بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أسرار دعاء يوم عرفة لمولانا الحسين عليه السلام
* يبتدئ هذا الدعاء الجليل بالحمد الإلهي وهذا أول سر في هذا الدعاء لان حمد الحسين عليه السلام لله هو الحمد الحقيقي وجميع الناس تدخل بشفاعة الحسين عليه السلام في الحمد الإلهي.
فعندما يحمد الإنسان الإلهي الكامل الأزلي الحسين عليه السلام الله فهذا هو تمام الحمد .
* يفتح مولانا الإمام الحسين عليه السلام بهذا الدعاء لشيعته أفاق رحبة في العبودية الإلهية وفي معرفة الإله المبدع الأول بقوله كلمة إلهي فكلمة إلهي من الحسين عليه السلام ليست وهي على لسان الإنسان العادي.
* جاء دعاء يوم عرفة في يوم الحج الأكبر بلسان الإنسان الكامل الإلهي الأزلي الحسين عليه السلام وبهذا ربط الحاج لبيت الله الحرام بالميثاق الإلهي الأول.
* بدعاء عرفة عرَّفَ الإنسان الأزلي الحسين عليه السلام الله لخاصة عباده وهم جماعة العرفاء.
* الوقوف في جبل عرفة والدعاء بدعاء عرفة للحسين عليه السلام هو تمام وكمال مناسك الحج كلها.
* كيف يمكن أن نعرف الله حق المعرفة ونحن لا نعرف دعاء يوم عرفة للحسين عليه السلام فدعاء عرفة هو المعرف لله بلسان العارف الحقيقي بالله .
* كيف نوحد الذي ليس كمثله شيء والدال على ذاته بذاته والمنزه عن مجانسة مخلوقاته ؟ إذا لم ندعو بدعاء يوم عرفة للحسين عليه السلام ؟؟؟؟
* يستحيل مطلقا توحيد الله ومعرفته تمام المعرفة إلا بدعاء عرفة لمولانا الحسين عليه السلام حيث التوحيد والعبودية والمعرفة قائمة ومتحدة ومنسجمة بلسان الإنسان العارف الكامل الإلهي.
* لم يترك دعاء يوم عرفة شيئا يتقرب به إلى الله إلا ذكره مولانا الإمام الحسين عليه السلام.
* دعاء يوم عرفة يقطع على الحاج الواقف الباكي كل علاقته بالدنيا ويدخله في عالم الربوبية بمعية مولاه الحسين عليه فيصير حاجا بكل كليته وجواره.
* يقول مولانا الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة : (( اِلهى تَرَدُّدى فِى الاْ ثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ فَاجْمَعْنى عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنى اِلَيْكَ كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليلٍ يَدُلُّ عَليْكَ وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْ ثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ اِلَيْكَ عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْه رَقيباً وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً)) . بهذه العبارة أخرج مولانا الإمام الحسين عليه السلام عباد الله من عبادة الفاني إلى عبادة الله الباقي وبها صار الحب والقرب والوصال والخدمة والفناء والبقاء.
* يقول مولانا الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة : (( اِلهى تَرَدُّدى فِى الاْ ثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ فَاجْمَعْنى عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنى اِلَيْكَ كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليلٍ يَدُلُّ عَليْكَ وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْ ثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ اِلَيْكَ عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْه رَقيباً وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً)).
نسبة هذه العبارات ــ والتي هي من ضمن الزيادة التي أوردها ابن طاووس في دعاء عرفة ــ إلى الإمام الحسين (عليه السلام) لا تخلو من إشكال!
- يقول الشيخ المجلسي:
قد أورد الكفعمي (رحمه الله) أيضاً هذا الدعاء في البلد الأمين، وابن طاوس في مصباح الزائر، كما سبق ذكرهما، ولكن ليس في آخره فيهما بقدر ورق تقريباً، وهو من قوله: "إلهي أنا الفقير في غناي" إلى آخر هذا الدعاء، وكذا لم يوجد هذه الورقة في بعض النسخ العتيقة من الاقبال أيضاً، وعبارات هذه الورقة لا تلائم سياق أدعية السادة المعصومين أيضاً، وإنّما هي على وفق مذاق الصوفية، ولذلك قد مال بعض الأفاضل إلى كون هذه الورقة من مزبدات بعض مشايخ الصوفية ومن إلحاقاته وإدخالاته.
وبالجملة، هذه الزيادة إما وقعت من بعضهم أولاً في بعض الكتب، وأخذ ابن طاووس عنه في الإقبال غفلة عن حقيقة الحال، أو وقعت ثانياً من بعضهم في نفس كتاب الاقبال، ولعلّ الثاني أظهر على ما أومأنا إليه من عدم وجدانها في بعض النسخ العتيقة وفي مصباح الزائر، والله أعلم بحقايق الأحوال. (بحار الأنوار: 95 / 227)