شكرا لك على هذا التوجه الجميل
كنت اتمنى رؤية اسماء الكتاب مع قصصهم فنقلها بدون ذكر اصحابها لا اراه مناسبا ...
القصة الاولى (العالم) : للروائي البرازيلي باولو كويلو
تقبل الله طاعاتكم الأخ العزيز محمد مشعل ؛ هذه القصص نقلتها من هنا وهناك
من الشبكة العنكبوتية دون ذكر كاتبها منها ما خطته أنامل قاص مبدع ومنها ما
حمل قصة وعظية أو تراثية أو تأريخية ومنها ما تدخلت فيها أنامل الناقل بتصرف
أو إضافة ؛ومن كل ذلك إنصب اهتمامي على العظة والعبرة والدرس الإنساني من
خلالها...
ولك كامل الحرية في ذكر صاحب وكاتب أي قصة منها تعرف صاحبهاأوتتعرفه ....
مع الاحترام والتقدير لقلمكم المبدع
الطبيب ... ( 3 )
في الساعة الثانية بعد منتصف الليل عندما كان البرد يصول ويجول منفـــــردا
في الأزقة المظلمة ويطبق بحرفية حظرا ًللتجول ؛ صرخت أمها صرخة مؤلمة
جعلتها تنتفض من فراشها مذعورة ولما وصلت إليها وجدتـــــها قد همدت دون حراك .
وبسرعة وارتباك ارتدت ما رأته مناسبا ًوهبت تبحث بين دوامة البرد والظلام
عن سيارة أجرة لتقل أمها إلى المستشفى ، تركت نفسها كي يبتــــلعها شارع طويل مع نباح متقطع لكلاب تتخفى بين حاويات النفايات وعندما وصلت
إلى مفترق الطرق لمحت ضوء سيارة أجرة قادمة دلفت فيها صاعدة قالت :-
بسرعة أرجوك عندي مريضة أريد نقلها إلى المستشفى ...
فسمعت عبارة أسرع من سائق السيارة :- آسف يا عزيزتي فأنا لا أنقل
المرضى !!...
بعد أن وصلت البيت ساعدها سائق آخر على حمل والدتها وإيصالها إلى
المستشفى ولكنه لم ينس َأن يأخذ أجرته كاملة .
نقلوها على سرير متحرك إلى غرفة الطواريء برفقة البياض ورائحة المنظفات
والأضواء اللامعة على الأرضية المرمرية ؛ وفي احدى الردهات وضـــــــعوها على عجل ، كان هناك طبيب يرتدي نظارة تتأرجح على سلسلة برونزية وببطء شديد كان يتابع المرضى مع معاون ٍله .
قالت له :- صارخة أرجوك دكتور أرجوك تعال معي لترى ما أصاب أمي ...
دكتور .... فلم يلتفت لها إطلاقا ً؛ عاودت النداء بتضرع وقد فقدت شيئا ً
ما حسها في الكلام ... إلتفت إليها ببرود من ثم أدار وجهه مستمرا ًفي
جولته من ثم خرج .
جاء معاونه فنظر إلى إمها من ثم ذهب هو الآخر ؛ بعد ذلك جاء هذا المعاون
وفحصها بعجل من ثم كتب على قصاصة من الورق وسلمها لها ؛ لم تفهم
شيئا ًوحيال سؤالها اتضح لها أنه دواء سيساعد أمها على استعادة الوعي
وبين الردهات وتلابيب البياض والأضواء والإلتماع حققت نزهتها ولما عادت
وجدت قطعة بيضاء من قماش حريري تغطي أمها ، فتحت كلتا يديها من
ثم استدارت وهي ترتعش وقد تملكها غضب هستيري :- بياض وأي بياض
يمنح صاحبه مبضع كي يجعله ثريا ًباللحم والجسد ، عظيما ًفي استلاب
الدينار والدرهم من آهات وأوجاع بني جنسه ، شهادة عليا ونظارة زجاجية
لجهل مدقع تخمر في البصيرة وأصم الاسماع ؛ أحياء بين الردهات والموت
يتراقص بين الأضواء والأرضية اللامعة ...
... رب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه ... هناك من البشر من يصبح
حصالة للثراء والجاه ينتقد غيره وهو يعيش جاهلية جديدة
الطفل محلل سياسي ( 4 )
سأل طفل والده : ما معنى الفساد السياسي
فأجابه : لن أخبرك يا بني لانه صعب عليك في هذا السن ،لكن دعني أقرب لك الموضوع
انا اصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم الرأسمالية...
و امك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة...
و انت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب...
و اخوك الصغير هو املنا فسنطلق عليه اسم المستقبل...
اما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحة
اذهب يا بني وفكر عساك تصل الى نتيجة.....
و في الليل لم يستطع الطفل ان ينام . فنهض من نومه قلقآ
و سمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب اليه فوجده بل حفاظته
ذهب ليخبر امه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ،
و تعجب أن والده ليس نائما بجوارها..!!
فذهب باحثآ عن أبيه فنظر من ثقب الباب الى غرفة الخادمة فوجد أبوه معها ..
و في اليوم التالي قال الولد لابيه! : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي ..
فقال الوالد: وماذا عرفت .
قال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق فيصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً و يصبح المستقبل غارقا في القذارة.
****************************
الحياة معلم واسع ؛؛؛ فليس كل العلوم في كراس ؛؛؛ عش دهرا ًترى عجبا ً...