النفخة هي الصوت القوي والشديد الذي يهز الأسماع والمراد بالصور القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام، ولذلك عندما سأل الإعرابي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما الصور؟ قال عليه الصلاة والسلام: (قَرْن يُنفخ فيه) , ويقسمون علماء التفسير نفخة الصور إلى اثنتين الأولى نفخة الموت . والأخرى نفخة الحياة مابعد الموت ..
النفخة الأولى: وهي النفخة التي تنتهي بها الحياة ويمكن أن نسميها نفخة الموت، إذ أن الله تعالى يأمر إسرافيل فينفخ في الصور نفخة قوية تكون سبباً في هلاك جميع المخلوقات بما فيها الكائنات التي تعيش على كواكب أخرى خارج الأرض، لأن الله تعالى يقول: (فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) أي أن هناك مخلوقات أخرى تنتشر في الفضاء الخارجي سوف تتأثر بهذا الصوت وتُصعق.
النفخة الثانية: وهي نفخة الحياة، حيث يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور فتكون هذه النفخة سبباً في إحياء جميع الخلائق، وقيامهم من تحت الأرض, يقول تعالى: (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ)، وهنا قد يتساءل البعض عن سر هذه النفخة وكيف يكون الصوت سبباً في الحياة!
قال العلماء .. للصوت تأثيرات كثيرة، فقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن كل شيء في الكون له تردده الخاص به، ويسمى الرنين الطبيعي، فعندما نعرض هذا الجسم لتردد صوتي محدد يساوي الرنين الطبيعي لهذا الجسم فإنه يبدأ بالاهتزاز والتجاوب. ولذلك فإن الترددات الصوتية إذا كانت ذات مجال ترددي واسع سوف تستجيب لها كل الموجودات على الأرض (الجماد والإنسان والحيوان).
إن الله تعالى هو أعلم بهذه النفخة وهو الذي يختار الترددات المناسبة لتكون سبباً في إيقاظ الخلايا الميتة وذلك -والله أعلم- من خلال تنشيط الشريط الوراثي المسمى DNA هذا الشريط يوجد فيه سر الحياة ويوجد في أعماق كل خلية حية، ويحمل صفاته الوراثية ويتحكم بمسيرة حياة الخلية، فالله تعالى هو خالق الخلايا وهو أعلم بما يحييها....