أي مسلم منذ كان الإسلام ، حتى فناء الدنيا ، ومهما كان مذهبه ، حكماً يعتقد أن الإسلام يرتكز على أن محمد ص إختاره الله تعالى ليكون بشيراً ونذيراً بالإسلام للعالمين ، وهو الصلة بين الله تعالى والناس بواسطة الملاك جبرائيل ع أي الروح الأمين الذي هو ملقن النبي ص القرآن الكريم وكل ما جاء به الرسول الكريم .
إذا ، فالنبي ص هو نقطة الانطلاق والبداية والنهاية ، فمن هنا نراه مبعث نور الإسلام ، فكان حكماً أن يكون النور مضيئاً أولا على ما ومن حوله ، وبعد ذلك شع على الأقرب فالأبعد .
ومن هنا أيضاً ظهرت ولا تزال ولن تزول للأبد أن فئة من المسلمين تتمسك بما تقدم ، وترى أن الأقرب للنبي ص هم أول من رأى وأدرك وتمسك وطبق الحقيقة والحق ، وهم أهل البيت من الطاهرة التقية أم المؤمنين خديجة ثم السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي ربيب الرسول والحسن والحسين عليهم السلام .
فالسيدة خديجة أول مسلمات الدنيا ، وأول إنسان آمن بالرسالة المحمدية ، ثم الإمام علي الثاني الذي آمن بكل عمق الإيمان وثم السيدة الزهراء إبنة النبي وإبنة التقية الصالحة ، وبالطبع كان الحسن والحسين ثمرة الإيمان والهدى للحق و الحقيقة ، فهؤلاء منطلق الضوء الذي استضاء عليه أولاً الصحابة وبعد ذلك عامة الناس .
وهنا أيضاً وأيضاً لا بد ان نضع بميزان العدل هؤلاء بكفة ، وأفضل و أشهر الصحابة بالكفة الأخرى ، ومهما كان لهم أو لبعضهم فضل في الحركة الإسلامية ، فحكماً لن ترجح كفتهم على كفة أولئك لأنهم بأبسط وزن يظهر أنهم كانوا أصلاً كفاراً ومشركين بالإمس إهتدوا بالإسلام الذي إنطلق من نور أولئك واهتدوا بهديهم .
إن المكتشفين الأولائل لمناطق الكرة الأرضية ، أو للإكتشافات الطبية ، أو الإختراعات العلمية أو الصناعية ، يبقون هم الإعلى مقاماً من أي مسافر أو أي طبيب أو صانع لمصنع ، فكولومبس لا يكون بميزان أي طيار ، وبحار يسافر إلى أمريكا وكاشف مرض السكري وغيره من الأمراض لا يقاس بأي طبيب لها ِ، وجيمس واط أعلى رتبة من أي صانع لمصنع حديث ...
فأهل البيت لم يكونوا عاديين |أبداً ، بل كانوا رواداً للإسلام وبخاصة أنه دين الحق والحقيقة ، وطريقه شريعة الله ، وعقولهم و أرواحهم كانت كلها أعلى مقاماً من قلوب وعقول وأرواح كافة البشر .
والزهراء عليها السلام إبنة النبي ص وخديجة ع ثم زوجة ربيب النبي ص ، وثم أم الحسن والحسين ع.
إن كانت أشرف و أفضل العرب فبني هاشم هم الأشرف والأفضل ، وبيت الرسول حكماً الأشرف والإفضل بل الأنقى و الأطهر وبخاصة الزهراء ع لأنها نشأت مندمجة ممتزجةً بالإسلام ومع الإسلام بقلبها و عقلها وروحها حتى تميزت عن أي إنسان عدا أهل البيت وقد برهنت السنون أنها آمنت وعملت الصالحات وتواصت بالحق وتواصت بالصبر ..وما مر عليها لم يمر على إمرأة بالتاريخ ، ولن يمر من الألم والعذاب والقهر والظلم و الصبر ، وبقيت ثابتة على الحق بل كانت المعلمة الأولى للأسلام و المثل الأعلى لأي صاحب معتقد حق من عبادة مثلى وخلق كريم وهدى ، وأبسط لقب تستحقه هو قديسة الإسلام الكبرى ، فلهذا إذا ثبتنا على حبها و إجلالها وتقديسها ليس مستغرباً ، بل وجباً يحتمه العقل و القلب والروح ...وستبقى ذكراها العطرة تملأ صدور وعقول وقلوب محبيها للأبد ، ولن تضاهيها إمرأة أخرى إلا أمها وابنتها السيدة زينب التي كان ضوؤها من شعاعها . أما الذين يجحدون حقها ويضعون أخريات في ميزانها مع حقد مبطن وبغضٍ لأهل البيت عامة والزهراء خاصة في إظهارها أنها مسلمة عادية ولا أكثر ، فهم وشأنهم ، لأن الحقد والبغض حكماً يؤدي للشك و التكذيب ...فسلام الله عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث للحياة مرةً أخرى ...ويكون الحساب .