اللهم صل على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
لمولانا الرضا (ع) تاريخا من الكرامات الباهرات كما لباقي الأئمة الأطهار ع، فبركات الإمام الرؤوف العطوف عليّ بن موسى الرضا.. نسل سيّد الأنبياء، وسليل سيّد الأوصياء، ومِن ذريّة فاطمة الزهراء سيّدة النساء كثيرة جدا ،ومخطىء من يعتقد أن من يزور إماما أو معصوما بحاجة أو طلب ولا يتحقق بقدرة الله الواحد عاجلا ام آجلا ولأسباب كثيرة جدا جدا ...وببركة ذلك الإمام او المعصوم (ع) ، ننقل بعضا من تلك الكرامات موثقا ومشهورا عن الأفاضل وهم يؤكدون اغلبهم عن كرامات ظهرت حتى من القبر الشريف لسلطان الجن والإنس :
• حدّث المُعاذيّ أبو عليّ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو النصر المؤذّن النيسابوريّ قال: أصابتني علّة شديدة ثَقُل منها لساني فلم أقدر على الكلام، فخطر في بالي أن أزور الرضا عليه السّلام وأدعوَ الله تعالى عنده وأجعلَه شفيعي إليه، حتّى يُعافيَني مِن علّتي ويُطلِقَ لساني قال: قصدتُ المشهد وزرتُ الإمام الرضا عليه السّلام، وقمتُ عند رأسه فصلّيتُ ركعتين وسجدت، وكنتُ في دعائي وتضرّعي أستشفع بصاحب القبر إلى الله تبارك وتعالى أن يُعافيَني مِن علّتي ويحلَّ عُقدةَ لساني.
يواصل المؤذّن النيسابوريّ حديثه الممتع بقوله: فنمتُ في سجودي، وإذا بي أرى في المنام كأنّ القبر قد انفرج، خرج منه رجلٌ كهلٌ آدم شديد الأَدَمة ( أي السُّمْرة )، فدنا منّي وقال لي:
ـ يا أبا نصر، قُلْ: لا إله إلاّ الله.
فأومأت إليه: كيف أقول ذلك ولساني مُغلق معقود ؟! فقال:
ـ تُنكر للهِ قُدرة ؟! قل: لا إله إلاّ الله.
قال أبو نصر: فانطلق لساني فقلت: لا إله إلاّ الله.
ورجعتُ إلى منزلي راجلاً وأنا أردّد: لا إله إلاّ الله.. لا إله إلاّ الله.. لا إله إلاّ الله. وانطلق لساني ولم ينغلق بعد ذلك أبداً. ( عيون أخبار الرضا عليه السّلام للشيخ الصدوق 316:1 ).
اللّهمّ اجعلْ ألسنةَ أفواهنا، وكذلك ألسنةَ قلوبنا، لَهِجةً بذكرك وشُكرك، والثناءِ عليك وطلب عفوك ومغفرتك، ورَطِبةً بذِكر فضائلِ أشرفِ خَلقِك.. محمّد وآلِ محمّد عليهم أسمى وأعلى وأفضلُ صلواتك.
• من كتاب ( وسيلة الرضوان ) تأليف السيّد شمس الدين محمّد بن محمّد بن بديع الرضويّ ـ من علماء العهد الصفوي ومن معاصري الشيخ الحرّ العامليّ ـ كان حيّاً حتّى سنة 1136 هـ ) نذكر بعض الكرامات الشريفة التي وردت فيه:
• في 9 / ذي الحجّة / سنة 1105 هـ، شُفي أعمى من أهالي أردبيل اسمه ( شب جمعة ). قيل له في عالم الرؤيا: اذهب إلى طوس لزيارة القبر الشريف لعليّ بن موسى الرضا عليه السّلام؛ إذ هناك علاجُ عينَيك. فاستيقظ عازماً على الزيارة حتّى وصل إلى الحرم الشريف وتشرّف بزيارة القبر المبارك، فرأى في منامه ذلك اليوم مولاه الإمامَ الرضا عليه السّلام وقد أظهر له الرأفة والرحمة، ومسح بيده المباركة على عينَيه وهو يدعو له، وكان في ذلك المحضر القُدسيّ أحد عشر شخصاً يختمون دعاءه بقولهم: آمين.
فلمّا استيقظ ( شب جمعة ) من منامه وجد نفسه مُبصراً! اللّهمّ صَلِّ عَلى محمّدٍ وآلِ محمّد.
• في ليلة 15 / رجب / سنة 1114 هـ ( ذكرى وفاة الصدّيقة الصغرى زينب الكبرى سلام الله عليها ) تقدّم الحاج عبدالصمد التبريزيّ نحو الضريح المطهَّر للإمام عليٍّ الرضا صلوات الله عليه بتضرعٍ وبكاء يطلب شفاءه من العمى، وفجأة انفتحت عيناه، فكان أن وقعت نظراته الأُولى على شبّاك الضريح!
قال السيّد شمس الدين مؤلّف ( وسيلة الرضوان ): وقد رأيت بنفسي عينَيه مبصرتَين.
• في يوم 20 / صفر / سنة 1116 هـ ( ذكرى أربعين سيّد الشهداء عليه السّلام وزيارة سبايا آل البيت عليهم السّلام لقبره ) جيء بامرأة من أهالي « زُور آباد » من قرى أطراف مدينة مشهد المقدّسة، وكانت كلتا رجلَيها مشلولتين، فأُدخِلت إلى الصحن العتيق من حرم الإمام الرضا عليه السّلام، وأُودِعَت عند شبّاك المراد، فما أن وضعوها على الأرض حتّى هبط عليها الشفاء مبعوثاً لها من لطف المولى الرؤوف، الإمام العطوف، عليّ بن موسى الرضا سلامُ الله عليه.
نهضت المرأة من مكانها، وتقدّمت بنفسها نحو الضريح تريد التشرّف بزيارة المولى وشكره، وعيناها هاملتان بالدموع.
• في يوم 9 / شهر رمضان / سنة 1124 هـ.. أبصَرَت بنت الحاج محمّد شفيع الطبسيّ، وكان عمرها 10 سنوات تقريباً، وقد وُلِدت عمياء، ففُتحت عيناها بنظرةٍ رحيمة من الإمام الرضا عليه السّلام.
وبعد التأكّد من شفائها وبصرها، أعطَوها خَلعةً رضويّة، وضُرِبت لذلك نقّارة الفرح والابتهاج.
• في يوم 6 / جُمادى الآخرة / سنة 1130 هـ شُفِيت البنت « نجيّة »، وهي مِن أهالي قرية ( مايان ) من القرى الجبليّة لمدينة مشهد المقدّسة. كانت تلك البنت مُبتلاةً بالعمى مند سنة بعد ألمٍ أصاب عينيها حتّى فقدت بصرها تماماً، وعلى أثر ذلك رفض ابن عمّها الاقتران بها بعد أن كان خَطَبها قبل أن تعمى.
فمضت البنت كئيبة حزينة.. إلى أن رأت في منامها شخصاً مرتدياً ثياباً بيضاء، قال لها: تَعالَي إلى المدينة كي أُشافيَكِ فشدّت الرحال إلى الحرم المبارك، فلمّا وصلت سمعت رجلاً من جهة الرأس المبارك يقول لها: افتحي عينيكِ؛ فقد شافَيناكِ.
فتحت عينيها، فوقع بصرُها على النور.
• شهد يوم 10 / رجب / 1132 هـ ( ذكرى ولادة جواد الأئمّة محمّد بن عليّ الرضا عليهما السّلام ) شفاء امرأةٍ مشلولة ـ من أهالي ( دِه نُو ) من قرى أطراف مدينة مشهد ـ كانت مصابةً بشللٍ في رجليها منذ سنتين.. أوصلوها إلى الحرم الشريف، قالت:
ـ ما أن وقع بصري على الضريح المطهَّر حتّى رأيتُ شخصاً مرتدياً ملابسَ بيضاء، وهو يُلقي ماءً على قُفل الضريح، فقلت له:
ـ تَرَحّمْ علَيّ بقليلٍ من هذا الماء؛ لأتشافى به. فقال لي:
ـ سأُعطيكِ هذا الماء تبرّكاً.
أعطاني إيّاه، فأمسكت به أشربُه بشوق واعتقاد، حتّى شُفيتُ من وقتها، فنهضت! فما عَلِمْن النسوةُ اللاّئي كُنّ معي في الحرم الشريف حتّى هَرَعْن يتبرّكن بثيابي.
• سيّد علي نقي أُصيب ببرص في رقبته، يقول: كلُّ ما بذَلَه الأطبّاء مِن جهدٍ في العلاج لم يؤثّر، وقد قال لي شخصٌ مستهزئاً: لو كنتَ صالحاً لَما أُصِبتَ بالبرص! فآلَمَني كلامه، ذهبتُ على أثرها إلى ضريح الإمام الرضا عليه السّلام.. وبكيت.. واستغثت: مولاي، إنْ كنتُ سيّداً حقّاً فلا تَدَعْ هذا المرض يتسلّط علَيّ.
عُدتُ إلى البيت، فأشغلتُ نفسي بمطالعة كتاب، وإذا أصابعي تفتح الكتاب على رواية:
ـ شكا شخصٌ إلى أحد الأئمّة الأطهار عليهم السّلام البرص، فأجابه الإمام عليه السّلام بأن يضع على الموضع المُصاب نُورةً وحنّاء.
علمتُ بعد انتهائي مِن قراءتي للرواية أنّ الأمر كان توجيهاً غيبيّاً، وعنايةً من الإمام الرضا عليه السّلام، فنهضتُ وعملتُ بالوصيّة الواردة في الرواية.. لم تمضِ سوى ساعتين حتّى زال المرض تماماً بفضل الإمام الرؤوف عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام.
• ثمّ ينقل السيّد شمس الدين الرضويّ هذه الكرامة في كتابه ( وسيلة الرضوان ) عن لسان طبّاخٍ من أهالي أصبهان، يرويها بنفسه قائلاً:
ـ ابتُليتُ مدّة بمرض البَرَص، وكان لي حضور تحت منبر ميرلَوحي السبزواريّ، فسمعته مرّة ينقل مناقب الأئمّة الأطهار عليهم السّلام، حتّى قال:
ـ في ( مَرْو ) عندما دخل الإمام الرضا عليه السّلام إلى الحمّام، تقدّم شخصٌ مصاب بالبرص نحو الإمام وأفاض على قدمَيه الماء، وفي المقابل سكب الإمام عليه السّلام ماءً على رأسه، وفجأةً أحسّ ذلك الرجلّ أنّ مرض البرص قد زال عنه تماماً! فسأل عن الرجل مَن يكون ؟ فقيل له: هو عليُّ بن موسى الرضا عليه السّلام، فألقى ذلك الرجل بنفسه على قدَميِ الإمام يُقبّلهما، ويشكر اللهَ تعالى أن شافاه ببركة الإمام عليه السّلام.
يقول ذلك الطبّاخ: ما أن سمعتُ هذه الكرامة حتّى نهضت مسرعاً مِن جنب المِنبر، وذهبتُ إلى الحمّام فملأت وعاءً من الماء، واستقبلتُ مشهد الرضا عليه السّلام بوجهي في حالةٍ من البكاء والعويل متوسلاً بالإمام طالباً شفائي من البرص، مخاطباً إيّاه:
ـ ما الذي يكون لو شافيتَني كما شافيتَ ذلك الرجل!
ثمّ أرقتُ الماء ـ مع النيّة ـ على رأسي، فزال المرض من حينه ببركة الإمام الرضا عليه السّلام. ورجعتُ بعدها مباشرةً إلى مجلس السبزواريّ، ونقلتُ للحاضرين قضيّتي وشفائي، فعندما رأى المطّلعون على مرضي أنّني شُفيت فعلاً، تعجبّوا.. وصدّقوا.. وشكروا الله تبارك وتعالى.
• نقل الميرزا أبو الحسن صاحب ( النسق ) عن والده أنّه قال:
رأيتُ ذاتَ ليلة في المنام الأئمّة الاثني عشر الطاهرين عليهم السّلام وقد تجمّعوا حول الحوض المبارك ( في صحن الإمام الرضا عليه السّلام )، وكان هنالك شخص أعمى منشغل بالطواف في الروضة المقدسة، فسمعتُ الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام يقول للرضا عليه السّلام: هلاّ تُشافي هذا الرجل!
وإذا بالإمام الرضا عليه السّلام يُشير بيده المباركة إلى ذلك الرجل الأعمى، وكانت يده نديّة. فجأةً استيقظت من النوم، وحلّ الصباح.. فإذا بي أسمع أنّ كرامةً حصلت في الحرم الرضويّ الشريف، وأنّ الإمام عليه السّلام قد أبرأ أعمى، فأسرعت لِلّقاء بذلك الرجل، فلمّا وصلتُ إليه سألته عن كيفيّة حصول شفائه، فأجاب: أحسستُ بأنّ قطرة ماءٍ نزلت على عينَيّ، فإذا بي أجد نفسي مبصراً!
• نُقل في سنة 1030 هـ أنّ « أسد الأبداليّ القادريّ » جاء للسيطرة على مدينة مشهد المقدّسة، فحاصرها لمدّة 25 يوماً، وأوقع الناس في ضيقٍ ومشقّة، إلاّ أنّه رجّح بعد ذلك أن يفرّ على أن يبقى؛ وذلك لِما ظهر من المعجزات الرضوية.
كان مِن جملتها أنّ شخصاً رأى الإمامَ الرضا عليه السّلام في المنام يقول له: قُلْ لأسد أن يرحل، وإلاّ سنُعذّب جيشه. بعد فترة بدأت الأمراض تظهر في معسكر أسد الأبدالي، أمّا هذا القائد فقد رأى في منامه أن أفعى كبيرة تفغر فاها وتتّجه نحو جيشه، فاستقظ فَزِعاً، واستولى عليه وعلى جيشه الرعب، فهربوا تاركين حتّى قُدورَهم التي أعدّوها لطبخ طعامهم.
• كما نُقِل أيضاً في سنة 1034 هـ أنّ محمد خان قَدِم ينوي احتلال مدينة مشهد الرضا عليه السّلام، فحاصرها، إلاّ أنّه لمّا ظهرت الكرامات الرضويّه لم يَرَ هذا القائد بُدّاً من الفرار.
مِن جملة ذلك أنّ جنديَّينِ كانا قد هربا من معسكره حدّثا قائلَين:
ـ كنّا عند محمّد خان حين جيء له بدرويشٍ محروقةٍ يداه وهو يقول:
ـ إنّ سبب ابتلائي بهذا الحرق هو أنّي رأيت الإمامَ الرضا عليه السّلام في المنام وهو يقول لي:
ـ قل لمحمد أن يبتعد عن أطراف مشهد!
ثمّ رأيت ناراً وقَعَت على يَدَيّ فأحرقَتْهما.. استيقظت مرعوباً فوجدتُ يَدَيّ محترقتين ـ قال: كما تشاهدون!
عليك يا مولانا الرضا أزكى الصلاة وأسمى السلام...
على روحك وبدنك وأنت في العالم العُلْويّ القُدسيّ..
ما زالت أنفاسُك العابقة تُطَمْئن القلوب والأرواح..
وما زالت عنايتُك المباركة تهدي العقولَ والنفوس..
وما زالت نظراتُك الرؤوفة تحمل إلينا بشائرَ الأمان والرحمة.