بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الله عند القلوب المنكسرة
الحكاية التالية نختارها من كتاب (كرامات الامام المهدي (عج) ) الذي اعده الاخ (فارس فقيه) ونشرته دار المحجة البيضاء اللبنانية.
وهي حكاية سيد شاب من جرحى ملحمة الدفاع المقدس التي خاضتها الجمهورية الاسلامية ضد العدوان الصدامي الأميريكي رمز لإسمه بحرفي (عين، باء) وهو من أهالي مدينة مشهد المقدسة، وقد آذاه تأنيب ارحامه على مشاركته في ملحمة الدفاع وما أصابه بسببها، فتوسل الى الله ببقيته امام العصر –عليه السلام- لكي ينجيه من هذا الآذى خاصة وقد نزلت به مصيبة ثانية هي احتراق منزله:
قال السيد المشهدي الشاب عين:
(جرحت منذ ۸ سنوات في الحرب، واصيب قسم من جسمي بالشلل فلم أعد قادراً على المشي الا بصعوبة جاءت أمي الى منزلي ليلاً وتحدثت معي لم يعجبني الكلام فضجرت منه وشعرت بالانكسار؛) –ويبدو مستمعينا الافاضل أن والدة هذا الشاب قد شددت تأنيبها له على مشاركته في الحرب الدفاعية التي أوصلته الى الشلل وهو في ريعان شبابه، يقول حفظه الله متابعاً نقل حكايته:
(فتوسلت بالامام المهدي (عج) وقلت: يا سيدي ومولاي اطلب شفائي من الله ثم غفوت رأيت الامام المهدي (عج) يقول لي: انا بنيت مسجداً بيدي، اذا تريد الشفاء، فعليك ان تذهب الى هذا المسجد فتوسل الينا عنده.
وعندما قمت من النوم صممت على الذهاب الى عيادة صديقي المريض وقلت في نفسي: في السنة القادمة سأذهب إلى مسجد جمكران إن شاء الله ثم مشيت إلى المستشفى لعيادة صديقي.
لما رجعت الى منزلي، وجدته قد احترق ومعه كل الأثاث)
ويبدو ان هذه الحادثة قد ضاعفت همه وجعلته يسرع في الالتجاء الى الله والذهاب الى مسجد صاحب الزمان في جمكران بل والخدمة فيه، قال –وفقه الله-:
(فزع قلبي كثيراً، صباحاً مشيت الى مسجد جمكران، بقيت ۳۹ يوماً في المسجد، وفي ليلة الأربعين من مدة الاعتكاف في المسجد (وكانت تصادف ليلة التاسع عشر من شهر رمضان) حين الخدمة في المسجد شعرت بالتعب كثيراً فنمت، في الساعة الواحدة.
رأيت بنامي: أنني كنت أنظف ساحة المسجد المبارك فقدم سيد جليل وقال لي: هل تنظف المسجد: قلت: أجل قال: اذهب معي الى المسجد لنتحدث قليلاً ودخلنا الى المسجد فرأيت ٤ أشخاص جالسين في المسجد جلست قربهم قال لي السيد: يا سيد كأنك مريض؟ قلت: أجل، جرحت في الحرب وشل جسدي.
فوضع السيد يده على رأسي وقال لي: ستشفى إن شاء الله.
ثم وضع يده على ظهري ورجلي، بنفس اللحظة شعرت بالراحة، ثم نظرت الى الجماعة فوجدت أنهم كانوا النبي محمد (ص) والامام علي (ع)، فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) بضلعها المكسورة والمعصومة الكبرى (سلام الله عليها) اخت الامام الرضا (ع) وهم في حالة بكاء.
الامام المهدي (عج) قال: الصديقة الكبرى غير راضية لان الناس لا يحترمون حقها، ثم اعطاني رطباً وقليلاً من الماء وقال لي: يجب ان تأكل شيئاً لانك ستصوم يوم غد.
ثم قمت من النوم فلم أجد اثراً من الالم والجروح فشكرت الله كثيراً).