وخد كلم القاضي ايضا ( فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده )
قال المهلب : صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده , ففي الصحيح أن شيطاناً أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه , فكذلك السحر ، ما ناله من ضرره لا يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ , بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام , أو عجز عن بعض الفعل , أو حدوث تخيل لا يستمر , بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث ، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها , قالوا : وكل ما أدَّى إلى ذلك فهو باطل , وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ( هناك ) , وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء , قال المازري : وهذا كله مردود ؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ , والمعجزات شاهدات بتصديقه , فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض , فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين .
قال : وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة .
قلت – أي : ابن حجر - : وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة عند البخاري ، ولفظه : ( حتى كان يرى ( أي : يظن ) أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ) وفي رواية الحميدي : ( أنه يأتي أهله ولا يأتيهم ) . انتهى
لعله الحق من النفس المصدر :
ولا تعادي النبي صلى الله عليه وسلم بقولك هذا يا اخي الجزائري والله يهدي الجميع الى الحق
واعلم جيدا انك ستاتي بالف تناقض للتبث حجتك بل نحن اتينا بالحق وكفى والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه الى يوم الدين
ونترك الحوار للاخرين لعله يفيد المستبصر الى الحق .
أتكلم في هذا الرد عن كذب الرواية، منها انفي مس الشيطان للنبي (ص)
فالرواية تنقسم الى فصلين.
الأول: زمن الرواية:
عائشة تقول: (حتى اِذا كان ذات يوم أو ذات ليلة)، فعائشة طال عليها الدهر لم تعد تتذكر وقت الحادثة. إذن فالرواية ذكرت بعد وفاة الرسول (بزمن بعيد).
"يا عائشة أشعرت [...] أتاني رجلان"
الرجلان أتي بحضور عائشة، لم تر عائشة الرجلين و لم تشعر بهما.
هذان الرجلان المخفيان عن البصر اِما أن يكونا من الجن أو من الملائكة.
فالجن مستبعد ، اِذن هما من الملائكة.
السؤال الذي يطرح : هل نقول على الملائكة رجال؟.
اِذا كان الرجلان من الملائكة: لماذا نفيا صفة النبوة و الرسالة عن محمد (ص) ، و الله تعالى يقول «محمد رسول الله» و «و ما محمد إلا رسول الله» ، فقرنه بصفة النبوة و الرسالة.
و الله تعالى يناديه « يا أيها الرسول»، « يا أيها النبي » و الراوي يقول عنه "الرجل".
هل المسلم يجوز له أن يقول على محمد (ص) "رجل" فقط و يسكت؟.
و هل يقبل أن يقرأ ما وجع الرجل؟ هل تقبل أن تقول على رسول الله (ص) رجل؟
«فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل». اِذا كان الرجلان من الملائكة، هل لا يعلمان أنه محمد رسول الله (ص)؟ حتى يقولان له "الرجل" .
في هذا الفصل من الرواية يريد الراوي أن يقول أن صفة النبوة نزعت منه (ص) عندما فقد عقله و بدأ يتوهم أنه يرى الإنسان حمار.... فذكره بصفة الرجل
كذلك لا يريد الراوي ان يقول على الرجلين "الملكين" فتكون الصيغة " فأتاني ملكان " ليتفادى صفة النبوة و الرسالة فتكون الصيغة كالتالي :... ما وجع رسول الله (ص)
الفصل الثاني:
«فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه» فالراوي يريد ان يقول أعاد الرجلان عقل رسول الله فرجعت له صفة النبوة .
و الله عندما اقرأ هذه و مثيلاتها أكره أنني كنت سنيا، و عندما اِستبصرت فتحت بصيرتي و عرفت ديني و عدت أميز الرواية الإسرائيلية من غيرها .
و لن اقبل ان يمس رسول الله (ص) من أي طرف كان، أو يشوه مسيرة دعوته الى الله و دعوة الاِئمة الأطهار عليهم السلام.
و الحمد لله على نعمة الاِستبصار و ركوبي سفينة النجاة .