حاول ابن حجر العسقلاني رد الكذب ببعض الترقيعات الفاشلة
قال :
استشكل بأنه - صلى الله عليه وسلم - قد قال لجماعة إنهم من أهل الجنة غير عبد الله بن سلام . ويبعد أن لا يطلع سعد على ذلك . وأجيب بأنه كره تزكية نفسه لأنه أحد العشرة المبشرة بذلك ، وتعقب بأنه لا يستلزم ذلك أن ينفي سماعه مثل ذلك في حق غيره ، ويظهر لي في الجواب أنه قال ذلك بعد [ ص: 162 ] موت المبشرين ؛ لأن عبد الله بن سلام عاش بعدهم ولم يتأخر معه من العشرة غير سعد وسعيد ، ويؤخذ هذا من قوله : " يمشي على الأرض " ووقع في رواية إسحاق بن الطباع عن مالك عند الدارقطني " ما سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لحي يمشي إنه من أهل الجنة " الحديث ، وفي رواية عاصم بن مهجع عن مالك عنه " يقول لرجل حي " وهو يؤيد ما قلته ، لكن وقع عند الدارقطني من طريق سعيد بن داود عن مالك ما يعكر على هذا التأويل ، فإنه أورده بلفظ سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا أقول لأحد من الأحياء إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وبلغني أنه قال : " وسلمان الفارسي " لكن هذا السياق منكر ، فإن كان محفوظا حمل على أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك قديما قبل أن يبشر غيره بالجنة . وقد أخرج ابن حبان من طريق مصعب بن سعد عن أبيه هذا الحديث بلفظ : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : يدخل عليكم رجل من أهل الجنة ، فدخل عبد الله بن سلام وهذا يؤيد صحة رواية الجماعة ، ويضعف رواية سعيد بن داود .
فتح الباري شرح صحيح البخاري ج7 ص129
وهذا ترقيع فاشل جداً
اولاً من حيث انه لم يرد ان يزكي نفسه
فهذا لا يمنعه من تزكية غيره وهنا هو لم يقول بشر عبد الله بن سلام وسكت بل نفى ان يكون بشر غيره
واما من كونه قال هذا بعد موت المبشرين فهذا ايضا لم يثبت ويبقى ترقيعاً فاشلاً
فثبت كذب الصحابة بما لا يقبل الشك بوضعهم حديث المبشرين بالجنة على رسول الله
و أين الحسن و الحسين عليهم السلام سيدا شباب أهل الجنة من بين هؤلاء العشرة ؟ و فيهم من من قاتل في سبيل مصالح دنيوية ( لا جهاد نفس فيها و لا تقوى الله). و لم يحتج بعضهم بمثل هذا الحديث في أشد مواقع الاحتجاج مثل السقيفة و محاصرة عثمان الذي لم تراع لجثته حرمة لثلاث ليال ملقية على الزبالة و رجمت ثم دفنت مع اليهود في حش كوكب! .
---------------------
ربما يكون هذا الحديث موضوع في زمن عثمان استدلالا على هذه الرواية في حادثة الجمل:
اقتباس :
فخرج [طلحة]، فقال: نشدتكما بالله، أتعلمان [في الإحتجاج: والله إنكما لتعلمان] وأولوا العلم من آل محمد وعائشة بنت أبي بكر: أن أصحاب الجمل وأهل النهر ملعونون على لسان محمد، وقد خاب من افترى؟!
فقال الزبير: كيف نكون ملعونين ونحن من [أصحاب بدر]، وأهل الجنة؟!
فقال علي «عليه السلام»: لو علمت أنكم من أهل الجنة لما استحللت قتالكم.
فقال الزبير: أما سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول يوم أحد: «أوجب طلحة الجنة، ومن أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على الأرض حياً فلينظر إلى طلحة»؟!
أوما سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: «عشرة من قريش في الجنة»؟!
[في الإحتجاج: أما سمعت حديث سعيد بن عمرو بن نفيل وهو يروي: أنه سمع رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: «عشرة من قريش في الجنة»؟!]
قال علي «عليه السلام»: سمعته يحدِّث بذلك عثمان في خلافته.
فقال الزبير: أفتراه يكذب على رسول الله «صلى الله عليه وآله»؟!
فقال علي «عليه السلام»: لست أخبرك بشيء حتى تسميهم.
فقال علي «عليه السلام» فسمِّهم!
فقال: فلان، وفلان، وفلان، حتى عدَّ تسعة فيهم أبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
[في الإحتجاج: قال الزبير: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمان بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن عمرو بن نفيل].
فقال علي «عليه السلام»: عددت تسعة، فمن العاشر؟!
قال الزبير: أنت.
فقال: أما أنت فقد أقررت أني من أهل الجنة.. وأما ما ادعيت لنفسك وأصحابك، فإني به لمن الجاحدين.. والله إن بعض من سميت لفى تابوت في جب في أسفل درك من جهنم، على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم رفع تلك الصخرة فأسعرت جهنم..
سمعت ذلك من رسول الله «صلى الله عليه وآله» وإلا فأظفرك الله بي، وسفك دمي بيدك، وإلا فأظفرني الله بك وبأصحابك.
[في الإحتجاج: وإلا أظفرني الله عليك وعلى أصحابك، وسفك دمائكم على يدي، وعجل أرواحكم إلى النار].