كشفت إيران اليوم عن البدء في تركيب جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في موقع نطنز. وبينما انطلقت في طهران الجولة الثامنة من المباحثات مع وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشفت وكالة الطاقة الدولية أن العقوبات كلفت إيران أربعين مليار دولار خلال العام الماضي.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني قوله إنه 'اعتبارا من الشهر الماضي بدأ تركيب جيل جديد من هذه الأجهزة في مجمع الشهيد أحمدي روشن (نطنز)'. وأوضح أن الآلات الجديدة مخصصة لتخصيب اليورانيوم بحدود دنيا لا تتجاوز 5% ولا تصل إلى نسبة 20% التي يمكن أن تثير مخاوف الغرب.
وكانت الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة قالت للدول الأعضاء إن إيران أعلنت عن خطط لتركيب وتشغيل أجهزة متقدمة لتخصيب اليورانيوم، في ما يعد قفزة تقنية تسمح لها بالإسراع بشكل كبير بأنشطتها التي يخشى الغرب أن تؤدي إلى اكتساب قدرة لتصنيع سلاح نووي، وتنفي طهران ذلك وتقول إن أنشطتها النووية لها أهداف سلمية.
من جانب آخر بدأت اليوم في طهران محادثات بين فريق من الوكالة الذرية ومسؤولين نوويين إيرانيين.
وقال رئيس وفد الوكالة هيرمان ناكيرتس قبل توجهه إلى إيران، إن الخلافات لا تزال موجودة وإن هدف المحادثات التوصل إلى اتفاق.
وذكر ناكيرتس أنه وعلى غرار الزيارتين السابقتين في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين، فإن 'نيتنا هي التوصل إلى مقاربة منظمة' ضمن وثيقة تؤدي إلى 'المساعدة على حل كل المسائل العالقة حول أي أبعاد عسكرية ممكنة للبرنامج النووي الإيراني'.
زيارة بارشين
وتطالب الوكالة بالسماح لها بزيارة موقع بارشين قرب طهران حيث يشتبه في أن إيران أجرت تجارب لعمليات تفجير تقليدية يمكن أن تستخدم لإطلاق قنبلة ذرية.
وردا على هذا الطلب قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست إن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق شامل مع الوكالة الذرية يتضمن زيارة موقع بارشين وإزالة أي غموض، شرط الاعتراف رسمياً 'بحقوق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية'.
وفي حال عدم إحراز تقدم، تعرض إيران نفسها لخطر صدور قرار خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الذرية مطلع مارس/آذار المقبل يطالب برفع المسألة إلى مجلس الأمن الدولي.
وسيكون للمفاوضات مع الوكالة الذرية تأثير أيضا على اجتماع إيران مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) يوم 26 فبراير/شباط الجاري في ألماآتا بكزاخستان.
واقترحت إيران ضم الملفين السوري والبحريني إلى جدول أعمال المفاوضات بكزاخستان، ولم يرد أي تعليق من القوى الدولية على الاقتراح الإيراني.
وتطالب القوى العظمى إيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم خوفا من تمكنها من إنتاج القنبلة الذرية، بينما تطالب طهران بتخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها كشرط للحد من نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم، وهو طلب رفضته مجموعة '5+1'.
وفرضت الأمم المتحدة أربع مجموعات من العقوبات على إيران، أضيفت إليها أواخر 2011 عقوبات أميركية وأوروبية استهدفت صادرات النفط، مما أدى إلى أزمة اقتصادية خانقة في البلاد.
وفي العام 2012، كلفت هذه العقوبات إيران أربعين مليار دولار من عائدات صادرات النفط، مع تراجع الإنتاج إلى 2.65 مليون برميل يوميا في يناير/كانون الثاني الماضي، وهو أدنى مستوى 'منذ ثلاثة عقود' حسب ما كشفت عنه وكالة الطاقة الدولية.