تعتبر دراسة الثابت والمتغير في الفكر من الأبحاث القيمة والأساسية في الفكر الإنساني عموما و السياسي خصوصا .وتسعى هذه الدراسة إلى كشف وتفسير طبيعة التغيير في الأفكار والمواقف والرؤى لدى السياسيين والرموز والقومية حسب الظروف الزمنية والمكانية وهل كان السياسي ينظر إلى الظروف المختلفة من خلال معطيات خاصة وما إذا كان الفكر السياسي ثابتا ويملك رؤية واحدة إستراتيجية أمام القضايا المختلفة سيما المصيرية . وهل من الضروري تحديد دائرة التغيير سعة وضيقا ومدى شموليتها ؟
فإذا فهمنا أن التغير والتجدد في الفكر أمر طبيعي مالم يمس ويتعدى دائرة الثوابت والأصول والمصالح العليا , فإننا يمكن أن نحمل ونتحمل البعض على محمل الخطأ وسوء الفهم . وان الفترة الزمنية لهذه التغيرات الفكرية تعتبر مؤشر ومقياس على أن صاحب الفكر في طور التجدد والتكامل والنضج الفكري ولا يشكل ايدولوجية وعقيدة ومد حضاري مناهض للثوابت والأصول والايدولوجية والإستراتيجية داخل المنظومة للطائفة والمذهب .
من المؤكد أن أي سياسي او مفكر اومنظر مهما بلغ من الدقة والضبط لابد أن يحتوي خطابه على تصريحات متضاربة حول موضوع واحد بين عام وخاص ومطلق ومقيد ومجمل ومبين ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ . وهذا التضارب أمر طبيعي جدا . لكن السؤال هو :
هل يمكن أن نعتبره تطورا وتغييرا على مستوى الفكر السياسي ؟
قد يبادر السياسي او المفكر إلى تفسير آرائه السابقة أو استكمالها وقد يحصل تعميق في مستوى التفكير لديه فيصبح أكثر عمقا ولكن في العرف لا يطلق التطور على التغييرات التي تعرض الخطاب على مستوى التعبير واللحن , وعليه فان التغييرات التي تعرض الخطاب على مستوى العام والخاص والمحكم والمتشابه والمطلق والمقيد لا تعد تغيرا على مستوى الفكر السياسي . إذ أن المصالح ومقتضيات الزمان والمكان تستدعي من المفكر أن يعبر عن أفكاره خصوصا في المجال السياسي في إطار مقولات كهذه .
من هنا فان حمل العام على الخاص والظاهر على النص والمتشابه على المحكم هي من الأساليب المعمول بها في الوسط ألعقلائي في العالم وهذه الأساليب تعد من الآليات المؤثرة في التفسير الصحيح والمقبول للفكر في خطوطه العريضة.
كما انه أذا تحرك فكر من السطح إلى العمق وبادر صاحب الفكرة في المراحل المختلفة إلى إعطاء صورة أوضح وأدق واقرب إلى الشفافية من أفكاره , فان ذلك أيضا لا يعبر عنه بالتغيير .
إنما نطلق وصف ((التغيير والتطور )) فيما إذا عبر صاحب الفكرة عن موضوع محدد في فترتين مختلفتين من حياته الفكرية , بغض النظر عن مقتضيات الزمان والمكان وعامل الضغط بأنواعه المختلفة كالتقية , وبصورتين مختلفتين لا يمكن الجمع بينهما ولا رفع التنافي عنهما من خلال قواعد الجمع العرفي .
من هنا فان التعارض هذا يمكن أن يظهر في صورة التباين الكلي أو العام والخاص . ففي موارد ((التغيير)) يبدو صاحب الفكرة وكأنه يطلّق أفكاره السابقة ويعدها خطأ وباطلا , ويحاول من خلال نسخ ذلك وإعطاء نظرية جديدة أن يتفادى أخطاءه السابقة ويزيل نقاط الضعف فيها .والنسخ يعني انقضاء الفكر السابق ولا يعني نهاية تاريخ فكر أو قانون .
لذا ندعوا الساسة العراقيين أن يتمتعوا بمواقف وبرؤية استراتيجية ثابتة بأتجاه المصالح العليا وان لا تشكل مواقفهم المتغيرة تهديدا للثوابت والمصالح العليا والمكتسبات المتحققة بل تكتيكا لتكريسها وترسيخها وتوسعتها وفقا للظروف . وان يستشعروا خطورة وحساسية المرحلة بل المعركة والحرب الشاملة الاستنزافية التي يتعرض لها العراق والمنطقة وضرورة توحيد الخطاب السياسي وتوفير المناخ السياسي المستقر لمواجهة العدو والتهديدات والهجمات المحتملة .
السلام عليكم .
مشكور استاذنا العزيز عبدالله الجزائري . وودي بعد اذنك من خلال موضوعكم هذا ان اطرح تساؤلات عن الوضع السياسي والعملية السياسية في العراق وهي
١- هل تعتقدون أيها الاخوة ان السياسين العراقين الذين هم في المشهد السياسي احرار وينطلقون في تحركهم من عقيدة او نضرية سياسية يؤمنون بها وهي ما نشاهدها في الواقع . وان الاختلافات والمشاكل اختلاف في النضريات السياسية والايدلوجية وانعكاسها على المعترك السياسي ... أم هم مقيدين بقيود ما مثلا غربية امريكية او ارتباطات اقليمية للبعض او مصالح ذاتية لاحزاب وسياسيين او طائفية . او صيغة مركبة من مثل هذه الامور ما يناسب هذا المقام من قيود
٢- هل المشكلة السياسية العراقية في النضرية ام في التطبيق . او بكلاهما - واذا كانت في التطبيق فهل هي فنية عملية ام في شخص المطبق وصلاحه مثلا ام بكلاهما مثلا وبأي درجة تعتقدون .
٣- ايهما اكبر مشكلة في التقييم السياسي العام للعراق ما سبق وتحت حكم الطاغية صدام ام بعد الاحتلال والمحاصصة والتعدديات وما هو مشهود الان .
٤- والاهم هنا : من اين نبدأ الاصلاح السياسي وكيف . هل هو بديل كامل عما هو عليه . ام تنقيح واعدة صياغة لما هو مشهود .
وشكرا
السلام عليكم .
مشكور استاذنا العزيز عبدالله الجزائري . وودي بعد اذنك من خلال موضوعكم هذا ان اطرح تساؤلات عن الوضع السياسي والعملية السياسية في العراق وهي
1- هل تعتقدون أيها الاخوة ان السياسين العراقين الذين هم في المشهد السياسي احرار وينطلقون في تحركهم من عقيدة او نضرية سياسية يؤمنون بها وهي ما نشاهدها في الواقع . وان الاختلافات والمشاكل اختلاف في النضريات السياسية والايدلوجية وانعكاسها على المعترك السياسي ... أم هم مقيدين بقيود ما مثلا غربية امريكية او ارتباطات اقليمية للبعض او مصالح ذاتية لاحزاب وسياسيين او طائفية . او صيغة مركبة من مثل هذه الامور ما يناسب هذا المقام من قيود
2- هل المشكلة السياسية العراقية في النضرية ام في التطبيق . او بكلاهما - واذا كانت في التطبيق فهل هي فنية عملية ام في شخص المطبق وصلاحه مثلا ام بكلاهما مثلا وبأي درجة تعتقدون .
3- ايهما اكبر مشكلة في التقييم السياسي العام للعراق ما سبق وتحت حكم الطاغية صدام ام بعد الاحتلال والمحاصصة والتعدديات وما هو مشهود الان .
4- والاهم هنا : من اين نبدأ الاصلاح السياسي وكيف . هل هو بديل كامل عما هو عليه . ام تنقيح واعدة صياغة لما هو مشهود .
وشكرا
وعليكم السلام الاخ العزيز الباحث الطائي
ان المشكلة يمكن اجمالها ان شيعة السلطة في العراق لم يقرأوا واقعهم السياسي بالدقة والموضوعية الغائبة عن كثير من اراءهم وافكارهم وسياساتهم ولم يستطيعوا ان يسخروا الزخم والرصيد الشعبي الشيعي على وجه الخصوص فضلا عن الثقل المرجعي من اجل ان يفرضوا انفسهم وطائفتهم كقوة فاعلة تعرف كيف تحرك بوصلة الفعل السياسي على الارض ينسجم مع تطلعات الطائفة في بلد متعدد الطوائف.
انما نشهد تخبط وتسرع وانفعالية وفوضى وصبيانية في المواقف السياسية وعدم ثبات في الفكر السياسي لشيعة السلطة في العراق وعدم توحيد الجبهة الداخلية والخطاب السياسي للطائفة
واضيف ان رجال سلطة العراق الشيعة مراهقين ومن الدرجة الاولى
قد سال لعابهم للدولار والورق الاخضر والدينار وباعوا ثوابتهم ومبادئهم للكرسي والوجاهة والمنصب وتناسوا قضية الشيعة والمذهب والدين الاولى
واضيف ان رجال سلطة العراق الشيعة مراهقين ومن الدرجة الاولى
قد سال لعابهم للدولار والورق الاخضر والدينار وباعوا ثوابتهم ومبادئهم للكرسي والوجاهة والمنصب وتناسوا قضية الشيعة والمذهب والدين الاولى
احسنت اخي البغدادي
المطلوب ان نفرق ونميز بين شيعة العراق وشيعة السلطة من السياسيين
ومن الظلم ان تحسب افعالهم واقوالهم على شيعة العراق الطيبين والذين يدركون خطورة المرحلة اكثر منهم ولايجدوا الى التغيير سبيلا فلقد غلبوا على امرهم بعوامل خارجية جعلتهم يختارون اهون الشرين فلا مناص من الصبر والمزيد من الضغط الشعبي المجتمع على كلمة ورؤية واحدة
الثابت والمتغير في الفكر السياسي العراقي
العرض العادي
