القصة الحقيقية لإغتيال السيد عبد المجيد الخوئي الجزء العاشر
بتاريخ : 31-10-2013 الساعة : 03:08 PM
القصة الحقيقية
لإغتيال السيد عبد المجيد الخوئي
الجزء العاشر
على اثر هذه الإعتداءات المتكررة فقد اجتمع وجهاء وأعيان ورؤساء عشائر النجف الأشرف عدة اجتماعات ليقرروا ما هو الإجراء اللازم اتخاذه حيال هذه الأوضاع غير الطبيعية التي تعيشها المدينة وكيفيت تفاديها وقد قرروا ما يلي:
1- الطلب من الإدارة المدنية الموافقة على زيادة قوة حماية الصحن الى 650 مقاتل وتعيين عدد من ضباط الجيش العراقي السابق من ابناء المحافظة الأشراف لقيادة وحدات القوة على ان تبقى القوة بامرة شيوخ العشائر حتى لا يكون لها اي انتماء سياسي ويكون ولائها للمدينة وتكون مهامها حماية الصحن الحيدري الشريف من الخارج وحماية مركز مدينة النجف (الولاية) حيث مكاتب المراجع الدينية والعلماء.
2- الطلب من الإدارة المدنية تعيين احد ابناء النجف من الضباط الكبار بمنصب نائب المحافظ للشؤون الأمنية واعطاءه صلاحيات تمكنه من التنسيق وادارة القوات العراقية في المدينة والتنسيق مع قوات التحالف في حال الحاجة لذلك، وقد تم تسمية العميد فلان لهذا المنصب.
3- الطلب من السيد مقتدى الصدر التزام الهدوء والتعقل بالتعامل مع المدينة المقدسة .
وقد قام بعض الوجهاء ورؤساء العشائر بزيارة المراجع الأربعة لإطلاعهم على هذه القرارات والتي تمت مباركتها من قبلهم. وقد تم التحرك فعلا حيث تم زيادة عدد القوة من 400 الى 600 مقاتل، وتم تعيين العميد فلان كنائب للمحافظ للشؤون الأمنية والذي استلم مهامه في خلال اسبوعين والذي قام بدوره بترشيح العميد الفلاني لمنصب قائد قوة حماية الصحن الشريف.
على اثر هذه التحركات وبناءا على المنشور الموزع من قبل مكتب مقتدى الصدر الذي نوهت عنه في الحلقة السابقة، فقد تركز نشاط التيار الصدري في الكوفة، فبدأوا باظهار تدريباتهم العسكرية في مسجد الكوفة والساحات المقابلة له ولم يتصدَ لهم احد هناك، حتى القوات الإسبانية كانت تشاهد هذه المناظر وتقف منها موقف المتفرج فلا تحرك ساكنا مما ادى الى زيادة تمادي جيش المهدي، فقد تسربت معلومات عن وجود اوامر القاء القبض على مقتدى ومجموعة من اعضاء مكتبه وقد القي القبض على بعض الجناة وهم في التوقيف، وان بعضهم قد اعترف بالجناية، فقام الصدريون بمحاوله لإغتيال قاضي التحقيق والذي سلمه الله تعالى منها وتم سحبه مع القضية الى بغداد مع عائلته على امل سحب الموقوفين ايضا، ولكنهم تركوا في النجف، بعدها قام الصدريون بإغتيال السيد رئيس استئناف النجف المرحوم القاضي موحان وذلك بخطفه من امام بيته حيث كان متوجها الى المحكمة، وكان معه احد اعضاء المحكمة الذي هدد بعدم الكلام والا يلقى نفس المصير، كما قاموا بإغتيال قائد شرطة الكوفة لأنه اعترضهم عدة مرات. كما قام الصدريون بقطع الطريق العام امام منزل مقتدى الصدر الذي يقع في الحي الاشتراكي في مدينة النجف قرب مستشفى الزهراء (ع) للولادة والاطفال وانشاء نقاط مراقبة على مفترقات الطرق، وقد حدثت حوادث عديدة بسبب هذه الافعال راح ضحيتها اناس ابرياء منهم عائلة كاملة كانت متوجهة ليلا الى مستشفى الولادة والاطفال حيث كانت احدى الضحايا على وشك الولادة، ولم يكن السائق يعلم بقطع الطريق من قبل جيش المهدي امام بيت مقتدى الصدر، وعند مرور السيارة قام الحراس باطلاق النار عليها فقتلوا من فيها ليصبح اطفال هذه العائلة يتيمي الام والاب.
أما لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد تحول عملهم الى عمل الأمن، حيث كانوا يتجسسون على الناس وكل من يذكر مقتدى او جيش الحرامية بسوء يبلغ بالحضور الى محكمتهم الشرعية، واذا لم يحضر فليقرأ على نفسه السلام فاما رمانة في منتصف الليل او اطلاقة تائهة، واذا ذهب الى المحكمة الشرعية فيتعرض للاهانة والجلد وحتى الحبس احيانا.
اما بالنسبة للأوضاع في النجف، فقد استقرت بعض الشيء واخذ الناس يلتفتون الى اعمالهم والى اعادة اعمار المدينة بعد عقود الظلم والاستبداد والاهمال من قبل الطاغية وزبانيته وازدهرت حركة السياحة الدينية حتى اخذ الناس يحولون المنازل القريبة من مركز المدينة الى فنادق صغيرة حتى تستوعب الأعداد الهائلة من الزوار والذين توافدوا للزيارة، كما قامت لجنة ادارة الروضة الحيدرية المقدسة والمكلفة من قبل سماحة السيد السيستاني (دام ظله) بحملة اصلاحات حيث كانت العتبة قد تعرضت الى اضرار بالغة اثر اغتيال السيد محمد باقر الحكيم رحمة الله على روحة الطاهرة قرب باب القبلة كما قررت اللجنة احياء مشروع توسيع العتبة الذي يتضمن تكبير العتبة الى 60 مترا من الشمال والجنوب والشرق، واما غرب العتبة فيمتد عبر منطقة ساحة الزائرين كلها الى ان يصل مرقد الصحابي الجليل صافي صفا واعمال اخرى كثيرة.
ويبدو ان هذا الوضع لم يعجب الصدريون، فقد فوجئ اهالي النجف في احد الأيام بتزايد اعداد اتباع السيد مقتدى الصدر في الولاية وقرب مكتبه وبدت الحركة غير طبيعية حيث قام الصدريون بالتجمع على شكل مجاميع وكأنهم يخططون لعمل معين، وكرد فعل احتياطي قامت لجنة ادارة الصحن بالطلب الى قوة الحماية بتكثيف وجودها، فلم تكن الإستجابة بمستوى المطلوب، وقد اتصلت لجنة ادارة الصحن بقوات بدر يستنجدونهم فلم يجبهم احد، كما اتصل احد اعضاء اللجنة بالعميد فلان نائب المحافظ للشؤون الأمنية فكان جوابه انة لا يوجد شيء من هذا القبيل وانه تكلم مع العميد الفلاني قائد قوة الحماية واخبره بأن كل شيء هادئ، مما حدى بلجنة ادارة الصحن الى طلب النجدة من الإدارة المدنية والتي ارسلت قوات الأندلس للتدخل السريع لحماية الصحن، وفي هذه الأثناء قام الصدريون بمحاولة اقتحام الصحن الشريف، فما كان من القائمين على ادارة الصحن الا ان يغلقوا ابواب الصحن الشريف ليحموه من هذه الهجمة وتفويت الفرصة على الصدريين، وعند وصول قوة التدخل السريع انسحب الصدريون الى الكوفة ولم تحدث اي مجابهة. ولتقصي حقيقة ما حدث من عدم استجابة قوة حماية الصحن الشريف المطلوبة فقد تبين لاحقا بان لقائد قوة الحماية العميد الفلاني يد في الأمرحيث انه لم يوجه الأوامر الى القوة للقيام بواجباتها المطلوبة في مثل هذه الحالات وعند الإستفسار منه اجاب بانه لم يكن يتصور الوضع بهذه الجدية، اما السيد عضو لجنة ادارة الصحن الشريف والذي كان مكلفا بمسؤولية متابعة اللجان الأمنية والذي كان يلقب نفسة بمدير أمن الصحن فقد اختفى عن الوجود لمدة طويلة لا احد يعرف اراضية.
لقد تبين لاحقا بأن لعبة المواجهة المباشرة من قبل التيار الصدري بالسيطرة على الصحن الشريف قد فشلت، فالتجأ الصدريون الى لعبة المؤامرة، حيث اتضح لاحقا بوجود علاقة تنسيق بينهم وبين العميد الفلاني قائد قوة الحماية، حيث تم العثور على رسالة شكر وتقدير موجهة له من المحكمة الشرعية فيما يلي نصها : نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
دار
القضاء الشرعي الحوزوي
الى : رئيس شرطة حماية الصحن الشريف في النجف الأشرف
الموضوع : شكر وتقدير العدد : 4225
التأريخ : 5 / شوال / 1424
نظرا للمساعي المشكورة وللتعاون المثمر مع شرطة المحكمة الشرعية الحوزوية في القاء القبض على بعض العناصر المخربة والتي تريد في المجتمع الفساد والخراب، نوجة شكرنا وتقديرنا لكم ونأمل بالمزيد من التعاون بين الجهتين لحماية مصلحة مدينتنا وبلدنا بلد امير المؤمنين والأئمة الأطهار سلام الله عليهم اجمعين.
والحمد لله رب العالمين
الشيخ
احمد الحسيناوي
5 / شوال / 1424
دار
القضاء الشرعي الحوزوي
في النجف الأشرف نهاية الرسالة
فما علاقة قائد قوة حماية الصحن الشريف بالمحكمة الشرعية ومن خول المحكمة الشرعية بانشاء جهاز شرطة ومن خولهم القاء القبض على الناس، الأهم من كل ذلك هو ماهية العلاقة بين السيد العميد الفلاني قائد الحماية مع المحكمة الشرعية حيث انه يمثل جهة حكومية، فكيف له ان يتعاون مع جهة كالمحكمة الشرعية التي ليس لها اي اساس شرعي او قانوني، كما ويبدوا ان العميد فلان نائب المحافظ للشؤون الأمنية كان هو ايضا على علم بالعلاقة بين قائد قوة الحماية واتباع مقتدى الصدر ويبدو انه هو ايضا انخرط بهذه العلاقة حيث علمت لجنة ادارة الصحن لاحقا من بعض الأصدقاء في الادارة المدنية بان العميد فلان وعندما اتصلوا به من الإدارة المدنية ليستفسروا عن مدى جدية التهديد الذي اخبرتهم به لجنة ادارة الصحن الشريف فقد اجابهم بان لا يصدقوا هذا الكلام حيث يوجد في لجنة ادارة الصحن الشريف من هو على عداء شخصي مع السيد مقتدى الصدر ودائما يحاول ان يثير التهم ضده. اما السيد مدير أمن الصحن، فقد تبين انه على اتصال دائم بالتيار الصدري وقد قام بتعيين بعض الصدريين ضمن لجنة الأمن والمتابعة، اللجنة المسؤولة عن حماية الصحن الشريف من الداخل وتفتيش الزوار ومتابعة كل ما يجري داخل الصحن الشريف، حتى يتمكن الصدريون من ادخال السلاح الى الصحن الشريف.
لقد قامت منظمة بدر بوساطة بين لجنة ادارة الصحن الشريف والتيار الصدري لحل المشكلة وبعد ضغوط كبيرة مورست على اكبر اعضاء اللجنة، أجبر حياءا على توقيع صلح لاعادة فتح الصحن الشريف على ان يعاد اعطاء مكتب الى لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل الصحن الشريف، وكأن شيئا لم يكن. فقد تمكن الصدريون ومن خلال هذه المؤامرة أن يفككوا قوة حماية الصحن الشريف والتي وقفت بوجههم قرابة العام محافظة على الصحن الشريف وحامية مركز المدينة، كما استعادوا مكتبهم الذي خسروه نتيجة لأفعالهم. وكانت هذه هي بداية سقوط مدينة النجف الأشرف بيد مقتدى الصدر وجيش المهدي.
شهود هذه الأحداث أحياء يرزقون وبعون الواحد الأحد سوف يسطع نور الحق يوما وتروى هذه الأحداث مصداقا لما اكتبه.
في الحلقة القادمة سوف اتحدث عن محاولة اعتقال مقتدى الصدر وسقوط مدينة النجف بيد الصدرين، وما اقترفوة من افعال يندى لها جبين الإنسانية.