|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 80981
|
الإنتساب : Jun 2014
|
المشاركات : 11
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
قطره من بحر الحقيقة المرة ح 2 وفيها بحث لاول مرة عن الامامة خلال القران والسنة النبوية المطهرة
بتاريخ : 08-06-2014 الساعة : 06:57 PM
اقدم بين يدي السادة القراء الحلقة الثانية من موضوع قطرة من بحر الحقيقة المرة.. وفيها مبحث (( الامامة )) لاول مرة في تاريخ الامة الاسلامية.. وبفهم جديد والله الموفق ................ كان ظهور كتاب " تطور الفكر الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه " لمؤلفه المدعو ( أحمد الكاتب ) يمثل أبرز عمل من أعمال التحريف والزيف القائم على أقوال الرجال والذي لا شأن له بأصول العقيدة الدينية ولا دستورها الثابت الذي هو القرآن الكريم و السنَّة المقدّسة . فقد عمد هذا المؤلف إلى استخدام أقوال وتناقضات علماء الدين في توجيه آخر ضرباته الموجعة إلى الباطل ، ولكنه وبسببٍ من انحرافه وكذبه حاول الخروج بنتائج عمومية لإبطال الإمامة أملاً منه في إبطال النبوة والرسالة فيما بعد أو تحويل وجهتها .
ادّعى الكاتب المذكور أن الإمام علي ( ع ) لم يدافع عن نظرية الوصية ولم يدَّع العصمة ولم يدْعُ إلى النص ، وإنما كان من دعاة الشورى وأنه لم يجد في كلامه المتّفق عليه عند المسلمين ما يجعلنا نعتقد بأنه يؤمن بالنص وأن الإمامة بهذا المعنى هي من وضع المتكلِّمين .
وبالطبع فبعد إلغاء الإمامة والعصمة يصبح الأئمة الاثني عشر أكذوبة ويصبح المهدي الثاني عشر مجرّد فرضية لا أساس لها من الواقع .
ولمـا كان الإمام علي ( ع ) هو الشخص الوحيد المتّفق على صلاحه وتقواه في الأمّة كلها ـ إذ أن الخلاف حصل في غيره لا فيه ـ ولمـا كانت أقواله كلها منقولة عن أهل الخلاف وهي التي اعتمدها الكاتب المذكور ن فقد رأينا أن يكون القسم الأول مخصّصاً لكلامه عليه السلام المرتبط بالإمامة حيث سيلاحظ القارئ المحترم ومن أول الصفحات أن الكاتب المذكور هو من أكذب الخلق وأكثرهم إمعاناً في الافتراء والتزوير فتسقط مصداقيته من أول البحث ، ولذلك فلا نعتبر هذا الكتاب ردّاً على هذا الكاتب بقدر ما هو ردٌ على كل انحراف وتحريف في أسس العقيدة حيث اعتمدنا في شرح أقواله ( ع ) على كتاب الله والمتفق عليه بين أهل الأديان وأوضحنا جوانب كثيرة من المغالطات المتعلّقة بالتوحيد فاصلين فصلاً تاماً بين حكم الله وحكم الخلق ـ بحيث أن علي ( ‘ ) نفسه سيظهر وكأنه شخص مأمور بطاعة الإمام علي ( ع ) من خلال كلامه بأمر من الله وحكم إلهي لا سبيل له إلى دفعه وألاّ فإنه كان يفضّل العافية والسلامة ـ بينما تتجلّى في البحث أحكام الخلق التي قابلوا بها حكم الله .
في هذا الرد ستظهر العلاقة بين الإمامة والتوحيد في أجلى صورها الممكنة حالياً إلى أن تحين الفرصة للإعلان عن حقائق أخرى في الموضوع .
والغاية من البحث أيضاً تسريب التصحيح العقائدي بالتدريج إلى المؤسسة الشيعية التي تروِّج معادلة معكوسة هي طاعة علي في الله لا طاعة الله في علي ( ‘ ) ـ أملاً منا في انعكاس هذا التصحيح على الجوانب الأخرى في أوساط المسلمين كافة ولو بعد حين .
لقد لاحظت اللجنة أن المؤسسة الدينية غير قادرة على الرد على دعوات الكاتب هذا وأكّد هذا الحدس لديها أن أكثر القرّاء استنجدوا بها لعلمهم أن اللجنة هي وحدها القادرة على الردّ لأنها لا تؤمن أصلاً بالتغيّرات والاجتهادات الرجالية التي اعتمدها الكاتب في النقد والتي هي من أعمال هذه المؤسسة ذاتها وكذلك لثقة هؤلاء القرّاء بأن لدى اللجنة القدرة على النفاذ إلى المفاهيم الحقّة في النص القرآني والتي تمكّنت بها من محاكمة الكثير من المقولات الرجالية المعتمدة في الدراسات الدينية على الصعيدين العقائدي والتشريعي كما ظهر ذلك في أبحاثها السابقة .
ولذلك فقد أكد البحث في هذا الكتاب على مسألة هامة جداً هي : إن الإمامة عقيدة إلهية لا علاقة لها بعدد المؤمنين بها ولا بالتغير الحاصل عليها على أيدي الرجال ولا بإنكار الرجال لها أو اعترافهم بها.. بل تعرض على الكتاب والسنة فإن ثبتت بهما فهي حق حتى لو لم يوجد إلاّ واحد يؤمن بها ، وإن بطلت في الكتاب والسنة فهي باطلة وإن دعا لها كل الخلق . وإن واجب المؤمن هو معرفة الحق مجرّداً عن الأسماء وقبل معرفة الرجال وأقوالهم بحيث يمكنه الحكم عليهم بالحق لا الحكم بهم على الحق كما فعل الكاتب الأفاك الكذوب الملحد الذي اتخذ من الدِّين وسيلة لهدم الركن الأساسي فيه ولذلك رجع كيده إلى نحره وأبطل نفسه بنفسه .
وبعد فإن اللجنة تتقدّم بالشكر الجزيل والدعاء إلى الباري عزّ وجل بالثواب العظيم لكل الذين أعانوها على إكمال هذا القسم وغيره من المؤلفات التي أعلنت لأول مرّة للقرّاء الكرام عن الحقائق بلا خوف ولا تزوير ولا كذب ولا تمويه ولا مجاملات إذ لا مجاملة في الحق وهي على يقين من أنها وهي تحاول الدفاع عن التوحيد الخالص والحكم الإلهي المطلق فلن تكون هناك أي قوّة في العالم قادرة على إلحاق الضرر بها لأن وعد الله حق وقوله صدق فهو تعالى القائل :
] إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [
نعم . إن أكثر الناس يقولون هذه الآية ولكنهم ينصرون الشيطان ولذلك فإن مصير أبحاثهم الهباء وجنايتهم منها العناء ومآلهم أن يتسلّط عليهم الأشرار وأن يذوب باطلهم لأن الباطل يأكل بعضه بعضاً .
وقد أطلقنا الاسم الفرعي للبحث [ الإمامة بين الثابت والمتحوّل ] للدلالة على أن لأهل البيت نظرية إلهية وهي حكم إلهي عليهم وعلى غيرهم مقهورين على طاعة الله فيها وأن هذا هو من الثوابت القرآنية ـ وأن التحوّلات في الفكرة إن وجدت فهي من آراء الرجال ولا علاقة لها بالإمامة فهي على العكس مما زعمه الكاتب تؤكِّد نظرية الإمامة لأن الإمامة أصلاً إنما أُنزلت في الكتاب والسنة للاحتجاج على الخلق ولإزالة الاختلاف . فالكفر بالإمامة هو منشأ الخلاف والاختلاف ، وإنكارها يعني السماح لكل من هبّ ودبّ بإدلاء رأيه في حكم الله وهذا هو الكفر .. وهو ناتج ستلاحظه في كل أقوال الإمام علي عليه السلام والتي تعمّد الكاتب الكاذب تجاهلها وجاء بغيرها مما يحسبه مؤيّداً له . ولكننا أثبتنا أن الذي جاء به من أقواله ( ع ) هو أوضح حجّة وأبين برهاناً من النصوص المتروكة ـ ذلك لأن هذا الكاتب اعتمد الافتراء والكذب من أول ما بدأ البحث فمن الطبيعي أن يضلّه الله على علم ويعمي بصره وبصيرته عن الحقائق ..
هذا ونطلب من القارئ الكريم فبل قراءة هذا الكتاب التحرّر من كل حكم سابق في أي شيء سوى الله الواحد الأحد وأن يُرغم نفسه على فهم سورة الإخلاص وترديدها مراراً وأن يستعيذ بالله من الشيطان ويدعو الله تعالى لهدايته إلى الحق قبل البدء بالقراءة . فإن كان كتابنا باطلاً وهو سليم القلب فلاشك أن الله سيستجيب دعاءه ويكشف له عن بطلان هذا الكتاب . وإن كان ما في كتابنا حقاً ـ وهو كله حق ـ فإن الله سبحانه سوف يهديه إلى الحق . ومعنى هذا الكلام يرجع إلى أوله ، أي ليست العلّة في عدم وضوح الحق من الباطل وإنما العلة في القلوب التي في الصدور فإذا سلمت القلوب أدركت العقول وفي هذا النصح كفاية لمن اكتفى بالله وكفى بالله هادياً وكفى به نصيرا.
انتشر في الآونة الأخيرة في أنحاء العراق كتاب لمؤلف اسمه (أحمد الكاتب) حيث ادّعى أنه من طائفة الشيعة وأنه قد دافع عن الفكر الشيعي طوال حياته ولكنه ( وبفضل الله وعنايته ) اكتشف كافة التناقضات في هذا المذهب .. وقد رتّب كشوفاته في المقدِّمة بطريقةٍ تعتمد على العامل النفسي للقرّاء ليكسبهم إلى صفِّه من أول البحث . ولذلك تميّزت المقدِّمة بوجود أربعة مراحل لهذه الكشوفات وسأحاول إثباتها هنا ليكون القارئ مستعداً نفسياً لإجراء المقارنة :
الأولى : أنه بدأ البحث في ( ولاية الفقيه ) التي تبنّى طرحها الزعيم الديني الخميني في إيران متسائلاً عن سبب إعطاء الفقيه باعتباره نائباً عن المعصوم ولاية مطلقة هي ذاتها ولاية الإمام وصلاحياته وحسب تعبيره : ( كل صلاحيات الإمام والرسول ، وسمح له بتجاوز الدستور وإرادة الأمة جمعاء )
ويدّعي الكاتب أنه مندهش لنفسه حينما اكتشف فجأة [ هكذا ] أن العلماء السابقين لم يكونوا يؤمنون بنظرية ولاية الفقيه !
وأما أنا فقد اندهشت أكثر منه لانتشار هذا الكتاب في أوساط المثقفين في العراق .. ذلك لأن الكاتب يثبت بهذه العبارات جهله من جهة وكذبه من جهة أخرى .
فقد أفشل بنفسه محاولة التأثير النفسي للبحث من أول خمسة أسطر ن لأن كل العراقيين وحتى بعض الصبيان منهم يعلمون جيداً أن ( ولاية الفقيه ) هو تنظيرٌ جديدٌ في ساحة الفكر الشيعي يقابل فكرة ( انتظار الإمام القائم ) وإن الكثير من العلماء لا زالوا على النظرية الأولى ( انتظار القائم ) ، وخاصة المحدّثين والإخباريين وكثير من الأصوليين ، بل وفي داخل إيران أيضاً فكيف غابت هذه المسألة عن ذهنه وهو في الوسط الديني ؟ بل الحرب بين العراق وإيران قد أعطت فرصة كبيرة للتعرّف على هذا المر من قبل كافة المثقفين العاديين جداً . فقد نشرت صحف العراق ومجلاته مثل "آفاق عربية" أبحاثاً للرد على فكرة ولاية الفقيه بل كتب في هذا الموضوع وتحدّث فيه رجال السياسة أيضاً ، فكيف اكتشف الكاتب ( فجأة ) أن العلماء القدماء لا يؤمنون بولاية الفقيه ؟ وهل هذه قضية خافية أم أنها خافية على ( الكاتب ) وحده في وقت اشتعلت فيه جبهة طولها 1500 كم بالنار بسبب هذه المسألة ؟
يبدو لنا أن الكاتب يحاول استغلال المسألة السياسية في العراق خصوصاً لأغراض البحث .. فهو يتصور أن المرء سيكون في حرج شديد وهو يحاول الرد على ( الكاتب ) لأنه لا يقدر على الجمع بين الإيمان بالأئمة المعصومين ( ع ) وإنكار ولاية الفقيه ! . ولمـّا كان إنكار نظرية الخميني قضية لا بـد ( للعراقي ) من إعلانها فإن إنكار الأئمة المعصومين سيكون تحصيل حاصل !
وهذا هراء فلا علاقة مطلقاً بين ولاية الفقيه للخميني والإمامة الإلهية للأئمة الاثني عشر ( ع ) والدليل على ذلك أن التيارات الدينية كلها تحاول اليوم الحصول على الحكم سواء كانوا يؤمنون بالأئمة المعصومين ( ع ) أو الشورى .
الثانية : هذا الاكتشاف قاده حسب مدّعاه إلى المرحلة التالية وهي دراسة ( الغيبة الصغرى ) ، وبعدما درسها ( فوجئ ) أيضاً وبالوحي الإلهامي وهو يكشف له عن سرٍّ آخرٍ ! قال : (( فقد اكتشفت أثناء البحث شبهات تاريخية وعلامات استفهام تدور حول صدق ادّعاء النواب الربعة ضمن أكثر من عشرين نائباً ))1 !
يا للكشوفات العجيبة ! . تصوّر شخصاً شيعياً ( حسب ادّعاءه ) ولا يدري للآن أن ثبوت أربعة نوّاب للإمام ( ع ) لم يحصل إلاّ بعد الشك والتردد ! . معلوم أن الإمام إذا غاب أوصى إلى ( نائب واحد ) فإن هناك من يدّعي النيابة قطعاً . ويكون واجب المكلف هو الفحص ، أم أن ( الكاتب ) يزعم أنه يقدر على منع الناس من انتحال الشخصيات بالإكراه .
وقد قال قائل إنك على هذا الأمر يابن أبي طالب لحريص فقلت بل أنتم والله لأحرص وأبعد وأنا أخص وأقرب وإنما طلبت حقاً لي وأنتم تحولون بيني وبينه وتضربون وجهي دونه فلما قرعته بالحجة في الملأ الحاضرين هبّ كأنه بهت لا يدري ما يجيئني به .
نهج البلاغة / الخطبة 170
فانظر أخي القارئ فإنه لا يقول هذا حق عام بل حق خاص به وحده حالوا دونه وضربوا وجهه دونه ولكنهم حيث منعوه من هذا الحق احتجوا بالقربى فاحتجّ عليهم بها لأنه بالقربى أقرب لإسقاط حجتهم التي ادّعوها حتى لا يبقى لهم حجة واحدة وألاّ فكيف يحاجج المرء قوماً أنكروا ما أنزل الله وأنكروا البيعة والعهد والوصية فإنهم قالوا : لا تجتمع العرب إلاّ على رجل من أوسطهم أقربهم إلى رسول الله من كل الوجوه .
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\rasheed\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip _image001.gif[/IMG]
اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضول الحطام ولكن لنرد المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطّلة من حدودك ..
نهج البلاغة / الخطبة 129
فماذا يقول صنائع الطغاة في هذا الكلام ؟ أهـو منافسة رجل يرى في نفسه الأولوية أسوة بغيره أم أنه تضمّن الإشارة الواضحة إلى كفر من سبقه حيث :
1. تنافسوا في السلطان .
2. التمسوا فضول الطعام .
3. غيّروا معالم الدين وهو يريد رد تلك المعالم .
4. أظهروا الفساد وهو يريد الإصلاح .
5. عطّلوا الحدود وهو يريد إقامة مات عطّلوا من حدود الله .
6. ظلموا الخلق وأرهبوهم وهو يريد إعادة الأمن إلى المظلومين .
7. إنه لم يكن ينافس في الترشيح للحكومة ! . ولو كان كذلك لأعرض عن الترشيح لأن الدنيا لا تساوي عنده بما في ذلك هذا الكاتب الدعي لا تساوي عفطة عنز ! كما قال هو ولا يحتاج علي الذي اكتفى بـ ( طمريه وقرصيه ) حسب تعبيره إلى دست الحكم لهذه الغاية الدنيئة الوضيعة التي يحتاجها وماً من يشعر بالنقص ويرغب بالتسلط على العباد . أليسـت هذه الفقرات كلها مزبورة في هذا الخطاب على قصره أم أنت لا ترى ولا تبصر ، بلى أنت لا ترى قط حتى تدخل قعر جهنم لأنك مثل أسلافك وأشياعك الذين أخبر الله تعالى عنهم حيث يحسبون وهم على شفير جهنم أن أبصارهم سحرت فيقول المنادي :
]أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون [
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\rasheed\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip _image002.gif[/IMG]
اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم فإنهم قطعوا رحمي وصغّروا عظيم منزلتي وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي
نهج البلاغة / الخطبة 215
فكيف تقول أيها لأفاك الكذوب أن علياً كان يؤمن بالشورى ويرى صحة خلافة الكفرة المارقين قبله ولذلك بايعهم1وأنه لا يؤمن بالوصية ؟ ألا تراه ضمّن هذا النص :
1. أنهم عدوٌ له وهو عدوٌ لهم وهو يشتكي إلى الله ويطلب منه أن يكون عدواً لهم فيقول إني أستعديك على قريش ومن أعانهم !
2. ألا ترى أنه يقول أنهم قطعوا رحمي ورحمه هي رحم رسول الله فهم قطعوا رحم رسول الله .
3. ألا ترى أنه يقول صغّروا عظيم منزلتي لأن الشورى ساوت بين الرجس والطاهر وجعلت الكافر والمؤمن على قدم المساواة في الترشيح .
4. ألا ترى أنه يقول ( أجمعوا منازعتي أمراً هو لي ) فالخلافة له خاصة وما كان ليقول ذلك ويكذب على الملأ لولا علم الجميع أنها له خاصة ولذلك لم يجبه أحد ولا اعترض عليه مخلوق كلما كرّر هذا الكلام ولكنكم تقولون لماذا إذن لم يقاتلهم ؟! فتباً لكم .. لقد كان عليكم أن تقولوا لماذا إذن لم يولّوه عليهم وخالفوا أمر مولاهم فإنكم تحسبون الإمامة الإلهية مثل المناصب الدنيوية وفاتكم أن الإمامة هي مثل أي حكم شرعي في الدين ولا إكراه في الدين كما قال تعالى :
] لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي [
فالإمام الإلهي المنصوص عليه من الرب والمعين من الرسول ( ص ) لا يجبر الخلق ولا يقاتلهم من أجل الإمامة لأنها أمر إلهي وأنتم تريدون أن يحتل دار الإمارة بالقوة فيالكم من أغبياء وحمقى !
بل إذا شاء الخلق أن يطيعوا مولاهم فهذا خير لهم في الدنيا والآخرة وإن شاءوا العصيان عاقبوا أنفسهم وذراريهم بأن يكونوا تحت مطرقة الفتن والظلم والقهر فما أضحكني بعدما أبكاني شيء مثل عقول هؤلاء المعترضين لأن الإمامة ليست منصباً دنيوياُ والإمام لا يذهب باحثاً عن الإمامة وعن المطيعين ، بل الخلق عليهم أن يأتوه مذعنين فإذا لم يأتوه تألم لهم وعليهم لا على المنصب والرئاسة وهو منفذ لمشيئة الله تعالى وليس شخصاً من مثل أئمتكم حتى تقيسوا عليه وألاّ فلماذا نقول هو إمام بتنصيب من الله إذا كان مثل أبي بكر وعمر واحد يضع يده في يد الآخر يقول له : لا أنت أكبر مني سناً فإذا مات الأول دفعها إلى الثاني بلا شورى مزعومة أو غير مزعومة . وليس هذا الإمام الإلهي مثل أبي بكر إمامكم الذي قتل مالك بن نويرة بعدما أعطاه وقومه الأمان ثم يغدر بهم لأنهم منعوا الزكاة وأجبر الخلق على البيعة حتى حملوا علياً مكتوفاً بسلاسل الحديد وجاءوا بالمشاعل لإحراق داره فقال بعض الناس : فيها فاطمة فقال عمر : وإن ! فقال قائل : إن فيها الحسن والحسين فقال عمر : وإن ! . أم إنك ستكذب هذه القصة التي ذكرها كل المؤرخين وهم من أئمتكم ودافعوا عن أبي بكر بزعمهم أن الإمام له الحق في حمل الخلق على البيعة والطاعة لكي تجتمع الكلمة ! . فالإمام الإلهي لا يجبر أحداً على البيعة والطاعة لأن حكمه هو ذاته حكم الله والله تعالى لا يجبر وإنما يحاسب يوم القيامة وفي الدنيا يعاقب بالفتن والبلاء . ولو شاء أن يجبر الخلق لما احتاج أمره إلى الإمام بل ولا إلى الرسل والأنبياء ولكان أجبر الخلق بقدرته التي خضعت لها السموات والأرض واندكت لها الجبال وتضعضعت لها قوائم الكرسي فما أغبى عقولكم حيث تقارنون الإمام المعين من الله بأئمة الشيطان . فمن الطبيعي أنكم لا تفهمون ما يفعله علي بن أبي طالب وترون أمره عجيباً إذ كيف يكتفونه بالحديد وهو الذي فرّ منه جيش حنين وجندل عسكر الأحزاب في الخندق ووصل صدى ضربته في خيبر إلى الملأ العلوي . فهذا عندكم عجيب جداً لأنكم عبيد الشيطان فلا تفهمون سوى عمل الشياطين . فاتركوا هذا والتهوا أيها القوم بأموالكم ودنانيركم وأئمتكم فإنكم أبعد الخلق عن فهم الأسرار الإلهية والكرامات الرسالية وغرائب الأنوار المحمدية .. دعوا هذا لأهله ..فإنكم في واد وهؤلاء في وادٍ آخر … إنكم لا تفهمون هذه الأسرار ولا تفرّقون بين حالٍ ارتقى فيه محمد صلى الله عليه وآله بالفرار والهجرة وحال آخر ارتقى فيه أطباق السماء فاهتزت السدرة ، ولا بين حال حمّ فيه النبي حتى كاد يموت وحالٍ آخر أحيا به بتفلته المباركة من كاد يموت ، ولا بين حالٍ ولّى فيه موسىu لائذاً بالفرار فقال : ( ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً ) وبين حالٍ أحدث فيه فرعون على نفسه غرقاً من عصاه .
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\rasheed\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip _image003.gif[/IMG]
أيها الناس أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله قام خطيباً فقال : أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لن تضلوا فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي ّ أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال : يا رسول الله أكل أهل بيتك ؟ فقال : لا ولكن أوصيائي منهم أولهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي هو أولهم ثم إبني الحسن ثم إبني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض شهداء الله في أرضه وحجته على خلقه وخزّان علمه ومعادن حكمته من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله ؟؟
فقالوا كلهم ( واللفظ لابن حجر في الصواعق ) : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك . قال : ثم تمادى علي في السؤال فما ترك شيئاً إلاّ ناشدهم فيه حتى أتى على آخره وهم في كل ذلك يصدّقونه ويشهدون أنه حق .
الصواعق المحرقة1
فكيف تقول أيها الأفاك الكذوب أن علياً لا يؤمن بالوصية وأن الوصية كانت شخصية محضة تخص العائلة النبوية ؟ وكيف تزعم أن الإمامة الإلهية هي من صنع المتكلمين ؟ وأين هم المتكلمون يومئذٍ وهذا الخطاب والمناشدة حصلت في أواخر عهد عمر أو أوائل عهد عثمان ؟
هذه قائمة بمصادر هذا النص الذي رواه أئمة وحفاظ السنة الذين يؤمنون ( بالشورى ) .. والذين لم يجرؤ أحد منهم من قبل على انكار الوصية والإمامة بل أشاروا إليه باسمه الشريف ( الإمام علي ) في كل كتبهم وكتبوا بعده ( عليه السلام ) خلافاً للبقية الذين يكتبون بعد أسمائهم ( رضي الله عنهم ) ! إذ هو دعاء فكأنهم يشيرون إلى عدم العلم برضا الله عنهم ، وكل من هو غير معصوم تدعو له بهذا الدعاء ، أما الرسل والأنبياء وخلفاء الله فيقال لهم ( عليه السلام ) .. وكل ما فعله أهل السنة هو تبرير فعل الثلاثة واستلابهم الخلافة وغاية ما أرادوا إثباته هو أنهم اجتهدوا بحسن نية لاعتقادهم أن العرب تعصي الإمام وهو تبرير مكشوف الزيف ولذلك كانوا يكتمون تشيّعهم ولو بحثت عنهم جيداً لوجدت أكثرهم من الشيعة الحقيقيين بشرط أن تخضع عباراتهم للتحليل الدقيق للجملة ولا تنخدع بالألفاظ المجاورة التي كانت بمثابة ( جواز ) لانتشار مؤلفاتهم ، بل تهتم بالموضوع والمضمون ، فإنهم رحمهم الله أشاروا إلى كفر الثلاثة بالتلميح دون التصريح ووضعوا على أسمائهم عبارة ( رضي الله عنهم ) لمخادعة السلطات لا غير . ولكن ران على العقول غباء مستحكم منع الناس من فهم هذه الإشارات … أما هذا الكاتب المنافق فقد جاء بما هو من إشراط الساعة حقاً ، فإنه نسب الشورى والقول بها لصاحب الوصية نفسه فما أكذبه .
هذه القائمة بأصول حديث المناشدة والذي كروا منه مقتطفات كثيرة ومختلفة ولكن ما أثبتناه كان مشتركاً وهي المناشدة بالوصية والإمامة والنص على اثني عشر إماماً أولهم علي u ولذلك اختار كل واحد من علماء السنة جزءاً من حديث المناشدة . فمن هذه المصادر :
1. كتاب المناقب للخوارزمي / ص217 .
2. كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر / ص77 .
3. كتاب فرائد السمطين للحمويني الشافعي / ج1 / ب58 .
4. كتاب ينابيع المودة لسليمان القندوزي الحنفي/ ص114 .
هؤلاء أخرجوا حديث المناشدة كاملاً وفيه ثمانية وعشرون مناشدة . وأما الذين أخرجوا فقرات منه بحسب عناوينهم فهم :
5. كتاب المناقب للخوارزمي / الفصل 19 / ص246 .
وفيه المناشدات الخاصة : أنه أول الموحدين ، أنهم ليسفيهم صهراً كصهره ولا أخاً كأخيه ولا عماً كعمه ولا زوجة كزوجته ولا سبطان كسبطيه وأنه صاحب الولاية وصاحب الراية ومن سلّمت عليه الملائكة … إلى آخر ما ذكره .
أقول : الاحتجاج بالأرحام والقربى إنما هو للرد على قواعدهم الجاهلية فإنهم يتفاخرون بذلك ، فإذا كانوا صادقين بهذه المفاخرة مع الإيمان بالرسول تنتقل صلة الأرحام إلى النبي ويكون هو الفائز أيضاً وفق قواعدهم وغايته من ذلك إجبارهم على أحد أمرين : إما أن يشهدوا له بالإمامة أو يشهدوا على أنفسهم بالكفر . وقد فهموا المراد ولذلك كانوا يشهدون له بالإمامة دوماً ولا يردون عليه قط ولا نعلم شيئاً ورد في التاريخ أنهم ردّوا احتجاجه .
ثم نلاحظ أنه عليه السلام يحاججهم بكل العناصر المرتبطة بالإمامة مرّة واحدة كما في هذا الحديث الذي ناشدهم فيه بثمانية وعشرين قضية كل منها تـدل على إمامته المنصوصة وكلها منسوبة لصاحب الرسالة أو للقرآن بتفسير من النبي ، ولكن الكاتب الكاذب كان ينتقل من فكرة إلى فكرة لضعف الأولى وعدم صلاحيتها للاحتجاج !
طبعاً فإن المرء لا ينقل الاحتجاج من فكرة إلى فكرة لا لضعف الأولى ، بل لإجبار ضعف إيمان الخصم الذي استهواه الشيطان ، ولو أخذنا بقولك لكان احتجاج القرآن المكرر سبع مرات في سورة الروم والمبدوء كل منها بقوله تعالى ( ومن آياته ) كذا وكذا .. أنه ينتقل إليه لضعف الحجة الأولى فيأتي بالأخرى ! .
6. مدارك التنزيل للنسفي / ج4 من تفسير الخازن / ص242 وفيه المناشدة الخاصة بآية المناجاة .
7. جامع الترمذي / ج2 / ص460 وفيه المناشدة بحديث الطير .
8. الرياض النظرة / للمحب الطبري والذخائر على الترتيب ص184 من ج2 / وص72 وفيه الناشدة بحديث الراية .
9. البخاري في صحيحه في أربعة مواضع هي : ج2 / ص310 باب اللواء و ج14 / ص385 و ج16 / ص450 باب الغزو و ج12 / ص340 باب المناقب وفيه المناشدة بحديث الراية .
صحيح مسلم ج2 / ص324 وفيه المناشدة بحديث الراية وهو جزء من هذه المناشدة المبدوءة بالنص الآنف . هذا وقد تركت الكثير من المصادر وللمزيد تجد بعضها الآخر في كتاب ( علي والوصية ) تأليف نجم الدين الشريف العسكري حيث فصل فيه القول من صفحة 72 إلى صفحة 130 وذكر كل ما يتعلق بحديث المناشدة وهو في كتابه الحديث المرقم ( 33 ) .
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\rasheed\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip _image004.gif[/IMG]
… فقلت أتخلفني يا رسول الله في النساء والصبيان وبكيت فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ألا إنك لست بنبي أنه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي
وهو عليه السلام يحتج عليهم بهذا القول للخلافة الإلهية .
أقول : نقل هذا الحديث حفاظ السنة وأهل الشورى قبل وجود شيء اسمه علم الكلام عن التابعين والتابعين لهم بإحسان عن الصحابة ولذلك أثبتوه ومنه يظهر كذب هذا الأفاك حيث يزعم أن الوصية عائلية شخصية فيفند هذا النص هذه الدعوى خصوصاً لأنه لا يقول له خلفتك في النساء والصبيان ، بل يقول له أنت مني بمنزلة هارون من موسى وقرن ذهابه ببقاء علي وخلافته له وكأن غيابهما معاً هو غياب للدّين ولم يستثن ( ص ) سوى النبوة .
فمن يصدّق بقول المنافقين بعد ذلك ؟ . وهذا الحديث أجمع عليه الناس الذين اختلفوا ظاهرياً في علي حيث رواه السنة والشيعة . فاختلافهم هو العجيب بعد إجماعهم على وجود كلام للنبي ( ص ) بهذا المعنى ! .
مصادر الحديث :
1. الصحيح لمسلم ج2/ ص323 – ج2 / ص324 .
2. صحيح الترمذي ج2 / ص 460 – 461 .
3. المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 / ص108 .
4. صحيح البخاري ج14 / ص 386 و ج17 / ص 475 .
5. الخصائص للنسائي ص18 و ص28 .
6. السنن لابن ماجه ج1 / 28 .
7. سنن ابن داود ج1 / ص29 .
8. مسند أحمد بن حنبل ج1 / 170 / 185 / 331 و ج3 / ص32 و ج6 / ص396 .
وذلك في اليوم الذي قضى فيه مخاطباً الحسن u :
.. أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أوصي إليك وأن أدفع كتبي وسلاحي كما أوصى إليَّ رسول الله ودفع إليَّ كتبه وسلاحه وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفع ذلك إلى أخيك الحسين ـ قال وأقبل على الحسين ـ فقال : وأمرك رسول الله أن تدفعه إلى ابنك هذا ثم أخذ بيد ابنه علي بن الحسين فضمّه إليه وقال له يا بني وأمرك رسول الله أن تدفعه إلى ابنك محمد فاقرأ محمداً من رسول الله ومني السلام ثم أقبل على الحسن فقال يا بني أنت وليّ هذا الأمر وولي الدم فإن عفوت فلك وإن قتلت فضربة مكان ضربة .
مستدرك نهج البلاغة ج2 /ص 308
ذكر ذلك برواية القاضي النعمان عن الإمام علي بن الحسين وعن الإمام الباقر ( ع) .
أقول : حينما سألوه عليه السلام عن الحسن فقال ( لا آمركم ولا أنهاكم وأنتم بأموركم أبصر ) ـ ظنّ السفهاء أنه بهذا اللقول قد ألغى الإمامة والخلافة … إذن فكيف أثبت هذه الوصية كتابة وأشهد عليها رؤوس الصحابة وبني هاشم وجميع أولاده ؟
نعم . أوَ ليس قد قال مراراً أن بني أمية سيسلبون الملك وأنه ما فبض حتى دعا الله أن يبدّله بخير منت هؤلاء الناس ويبدّلهم بمن هو شرٌّ منه ؟
فبأي شيء يأمرهم وبأي شيء ينهاهم ؟ لقد قضى نحبه بناءاً على طلبه ودعاءه فكيف يأمرهم بما يغلم مسبقاً أنهم مخالفون فيه ؟ فإن قلت فأين هو هذا الطلب ولماذا قبل الحسن ( ع ) بالخلافة بعد ذلك ؟ فأما الحسن ( ع ) فإنه رفض الخلافة إذ لم يعد فيها فائدة قط بعد فساد الناس وضلالهم فهم يريدون قيادة دنيوية لا قيادة إلهية ولكن لمّا أفهمهم هذا الأمر فإن القلّة من المؤمنين لم تكن تحتمل هذا ويصعب عليها فهم الأمور كما يفهمها أولياء الله ولا بـد من ابتلاءهم بالحرب والقتال حتى يظهر مكنون ما انطوت عليه أنفسهم فإذا بقيت أقلية ضئيلة يكون قد أعذر والمر موكول إليه فالشاهد يرى ما لا يرى الغائب فلما ابتلاهم بذلك انقلبوا ضده وهجموا على خيمته وعصوه !
والإمام عيّنه الله ليطاع لا ليعصى فإذا عُصي وقعت الحجة على الناس دون الإمام وهي سنة الله في الرسل كلهم .
لوكان حاكماً طاغوتياً يبعث بالرشاوى سراً لرؤوس القبائل ويقتل المعارضين غيلة ويأخذ على التهمة والظنّة كما يفعل بني أمية على نهج الشيخين لأطاعوه .
لكن الناس لا يفهمون من هو الإمام المنصوب من قبل الله فإن رحمته بالعباد وحنوه على الخلق وتحرّجه من الظلم وإيمانه بحرية الاختيار يجعل الناس تطمع فيه وتجد مسرحاً لآرائها ـ فحزمه من طاعة الخلق لأن عزمه وحزمه واحد وهو من الخلق وإليهم وليس طاغوتاً وديدن الخلق منذ عهد آدم أنهم يطيعون الطاغوت ويعصون الولي وألاّ فكيف يشك المرء المؤمن بقرار يتخذه الحسن ( ع ) والنبي يقول هو ( سيد شباب أهل الجنة ) ؟ وهذا النص تحفظه الأمة كلها لأنه ( ص ) كرّره مئات المرّات حتى حفظه كل الصحابة !
فإذا كان الخلق لا يريدون الإمامة فهذا شأنهم لأن الإمام منفّذ لمشيئة الله لا غير .. وهو معدوم الرغبة في الحكم أصلاً وإنما هو يفعل ذلك تنفيذاً لأمر الله فهي عنده بلاء ومحنة لا كرسي يسيل اللعاب لرؤيته كما هو عند عمر وأبي بكر وعثمان صاحب القميص الذي ثار عليه الخلق وأوشك على الهلاك وهو يصيح بهم من السطح وهو محاصر : والله لا أخلع قميصاً ألبسنيه الله ! !
هذه هي الخلافة الإلهية عندهم إنها قميص يلبسه ابن حرب وقد كان جده المعاهر المحكوم عليه بالنفي إلى الشام أقرّ رغم عهره بضرورة تنفيذ أمر النفي الذي حكمت به العرب فكم ورث إذن من العهر حتى بلغ هذا الحد1 ؟ وهل هناك من عاهر يموت ولده وزوجته جوعاً وعطشاً ويرفض تسليم السلطة إلاّ ذلك النوع من المعاهرين الذي يعبدون الكرسي ؟!
فأين هذا أيها الناس ممن يدعوا في الليل بالموت ليأتيه ويخلّصه مما يراه من فتن وظلم لا يقدر على إزالتها لقلّة الناصر وسريان الضلال في النفوس والذي فتح أبوابه الثلاثة آخرهم سليل العاهر ؟ فاسمع لشكوى علي ، وهي جواب لسؤالك الآخر وقولك متى كان ذلك ومتى طلب الموت. بلى لقد طلب الموت والشهادة :
( عن الحسن بن علي قال قال لي عليه السلام : يابني رأيت رسول الله في هذه الليلة في نومةٍ نمتها فقلت : يا رسول الله ماذا لقيت من أمّتِك من الأود واللدد فقال : يا علي ادع عليهم فقلت : اللهم أبدلني بهم خيراً لي منهم وأبدلهم بي من هو شرّ مني . قال فخرج إلى المسجد فضربه الرجل )
مصادر النص : الاستيعاب 2 / 470 ، أسد الغابة 4 / 36 ، طبقات ابن سعد ج3 / ق1 / 24 ، وله مثيل في الكنز ج6 / 411 .
فقارن بين رجلين أحدهما رعيته تريده للدنيا ولا يريدها ويريد الموت ويتمناه ! أهذا رجل يحطم بحكم دنيوي أم هو حاكم إلهي ؟ وآخر رعيته تحاصره وتتوسل إليه أن اترك هذا الأمر فإنك لا تليق به ولا يليق بك ولا نريد قتلك فيصرّ على البقاء في الحكم حتى يهلك أهو عابد لله أم عابد للكرسي ؟ مالكم كيف تحكمون ؟
وأما أين تنبّأ بعاوية وبني أمية وملكهم فهو كثير منه قوله عليه السلام :
( أما أنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم ، مندحق البطن يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد فاقتلوه ولن تقتلوه ! ألا وإنه سيأمركم بسبّي والبراءة مني ) الخطبة / 57 من نهج البلاغة .
أقول : قوله ( اقتلوه ) مع علمه بأنهم لن يقتلوه يتضمن حجة على الخلق ودليل على فساد عقائدهم بحيث أنهم يستحقون حاكماً كهذا لأنهم لا ينفذون الأمر بقتله لأنه عليه السلام قد خبرهم وعلم ما في قلوبهم ولذلك فعلمه القرآني يحدد له مسار الأحداث مستقبلاً من حيث هي حتم لا تغيير فيه ، بل من حيث معرفته بالوجهين معاً السنن العاملة من جهة وحال الناس من جهة كما لو علمت من شدّة عبث وكسل الطلاب من جهة وتشدد الأساتذة وصرامة الدراسة من جهة أخرى أن هؤلاء فاشلين حتماً ! فافهم ذلك .
ومنها قوله عليه السلام :
( أما إنكم ستلقون بعدي ذلاّ شاملاً وسيفاً قاطعاً وأثرة يتخذها الظالمون فيكم سنة ) الخطبة /58 .
ومنها قوله عليه السلام :
( فاسألوني قبل أن تفقدوني فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي ماءة وتضل ماءة إلاّ أنبأتكم بسائقها وناعقها وقائدها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلاً ومن يموت منهم موتاً ولو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور وحوازب الخطوب لأطرق كثير من السائلين وفشل كثير من المسؤولين وذلك إذا قلصت حربكم وشمّرت عن ساق وضاقت عليكم الدنيا ضيقاً تستطيلون معه أيام البلاء عليكم حتى يفتح الله لبقية الأبرار منكم ) نهج البلاغة / الخطبة 91
فبماذا يأمرهم ؟ إنما يأمر إبنه الحسن u ويوصي إليه بكتب الأنبياء كلها لأن الحجة عندهم والسلاح عندهم وهو هو المقصود من الرسالة أن تكون الحجة لله دون الخلق . أما الكاتب الكاذب فيزعم أن الحجة للخلق من حيث أن الشورىهي نظام الحكم وبالتالي فالاختلاف لا بـد منه . وإذن فالخلق على حق حينما اختلفوا وأنّى اختلفوا . فإن كان الأمر كذلك فلنا سؤال : ما الغاية وما المقصود من الخلق أصلاً أيها المتغافل ؟ أليس إدخال فريق إلى الجنة وفريق إلى النار ؟ أم تحسب أن الغاية من الدنيا هي الدنيا ؟ وما بين السؤالين فرق هو الفرق الجوهري العظيم بين الأطروحتين ! : أطروحة الإسلام الذي يؤمن بالشورى وأطروحة الإسلام المحمدي العلوي .والإسلام الأول هو نقيض الإسلام الثاني تماماً ! وهذا الفرق هو الذي غاب عن أكثر العقول بما في ذلك طيبي النوايا وهذا هو مركز الخلاف وأصل المشكلة ونواة التفرق ولكن أكثر الناس لا يعلمون !
ولذلك اعتبر القرآن الكريم كل الذين اختلفوا في ما أنزل الله في شقاق ووصمهم بالبغي والعدوان . إذ أن كلام الله واضح يحتاج إلى من يطيع فيه حجج الله فقط ولا يحتاج منهم إلى أن يوضّحوا مراميه مجدداً أو يتجادلوا فيه ، ولذلك قال :
] وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم [
آل عمران / 19
وقال تعالى :
] وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد [ البقرة / 176
ذلك أنه تعالى أنزل الكتاب لإزالة الاختلاف :
] وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه [ البقرة /213
إذن فالغاية من إنزال الكتاب هي لإزالة الاختلاف ، وهنا تكمن حجة الله على الخلق لأنهم حيث يختلفون فإن السبب ليس في الدين وإنما هو في الخلق قطعاً والعلّة فيهم لا في النص !
وإذا كانت الإمامة بالشورى فالاختلاف واقع حتماً .. والطريق الوحيد لعدم الاختلاف هو استمرار وجود حامل للكتاب وليس معنى هذا أنهم إذا عيّن الله لهم لن يختلفوا ! ، بل سيختلفون في كل الأحوال إذ كيف وعد سبحانه إبليس الملعون أن يملأ جهنم منه ومن أتباعه ؟ لكن الفرق هو في بقاء الحجة لله بحيث أن الداخل إلى النار يدخل بحق والداخل إلى الجنة يدخل بحق لوضوح أمر الدّين .. بينما غياب الحامل لعلم الكتاب يلغي هذا الاحتجاج ويصبح الاختلاف مبرّراً وبمعنى آخر أن وجود الإمام المنصوص عليه هو الحجة الكبرى على وجود الله تعالى من شك في وجوده فقد كفر لأنه بهذا الشك يلغي عدل الله والمعاد وصحة الحساب . فالغاية من الإمام ليست إزالة الاختلاف عملياً بل إسقاط مبررات الاختلاف لأن الإنسان حرّ الاختيار والحرية باقية وبها يتم الحساب . إن الفارق بين الكفر والإيمان هو هذا الخط الدقيق جداً .. إنه الصراط المستقيم العابر على جهنم فهو كما وصف النبي ( أدق من الشعرة وأحدّ من السيف ) فلا يثبت عليه إلاّ مؤمن حقيقي وهذا هو المطلوب أخيراً ! . إذ ليس المطلوب بناء دولة وتشييد عمارات وقصور ! . ليس المطلوب هو الكيان السياسي للدّين بل الكيان العقائدي . فإذا افترضنا أن الخلق أطاعوا الله في هذا فالكيان السياسي يتحقق تلقائياً كأفضل ما يكون … وهذا هو جوهر ما انطوى عليه الوعد الإلهي .
والكاتب الكاذب لم يأت بآية واحدة من القرآن في كتابه بأجزائه الثلاثة! فهو يخاف القرآن خوفه من الإمام نفسه لأنهما قرينان لا يفترقان وكل ما جاء به هو أقوال الرجال الشيعة وتفسيرهم ومبرراتهم للإمامة .
الامامة لا تثبت عند المؤمن لوجود جماعات آمنوا بها واسمهم الفقهاء أو المتكلمون الشيعة ! بل هي ثابتة لأنها حق والحق لا يعرف بالرجال بل يعرف بنفسه ، فهذا الكاتب الكاذب يأتي بأقوال الرجال واختلافاتهم وكأنه يطلب مذهباً لا اختلاف فيه ! فلماذا لا تدخل إذن مذهب عبدة البقر فأن الخلافات بينهم أقل بكثير مما هي عند المسلمين أو مذاهب الشيعة ! .
أأنت تتبع الرجال ولا عقل لك أم أنك تبحث عن الحق مجرّداً عن الأسماء ؟ فما علاقة أقوال الرجال بأصل المبحث مهما كثروا ومهما اختلفوا ؟ أم انك تحسب أن معنى الديِّن والإمامة عند الشيعة هو ( آراء رجال الشيعة ) ؟
أنت واهم في كل شيء بما في ذلك الأسماء واسم الشيعة !
فالشيعة عند أهل البيت ( ع ) ليست الطائفة الشيعية ولا طوائف الشيعة أيها الأفاك الذي يحرف الكلم عن مواضعه !
كيف وفيهم مائة وعشرون ألف كافر ومشرك يخرجون من الكوفة وحدها ليقاتلوا المهدي المنتظر حسب ما ذكر الصادق ( ع ) ؟
كيف وهو يقول لابـد ( أنْ يتميز الشيعة ويغربلوا ويخرج من الغربال خلق كثير )[1] ؟
كيف وهو يقول ( لا بد من اختلاف الشيعة حتى يكفر بعضهم بعضاً ويتحفل بعضهم في وجوه بعض )[2] ؟
كيف وهو يؤكد على خروج عصائب منهم عند اللقاء بالسفياني فيكونون في جيش السفياني[3] ؟
كيف والإمام الرضا ( ع ) يقول :
(( ليس كل من قال بولايتنا مؤمناً ولكنهم جعلوا أُنساً للمؤمنين ))[4]
اسم الشيعة هو الاسم الذي أطلقه النبي ( ص ) على شيعة علي وسمّاهم الفائزون حتى زعم ابن حجر بعد اعترافه بالحديث أن المقصود بهم أهل السنة !!؟
وعددهم ( سبعون ألفا ) فقط يدخلون الجنة بغير حساب .
فإن الإمام المعصوم ( ع ) منوط بقاءه برجل واحد فقط أو إمرأة واحدة فقط !
وإن العالم بأسره منوط بقاءه ببقاء الإمام المعصوم !
فهل تفهم هذا الكلام ؟ لا والله لا أراك تفهم !
ومن يدري لعلك إذا فهمت وقدحت في عقلك قدحة أرادها الله هداك بها وانقلبت وتغيرت أحوالك فإن لله في خلقه شؤون عجيبة .
يا هذا إن أمرك العجيب يذكرني بالذين قاتلوا علياً u في الجمل وصفين ، فإذا كنت تبحث عن الحق فإنك لن تجد الحق عند الرجال ولا تنفعك الأسماء شيئاً قط.. ولا يفيدك الشيخ المفيد ولا غيره بل لا ينفعك حتى النبي ( ص ) نفسه ! .أتدري لماذا ؟ لأن الحق يعرف قبل الأسماء ويحدّد بغير عنوان ثم يحكم المرء بما عرف من الحق ! لأن الحق بيِّن بذاته . والجميع قلبوا هذه المعادلة والجميع ضلّوا بها إلاّ من عصم الله وقليل ما هم .أنت توحي للشيعة أن رجالكم اختلفوا وعليكم أن تتركوا القول بالإمامة والوصية وتنتقلوا إلى القول بالشورى ! فهل أنت ناصح لهم وبهم شفيق ؟ فإذا كنت ناصحاً شفيقاً فعليك أن تؤلف لهم كتاباً آخر تبيّن فيه اختلاف أهل الشورى إلى : معتزلة وقدرية ومرجئة وأشعرية وليثية وعثمانية وبكرية وعمرية وحنبلية وشافعية وظاهرية وعباسية وأموية ومالكية وصوفية وكرمانية وماوردية وطبرية … إلى آخر القائمة البالغة أربعين إسماً . ففي كل الأحوال إذا كان المرء عبداً لا حراً ومغشياً عليه لا واعياً وغبياً لا زكياً ومتعالماً كسولاً لا عالماً نشيطاً ومتواكلاً لا متوكلاً وليست لديه طريقة فذّة للاختيار بين أهل الشورى وأهل الوصية يختار وهو بكل هذه الصفات واللامبالاة طريقتك التي تقوم على ملاحظة عدد الاتجاهات والانقسامات وسوف يجد أن اختيار الوصية أفضل لأنهم انقسموا إلى عدد أقل من عدد مذاهب أهل الشورى ومجموعهم أقل عدداً من أولئك لان الكثرة في القرآن مرافقة للخبيث دوماً والقلة صفة للطيب وكذلك هي في الطبيعة والنبات والحيوان والمآكل والمشارب والمعادن الشريفة النادرة علاوة على الاحتياط .. فالقول باتباع إمام ( قيل ) انه منصب من الله ولو على الظن أحوط من اتباع إمام هرول الى السقيفة وترك جسد النبي بلا دفن ! ولم يقل فيه أحد انه وصي أو منصب واتباع اثنا عشر متفقين في القول خير من اتباع ثلاثة مختلفين في كل شيء واربعة فقهاء وثلاثة عشر فرقة من المتكلمين وستة عشر من الصوفية … واتباع من تسري في اجسادهم شيء من رائحة صاحب الرسالة خير من اتباع عدي وتيم وهي منبوذة عند قريش ، واتباع إمام بطل خير من أتباع إمام جبان ورعديد قال عنه المؤرخون بالحرف الواحد في خيبر ( فرجع يجبن أصحابه ويجبنوه ) واتباع إمام عليم خير من اتباع إمام جاهل أقر أن ربات الحجال والعجائز افقه منه ، واتباع إمام أبي أئمة خير من اتباع إمام ابتر وإمام ابتر وإمام ثالث ابتر واتباع إمام منطيق خير من اتباع إمام عيّ ، واتباع إمام ذي حياء خير من اتباع إمام جاسوس كان جاسوساً لقريش على النبي وبقيت الوظيفة وحبها في نفسه حتى كان يتسور على الدور ويهتك الستور وقد أفحمه شارب الخمر حيث قال له يا عدو الله أتشرب الخمر ؟ فقال : السكران : أنت يا عمر عدو الله انا فعلت واحدة وانت فعلت ثلاثة : فقد تسورت وقد قال الله واتوا البيوت من ابوابها ! وتجسست وقد قال الله ولا تجسسوا ودخلت وتكلمت بغير سلام وقد قال الله : فسلموا على انفسكم فقال عمر : اكتم عليَّ اكتم عليك !!
يا للزمان الذي جعلنا نقارن بين اختيار علي الوصية وعمر الشورى !
فان عمر الشورى لا يقارن أصلاً بهذا ( السكران الفقيه ) !! لا والله ولا يساوي نعليه فانه أضرّ نفسه وحفظ أخلاقاً من كتاب ربه فكيف يقارن بمن أفسد العالم ومنع رحمة الله من الدوام[5]؟.
أية نصيحة هامة قدّمتها أيها الكاتب للمسلمين ؟
بالله عليك لو كانت لديك وديعة من مال وأردت أن تودعها عند أحد رجلين أما عمر وأما هذا السكران فمن الذي تختار ؟ لا والله ما أراك تختار إلا السكران لأنه كما يبدو يسكر ولا يفجر ويشرب ولا يغدر _ فلماذا تخدع المسلمين وتقول لهم اختاروا شورى عمر على وصية علي أم أن المسلمين عندك أرخص من مالك الخاص ؟!..
وتكذب عليهم كذبتك الكبرى فتقول أن علياً كان لا يؤمن بالوصية ويؤمن بالشورى !!
1 تطور الفكر الشيعي / ص 6
1 سيأتي إيضاح للفرق بين البيعة بالإكراه والبيعة طوعاً .
1 الصواعق المحرقة / محاججة علي للصحابة ـ فابحث عنه في العنوان لاختلاف الطبعات.
1 إشارة إلى الحكم الصادر على حرب عند منافرة هاشم حيث برّر الحاكم حكمه عليه بالنفي لكونه ( معاهر ) ـ انظر الطبري / هاشم / ج2 / 253 .
[1] النصوص من بشارة الإسلام / باب ما ذكر عن الصادق ( ع ) .
[2] النصوص من بشارة الإسلام / باب ما ذكر عن الصادق ( ع ) .
[3] النصوص من بشارة الإسلام / باب ما ذكر عن الصادق ( ع ) .
[4]
[5] مع الاعتذار للشيخ رضا الهندي الذي رفض مساواته بنعلي قنبر
وفي الختام اسال الله العلي القدير ان يوفق الجميع لطاعته ورضاه وان يمن على الجميع بالهداية والايمان وان يتغمد فقيدنا الراحل استاذي المرحوم النيلي رحمه الله واسكنه في عليين مع الابرار ومجاورة الآئمة الاطهار والى الحلقة القادمة ان شاء الله .
|
|
|
|
|