وانا هنا تخالف اكبر مشايخ اهل السنة والجماعة وتخالف اهم الصحاح والسنن عندكم
والتي تنص صراحة على شان النزول لهذه الاية الكريمة في الامام علي ع وسيدة نساء العالمين والحسن والحسين
هذا غير صحيح فالمباهلة ليست كما تقول وسبق الكلام فيها وبينا ان سبب نزولها كان في نصارى نجران ولم يباهلوه
يكون أبغض الخلائق إليه، فالمعنى في القاموس وشرحه أيضا صحيح، إلا أن المعنى في مفردات الراغب أدق، فهذا معنى المباهلة. إذن، عرفنا لماذا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمباهلة، ثم عرفنا في هذا المقدار من الكلام أنه لماذا عدل القوم عن المباهلة، لماذا تراجعوا، مع أنهم قرروا ووافقوا على المباهلة، وحضروا من أجلها، إلا أنهم لما رأوا رسول الله ووجوه أبنائه وأهله معه قال أسقفهم: إني لأرى وجوها لو طلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله (1). فلماذا جاء رسول الله بمن جاء؟ لا نريد الآن أن نعين من جاء مع رسول الله، لكن يبقى هذا السؤال: لماذا جاء رسول الله بمن جاء دون غيرهم؟ فهذا معنى المباهلة إلى هنا.
لاحظ هو يقول انه لم تحدث مباهلة لتراجع نصارى نجران نحن نقول حتى الرسول لم يخرج اصلا
إنّ الآية المباركة (( فَمَن حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءَنَا وَأَبنَاءَكُم وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُم وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنَتَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ )) (آل عمران:61) نزلت في شأن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) ومن خرج معه، وهم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) فقط دون غيرهم، هذا ما تسالم عليه علماؤنا في كتبهم، كما ورد هذا المعنى في كتب أهل السنّة: كــ(مسند أحمد بن حنبل)(1)، و(صحيح مسلم)(2)، و(سنن الترمذي)(3)، و(المستدرك على الصحيحين للحاكم)(4)، و(السنن الكبرى للبيهقي)(5)، و(خصائص أمير المؤمنين للنسائي)(6)، و(أحكام القرآن للجصاص)(7)، و(تفسير القرآن لابن كثير)(8)، وغيرها من كتب التفسير والحديث والتاريخ.
1) مسند أحمد بن حنبل 1: 185 مسند سعد بن أبي وقاص.
(2) صحيح مسلم 7: 120 كتاب (فضائل الصحابة، باب فضائل عليّ(ع)).
(3) سنن الترمذي 4: 293 الحديث (4085).
(4) المستدرك على الصحيحين 3: 150.
(5) السنن الكبرى 7: 63 باب (إليه ينسب أولاد بناته).
(6) خصائص أمير المؤمنين(ع): 48 منزلة عليّ كرم الله وجهه من الله.
(7) أحكام القرآن 2: 18 قوله تعالى: (( فَقُل تَعَالَوا نَدعُ... )).
(8) تفسير ابن كثير 1: 408 سورة آل عمران: 61.