|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتدى العقائد والتواجد الشيعي
المقصود من الظلم في قوله تعالى (لا ينال عهدي الظالمين)
بتاريخ : 09-02-2016 الساعة : 11:39 PM
السؤال: المقصود من الظلم في قوله تعالى (لا ينال عهدي الظالمين)بسم الله الرحمن الرحيم من الأدلّة التي يحتجّ بها الشيعة الإمامية على عصمة الأئمة قوله تعالى: (( وَإِذِ ابتَلَى إِبرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة:124).
أقول: يحتج الشيعة على عصمة الأئمة بقوله: (( لَا يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ ))، حيث أنّهم لا يظلمون أنفسهم ولا غيرهم, فهم إذن معصومون.
فرد أحد الوهابية معارضة لهذه الآية بقوله تعالى: (( وَقُلنَا يَا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنهَا رَغَدًا حَيثُ شِئتُمَا وَلَا تَقرَبَا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )) (البقرة:35).
فقال الوهابي: لقد أكل آدم(عليه السلام) من الشجرة, فكان من الظالمين وآدم(عليه السلام) معصوم عندكم, فكيف تقولون أنّ آية ابتلاء إبراهيم تدلّ على العصمة وآدم(عليه السلام) ظالم؟!
أقول: فكيف نرد على هذه الشبهة؟
الجواب:
إنّ الظلم الذي صدر من آدم(عليه السلام) لم يكن الظلم الذي يقدح في العصمة والذي يكون جرّاء المعصية؛ لأنّ التكليف كان إرشادياً ليس له إلاّ التبعة التكوينية دون التشريعية، لاستلزام قبول التوبة - لو كان التكليف تشريعياً والمعصية تشريعية ايضاً - رجوعهما - أيّ آدم وحواء - إلى ما كان فيه من مقام القرب، وهو ما لم يحصل وإنّما وقع الأمر التكويني بخروجها من الجنّة.
ثمّ أنّ الدعاء من إبراهيم كان لذريته والجواب من الله بعدم نيل العهد للظالمين منهم وآدم ليس من ذرية إبراهيم(عليه السلام)، وعليه:
فإذا التزمنا بأنّ الظلم في قوله تعالى: (( لَا يَنَالُ عَهدِي الظَّالِمِينَ )) هو نفس الظلم الذي في قوله تعالى: (( فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ )) فيكون المعنى أنّ الأئمة من ذرّية إبراهيم(عليه السلام) لا يصدر منهم حتّى مثل ترك الأوّلى الذي فسّرت به معصية آدم(عليه السلام)،.
وإذا قلنا انّ الظلم في الآية الأولى أخصّ منه في الثانية، والمقصود منه الظلم الناشيء عن المعصية، فتكون دلالة الآية الأولى على عصمة الأئمة من ذرّية إبراهيم(عليه السلام) بمقدار لا تحدّد صدور ترك الأوّلى منهم من عدمه.
|
|
|
|
|