[الباحث الطائي]

قال تعالى : ﴿ وإذ قال ربك للملآئكة إني جاعـل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعـل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال إني أعـلم مالا تعـلمون ` وعـلم آدم الأسماء كلها ثم عـرضهم عـلى الملآئكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلآء إن كنتم صادقين ﴾

* السلام عليكم ، تعلمون انه في هذه الاية اعلاه لما استعصى على الملائكة الجواب ، امر الله تعالى عبده ادم ع لينبأ الملائكة بأسمائهم ، وقد فعل ، وقد علمت بعد الاعلام الملائكة ما كان قد خفي عليها علمه مما انبأ الله ادم ، ولحد الان هذا مفهوم واضح في ظاهره ،
ولكن السؤال المطروح مني هو : كان السبب الظاهر من الاية وملابسات القضية الحوارية بين الملائكة والله تعالى حول استخلاف ادم في الارض ان الله يعلم في ادم ما يؤهله ليكون خليفته في الارض وهذا الشيئ ما لا تعلمه الملائكة اولا ولعله من الظاهر هو احد الاسباب المانعة في عدم استخلافها في الارض او على الاقل نقول انه هناك من هو الاصلح لهذه المهمة ( ادم ع ) ليكون خليفة ،
وحيث انه في نهاية الحوار والاستفسار الجاري بينهم عن الاسماء التي لم تعلم الملائكة بها الا بعد اخبار ادم ع لهم ، اقول بعد الاخبار قد اصبح الملائكة هنا على علم بما علم ادم وبالتالي اصبحوا متساوين في العلم ومعرفة ما كانوا يجهلونه ، وهذا يقتضي ان تتساوى الفرصة في نيل الخلافة لا التفضيل فما السر ياترى في بقاء ادم ع الخليفة الاصلح لله على الارض بعد ان علمت الملائكة بما يعلم كما في ظاهر الاية ، وشكرا
طبعا احب سماع راي اخي الهاد ، وكذالك بقية الاخوة الاعزاء لمن عنده تفسير منطقي علمي عميق

[الشيخ الهاد]

مولاي الطاهر الطائي باركه الله تعالى ..
لفهم هذه الآية الشريفة ، ثمة أمور ..، يحتاج الاستدلال لكل واحد منها كتيب ، لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله ..

الأول : تعلم الملائكة علم اليقين أنّ الخليفة هو آدم عليه السلام ، وهذا قبل خلق السماوات السبع والأرضين السبع بما لا يعلمه إلاّ الله تعالى ؛ أي قبل أن يخلق آدم من طين ..

يعلمون هذا عليهم السلام في عالم اسمه عالم الذر ، وفيه روايات صحيحة من الفريقين سنة وشيعة ..، تورث الجزم المقام لا يسمح بسردها ..

الثاني : لم يكن سؤال الملائكة الله تعالى من الاعتراض في شيء : وإنما هو تنزيه منهم لله تعالى ..، بيانه ..

علم الملائكة -بإخبار الله تعالى- أنّ هناك من ذرية آدم شقي كتبت عليه الشقاوة في عالم الذر - قبل خلق السماوات والأرضين ؛ يدل عليه أنّ الملائكة هم من كتب في ذلك العالم ما يجري على بني آدم إلى يوم القيامة ، فريق في الجنة بأسمائهم ، وفريق في السعير بأسمائهم ..، قد كتبوه فيما يسمى باللوح المحفوظ ..، قبل أن يخلق آدم من طين ..، جف القلم وطويت الصحف ..

قلت أنا الهاد : تواتر هذا من طرق الفريقين سنة وشيعة
وهذا ..

الأمر الثالث : الملائكة بعد أن علموا هذا ، أخذتهم العزّة بتوحيد إله العالمين ، وتنزيه رب السماوات والأرضين ، فلم تتحمل عصمتهم أن ينزل سبحانه الأشقياء من بني آدم، وكثير ممن اسنحق النار إلى الأرض ليعصوه ويفسدوا ويسفكوا الدماء ، وهو الواحد الأحد الفرد الصمد ..

الأمر الرابع : هنا أخبرهم الله تعالى أن يرجعوا إلى آدم ليخبرهم الحكمة (=الأسماء) ؟!!!

أخبرهم آدم عليه السلام : صحيح أنّ هناك كثيرا ممن قد قضى الله تعالى أن يكونوا من أهل النار ، بعضهم أشقياء يعصون اله تعالى، لكن أكثر أهل النار هؤلاء بعدله ، قد قضى الله تعالى أن يرحمهم برحمته ويتناسى عدله = (إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ )..

قال الملائكة لآدم كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال لهم آدم عليه السلام بشفاعة العالين ؟!!!

قال الملائكة وما اسماؤهم يا آدم ؟!!.
فقال: هم محمد وعلي وفاطمة وحسن وحسين حتى المهدي عليهم السلام ..

قلت أنا الهاد : أهل البيت عليهم السلام ، معلومون لكل الخلائق يوم الذر ، كانوا أنوراً حول العرش ، لكن ليس الجميع يعرف أسماؤهم .

سؤال : ما افترضتموه مولاي أن يكون الملائكة خلفاء لله في الأرض محال عند أهل العقيدة والحكمة والتفسير ، بيان ذلك ..

لاختلاف السنخ ، فالملائكة خلق طاهر مجرد ، مقرهم الملكوت الأعلى ، والأرض عالم عنصري لا يسانخهم .. ؛ لهذا قال تعالى : ( وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ...، وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ) الأنعام 9

مولاي هذا المطلب طويل جدا ، فيه مغاليق كثيرة ، لا ينهض به مجلد ضخم ، لكن أظن أن هذا يكفي ..

[الباحث الطائي]

السلام عليكم استاذنا الهاد ، بخصوص هذا الحوار الذي جرى بين الله تعالى والملائكة وادم ، والذي يبين تفاصيل ما جرى من حوار بينهم هل هو وارد من روايات ال البيت التي تفسر ما حصل وذكر في القرآن ، حيث اني اول مرة اسمعها وهي بذاتها منطقية ومقبولة ولكن ما مصدرها لم تذكر لي ، وشكرا لسرعة ردكم ودقت شرحكم ، اسأل الله ان يرفع درجتكم في الاخرة ويثيبكم احسن اعمالكم ،

[الشيخ الهاد]

مولاي عفوا ، الآن وقتي ضيق جدا ..
سأعاود قطعا إذا تسنى لي ، لكن ..

قال الصدوق رضوان الله تعالى عليه (في الإكمال : 15) :
صح أن قوله عز وجل : (وعلم آدم الأسماء كلها ) أراد به أسماء الأئمة عليهم السلام ....، وفى قوله عز وجل : " أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " حكم كثيرة : أحدها أن الله عز وجل أهل آدم عليه السلام لتعليم الملائكة أسماء الأئمة عن الله تعالى ذكره ، وأهل الملائكة لتعلم أسمائهم عن آدم عليه السلام ، فالله عز وجل علم آدم وآدم علم الملائكة ، فكان آدم في حيز المعلم وكانوا في حيز المتعلمين ، هذا ما نص عليه القرآن . وقول الملائكة : " سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم " فيه أصح دليل وأبين حجة لنا أنه لا يجوز لأحد أن يقول في أسماء الأئمة وأوصافهم
عليهم السلام إلا عن تعليم الله جل جلاله ، ولو جاز لأحد ذلك كان للملائكة أجوز .

[الباحث الطائي]

السلام عليكم استاذنا الهاد ، وعلى راحتكم ووقت فراغكم لا نريد ارهاقكم بالطلبات ولكم الموجز السريع السابق ليس جواب محل سؤالي ، خذ الوقت الكافي وشكرا

[صفاء العامري]

احسنـــــــــــــــــــــــت