السعي لإبتغاء رضا الله عزوجل وهو أمرٌ ميسور لأنه جل جلاله سريع الرضا،
بتاريخ : 31-03-2014 الساعة : 12:53 AM
السعي لإبتغاء رضا الله عزوجل وهو أمرٌ ميسور لأنه جل جلاله سريع الرضا، كثيرٌ من الناس يغفلون عن السعي لإبتغاء رضا الله عزوجل وهو أمرٌ ميسور لأنه جل جلاله سريع الرضا، فيما هم يتراكضون لإرضاء الناس ويجعلون ذلك كل همهم مع أن رضا الناس غاية لا تدرك. من كتاب "فتح الأبواب" للسيد ابن طاووس نقرأ لكم قوله من الحكايات في تعذر رضي العباد، حكاية عن لقمان وولده نذكر معناها، فهو كاف في المراد: قد روي أن لقمان الحكيم قال لولده في وصيته: لا تعلق قلبك برضا الناس ومدحهم وذمهم، فإن ذلك لا يحصل، ولو بالغ الانسان في تحصيله بغاية قدرته. فقال له ولده ما معناه: أحب أن أری لذلك مثلا أو فعالاً أومقالاً. فقال له: أخرج أنا وأنت. فخرجاً ومعهما بهيم، فركبه لقمان وترك ولده يمشي خلفه فاجتازا علی قوم، فقالوا: هذا شيخ قاسي القلب، قليل الرحمة، يركب هو الدابة، وهو أقوی من هذا الصبي، ويترك هذا الصبي يمشي وراءه، إن هذا بئس التدبير. فقال لولده: سمعت قولهم وإنكارهم لركوبي ومشيك؟ فقال: نعم. فقال: أنت يا ولدي حتی أمشي أنا. فركب ولده ومشی لقمان، فاجتازا علی جماعة أخری، فقالوا: هذا بئس الوالد، وهذا بئس الولد، أما أبوه، فإنه ما أدب هذا الصبي حتی ركب الدابة، وترك والده يمشي وراءه، والوالد أحق بالاحترام والركوب، وأما الولد، فإنه قد عق والده بهذه الحال، فكلاهما أساء في الفعال. فقال لقمان لولده: سمعت؟ فقال: نعم. فقال: نركب معاً الدابة، فركبا معاً، فاجتازا علی جماعة، فقالوا: ما في هذين الراكبين رحمة، ولا عندهم من الله خير، يركبان معا الدابة، يقطعان ظهرها، ويحملاها مالا تطيق، لو كان قد ركب واحد، ومشی واحد، كان أصلح وأجود. فقال: سمعت؟ قال: نعم. فقال: هات حتی نترك الدابة تمشي خالية من ركوبنا، فساقا الدابة بين ايديهما وهما يمشيان، فاجتازا علی جماعة، فقالوا: هذا عجيب من هذين الشخصين، يتركان دابة فارغة تمشي بغير راكب، ويمشيان، وذموهما علی ذلك كما ذموهما علی كل ما كان. فقال لولده: هل تری في تحصيل رضاهم حيلة لمحتال؟ فلا تلتفت اليهم، واشتغل برضی الله جل جلاله، ففيه شغل شاغل، وسعادة وإقبال في الدنيا ويوم الحساب والسؤال. ومن هذه الحكمة القيمة في الحث علی إبتغاء مرضاة الله جل جلاله، ننتقل بكم الی حكاية اخری تشتمل علی هداية مهمة في اجتناب إتباع الظن وحفظ حقوق الاخرين في جميع الاحوال. قال آية الله الشيخ الزاهد عباس القمي في كتابة القيم منازل الآخرة: نقل ان كافي الكفاة الصاحب بن عباد: استدعی في بعض الايام شراباً، فاحضروا قدحاً، فلما أراد أن يشربه، قال بعض خواصه: لا تشربه، فإنه مسموم. وكان الغلام الذي ناوله شرابه هذا واقفا. فقال للمحذر: مالشاهد علی صحة قولك؟ قال: تجربه في الذي ناولك اياه. قال: لا أستجيز ذلك، ولا أستحله. قال: فجربه في دجاجة. قال: التمثيل بالحيوان لا يجوز. ورد القدح، وأمر بقلبه، وقال للغلام أنصرف عني، ولاتدخل داري، وأمر باقرار جارية وجرايته عليه، وقال: لا يدفع اليقين بالشك، والعقوبة بقطع الرزق نذالة.