|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 72221
|
الإنتساب : May 2012
|
المشاركات : 10
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ابو علي الحائري
المنتدى :
المنتدى الثقافي
العشق كلمة اجتثت مالها من قرار
بتاريخ : 13-06-2013 الساعة : 12:15 AM
[COLOR=window****] العشق كلمة اجتثت مالها من قرار
[/COLOR]
[COLOR=window****]
[/COLOR]
إنّ العشق من الكلمات الدخيلة على مذهبنا إنتقلت إلى مجتمعنا من الصوفية عن طريق بعض الشيعة الذين يميلون إليهم ويتشبهون بهم ويأولون كلامهم ويُرَوِّجون لهم بضاعتهم الكاسدة ، دون الإلتفات الى معناها الحقيقي والإشكال الذي يترتب على استخدامها مع الله ومع أوليائه، وذلك لدخول الشهوة في معناها العرفي، وهم يدّعون أنّها إفراط في الحب وزيادة في درجات القرب، فلو كان معناها الأفراط في الحب كما يقولون، لكان الله I قد ذكرها في كتابه الكريم بدل كلمة الحب التي وردت عشرات المرّات في القرآن>[1]<، منها الآية: ]يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه[ ،فكان الأولى أن يقول I : أشَدُّ عِشْقاً بدل أشَدُّ حُبّاً ، والآية : ]قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي [>[2]< ، فكان الأَولى أنْ يقول إن كنتم تعشقون الله ، بدل إن كنتم تحبون الله ، والآية : ]فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ[، وهكذا بقية الآيات ، ولو كان العشق أشَدُّ من الحب كما يدّعون، لما قال النبي9 " لأعطينّ الراية غداَ رجلاًَ يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فكان الأولى أن يقول يعشق الله بدل يحب الله، ولكان الأَولى تسمية النبى محمّد9 بعاشق الله وليس حبيب الله، وكذلك الإمام بسيد العاشقين .
وهذه أحاديث النبي9 و الأئمة الهداة Fوأدعيتهم قد ملأت الكتب، فلم يستعملوا فيها لفظ العشق في العلاقة بين العبد وربه، وهذا دليل على عدم جواز استخدامه، فهذه أدعيتهم Eالتي وردت في كتاب مفاتيح الجنان لاتوجد فيه كلمة عِشْق واحدة ، وهذه مناجات الإمام زين العابدينB الخمسة عشر في الصحيفة السجادية لم نجد فيها عنوان بإسم العاشقين ولاتوجد فيها كلمة عِشْق واحدة، بل على العكس قد ورد في أحاديثهم ذم العشق كما مَرَّ في الأحاديث المتقدمة، كما إنهمF دأبوا على تعليم الناس كيفية الدعاء والتأدّب في إنتقاء الكلمات التي تليق بالحضرة الأحدية، ونهونا عن إطلاق الأسماء على الله كيفما أتفق لأن أسماء الله توقيفية.
أما قول البعض إنّ العشق المجازي يوصل الى العشق الحقيقي وهو عشق الله، يلزمنا أن نطلق إسم المعشوق على الله بينما لم نجد هذا الأسم بين الأسماء الحسنى لله ولم نجده في دعاء الجوشن الكبير الذي ورد فيه ألف إسم لله سبحانه وتعالى ، فهذه التسمية غير مقبولة عند أهل البيتE، كما ورد في حديث طويل للإمام الرضاB مع سليمان المروزي حيث أنهB قال له: (( ليس لك أن تسمّيه بما لم يُسَمِّ به نفسه))>[3]<.
فبناءاً على هذا الحديث وغيره من الأدلَّة لايجوز إطلاق الأسماء على الله تعالى وكذلك الأفعال المشتقة منها، إلاّ ما ورد على لسان أوليائه المعصومينE، ومنها لفظ العشق، كما إنّه لايجوز إطلاقها أيضاً على المعصومينE .
ودليل آخر على قبح لفظة العشق وهو أن الأشخاص الذين يستعملون هذه اللفظة يأبون ويمتنعون من استخدامها مع محارمهم كالأم والأخت والبنت تعبيراً عن شدة حبهم لهنّ لأن نفوسهم تأبى ذلك لدخول الشهوة في معناها بينما نراهم لايتحرجون من استعمالها مع الله ومع المعصومين E بل وحتى مع الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء J.
من جانب آخر إنّ إعتقاد البعض إن العشق نوعان منه عشق جسماني شهواني وهو مذموم ، ومنه عشق روحاني نفساني وهو ممدوح، واعتقاد البعض الآخر إن العشق ينقسم الى حقيقي ومجازي ، والحقيقي هو عشق الله وصفاته وأفعاله، والمجازي هو العشق النفساني للشخص الانساني، والعشق المجازي يكون قنطرة وموصل الى العشق الحقيقي، وهذا الكلام لم يرد من طرقنا ولم يوصي به أئمتنا B ، وإنما ورد عن طريق الصوفية الذين يوصون من أراد السلوك العرفاني من مريدهم الإبتداء بالعشق النفساني الانساني للوصول الى العشق الحقيقي وهو عشق الله كما يدّعون .
وأخيراً لعلّ القاريء الكريم يتساءل ماهو رأي العلماء المعاصرين عن هذا الموضوع ؟ وفي جواب ذلك وتحريا للأمانة في النقل فقد أجاب غير واحدٍ من العلماء أنه إذا كان في إضافة هذه اللفظة الى أسماء الله وأسماء المعصومين Eإنتهاكاً فلايجوز.
وعلى القاريء المنصف أن ينظر بعين التمعن وبحسب الأدلة التي بيناها سابقاً أليس في ذلك إنتهاكاً بيّناً للفظ الجلالة ولمقام المعصومين E ؟
>[1]< ذكرت كلمة الحب وما يشتق منها أكثر من ثمانين مرة في القرآن الكريم ولم تذكر كلمة العشق مرة واحدة، وإنك عند التأمل في القرآن لم تجد في تعبيراته (حتى في مقام الذم ) لفظ العشق , ففي مجال الموعظة والإعتبار لما ذكر قصة زلخيا وخروجها عن حد الإعتدال في حب يوسف حكى ما قالته النسوة :[COLOR=window****][/COLOR][COLOR=window****])[/COLOR][COLOR=window****] امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً إنا لنراها في ضلال مبين [/COLOR][COLOR=window****]([/COLOR].( يوسف : 30) .
ولم تجد أيضاً هذا اللفظ في كلمات المعصومين وأدعيتهم عند إظهارهم شدة الحب لله عزوجل , ففي زيارة أمين الله ورد : اللهم إنّ قلوب المخبتين (الخاشعين ) إليك والهة : أي متحيرة من شدة الوجد أو الخوف , ولم يقل عاشقة . ولعل ذلك كله للعلم بما سيقع من استعمال المتصوفة وأهل المعاصي لهذا اللفظ في ألسنتهم و محاوراتهم .
>[2]< آل عمران 31
> [3] < التوحيد للشيخ الصدوق ص451
|
|
|
|
|