفاع "، ويكفي في ذلك أنه من شيوخ أبي زرعة الرازي، وهو لا يروي إلا عن ثقة، وكذلك هو من شيوخ أبي حاتم الرازي في هذا الحديث وغيره.
وقد أخرجه الحاكم (3/137) من طريقه: ثنا يحيى بن كثير: ثنا أبو عوانة
به، مع اختصار للقصة. وقال:
"صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي.
وله طريق آخر؛ يرويه علي بن عابس عن أبي الجحاف به.
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ " (5/40).
لكن علي بن عابس ضعيف، فالعمدة على رواية أبي عوانة- واسمه وضاح اليشكري-، وهو ثقة ثبت من رجال الشيخين.
ويبقى النظر فيمن فوقه، فأقول:
1- داود بن أبي عوف أبو الجحاف، قال الحافظ:
"صدوق شيعي، ربما أخطأ".
2- عبدالرحمن بن أبي زياد- ويقال: ابن زياد- روى عنه الأعمش أيضاً، ووثقه ابن معين والعجلي، وقال البخاري:
"فيه نظر".
قلت: فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى. وقال الحافظ:
"مقبول "!
3- وأما (عبدالله بن الحارث بن نوفل)؛ فهو ثقة بالاتفاق، ومن رجال الشيخين. فالإسناد حسن، فإذا ضم إليه إسناد حديث علي؛ أخذ الحديث قوة، وارتقى إلى مرتبة الصحة. ولعله لذلك سكت عنه الذهبي في "السير" (3/258) بعد أن ساقه من رواية الطيالسي. والله سبحانه وتعالى أعلم . *
تصحيح الشيخ أحمد شاكر :
مسند أحمد بن حنبل (ج1 ص510)
792 - حدثنا عفان حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا قيس بن الربيع عن أبي المقْدام عن عبد الرحمن الأزرق عن علي قال: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأَنا نائم على المنامة، فاستسقى الحسنُ أو الحسين. قال: فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى شاة لنا بَكِيء، فحلبها فدَرَّت، فجاءه الحسن فنحاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت فاطمة: يا رسول الله، كأنه أحبهما إليك؟ قال: "لا، ولكنه استسقى قبله"، ثم قال: "إني وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامه".
(792) إسناده صحيح. وقد سبق بنحوه، انظر 576، أبو المقدام: هو ثابت بن هرمز الكوفي الحداد، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وابن المديني وأبو داود، وترجمه البخاري في الكبير1/ 2/ 171ولم يذكر فيه جرحا. عبد الرحمن الأزرق: رجح الحافظ في التعجيل 259 أنه عبد الرحمن بن بشر، ثم زعم أنه لعله "عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرق "المترجم عنده 247، وهو احتمال بعيد، لأن هذا متأخر روى عنه الشافعي، وعبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري المدنى الأزرق: روى له مسلم وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 143. والحديث في مجمع الزوائد 9: 169 - 170 ونسبه أيضا للبزار والطبراني ولأبي يعلى باختصار، وقال: "وفى إسناده أحمد بن قيس بن الربيع، وهو مختلف فيه، وبقية رجال أحمد ثقات، وقيس سبق الكلام عليه 661، الشاة البكيء والبكيئة: التي قل لبنها، وقيل انقطع. قوله "الحسن أو الحسين" كذا في أصول المسند، وفي مجمع الزوائد والرياض النضرة 2: 209 "الحسن والحسين " وهو أوضح. قوله "وهذين وهذا الراقد" كذا في الأصول الثلاثة، ولكن السيوطي ذكره في عقود الزبرجد بلفظ "وهذان" ثم أطال القول في توجيهه بوجهين: أنه عطف على موضع اسم "إن" قبل الخبر، لأن موضع اسمها رفع تقديره: أنا وأنت وهذان. والثاني أنه على لغة من يجري المثنى بالألف في كل حال.
وانظر شواهد التوضيح والتصحيح لابن مالك 65 - 66.
التعديل الأخير تم بواسطة الجابري اليماني ; 24-11-2016 الساعة 12:57 AM.