|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 68620
|
الإنتساب : Oct 2011
|
المشاركات : 12
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
مهم جداً.. أبشروا يا زوار الحسين(ع)
بتاريخ : 01-01-2013 الساعة : 11:38 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم
إنّ الناظر في كلّ الروايات والأحاديث التي وردت بخصوص القضية الحسينية ومن جميع الجهات يقطع قطعاً حقيقياً تاماً من أنّ النبي الأعظم والزهراء البتول والأئمة الأطهار (صلوات الله عليهم جميعاً) لا يرومون إلاّ إحياء الأمر الحسيني والفكر الحسيني والموقف الحسيني..
وبعبارة أشمل: إن القضية الحسينية بكلّ أبعادها والزيارة أحد أهم مصاديق إحياء القضية الحسينية وابقاء شعلتها متوهجة في النفوس والأرواح والعقول والقلوب؛ لذا فإنّ الموقف الشرعي من سخرية الآخرين واستهزائهم بسببها هو عينه الموقف الشرعي من السخرية والاستهزاء بأي مصداق آخر من مصاديق إحياء الذكر الحسيني والقضية الحسينية.
فهذا كتاب الله وهذه آياته التي لا نجد فيها موضعاً يعطي للإنسان المؤمن عذراً أو مجالاً أن يلغي -بسبب الاستهزاء والسخرية من قبل الآخرين- ما هو شيء صحيح في نفسه، وأن يحرّم ما هو جائز بل راجح في الشريعة المقدّسة.
أحببت هنا بمناسبة هذه الأيام الحزينة والمصائب الأليمة التي جرت على حريم آل محمد .. أن أذكر هذا الحديث المشهور عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد(ع) في كلامه لزائدة الذي ذكره الشيخ ابن قولويه القمي(ره) في كتابه (كامل الزيارات: 273):
من حديث قُدامة بن زائِدة، عن أبيه «قال: قال عليُّ بن الحسين(ع): بلغني يا زائِدَةُ أنّك تَزورُ قبرَ أبي عبدالله الحسين(ع) أحياناً؟
فقلت: إنَّ ذلك لَكَما بَلَغك.
فقال لي: فلماذا تفعَلُ ذلك ولك مَكانٌ عند سُلطانك الَّذي لا يحتمل أحداً على محبّتنا وتفضيلنا وذِكرِ فضائِلنا والواجب على هذه الاُمّة مِن حَقِّنا؟
فقلت: واللهِ ما اُريد بذلك إلاّ اللهَ وَرسولَه، ولا أحْفِلُ بسخط مَن سَخَط، ولا يكبُرُ في صدري مكروه ينالني بسببه.
فقال: والله إنَّ ذلك لَكذلك.
فقلت: والله إنَّ ذلك لَكذلك، يقولها ـ ثلاثاً ـ واقولها ـ ثلاثاً ـ
فقال: أبشِر ثمَّ أبشِر ثمَّ أبشِر(1) فَلأخبرنَك بخبر كان عندي في النُّخَبِ(2) المخزونة، فإنّه لمّا أصابنا بالطّفّ ما أصابنا وقُتِل أبي(ع) وقُتِل مَن كان معه مِن وُلده وإخوته وسائر أهلِه وحملت حُرْمه ونساؤه على الأقتاب يرادّ بنا الكوفة، فجعلت أنظر إليهم صَرعى ولم يواروا فعظم ذلك في صدري واشتدَّ لما أرى منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج وتبيّنت ذلك منّي عَمّتي زَينب الكُبرى بنت عليٍّ(ع).
فقالت: ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدِّي وأبي وإخوتي؟!!
فقلت: وكيف لا أجزع وأهْلَعُ وقد أرى سَيّدي وإخوتي وعُمُومتي وولد عَمّي وأهلي مُصرعين بدمائهم، مرمّلينَ بالعرى، مسلبين، لا يُكفَّنون ولا يُوارون، ولا يُعرج عليهم أحدٌ، ولا يقرُبُهم بَشرٌ، كأنّهم أهل بيتٍ مِن الدَّيْلَم والخَزَر؟!!
فقالت: لا يُجْزِ عَنَّك ما ترى، فوالله إنَّ ذلك لعهد مِن رَسول الله(ص) إلى جَدِّك وأبيك وعمّك، ولقد أخذ الله ميثاق اُناسٍ مِن هذه الاُمّة لا تعرفهم فَراعِنَة هذه الاُمّة وهم معروفون في أهل السّماوات أنَّهم يجمعون هذه الأعضاء المُتَفَرّقَةَ فيُوارونَها وهذه الجُسومَ المُضَرَّجة، وينصبون لهذا الطّفّ عَلَماً لِقَبر أبيك سيّد الشُّهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رَسمُه على كرورِ اللّيالي والأيّام، وليجتهدنَّ أئمّة الكفر وأشياع الضّلالة في مَحْوِه وتطمِيسه فلا يزداد أثره إلاّ ظهوراً وأمره الاّ عُلوّاً.
فقلت: وما هذا العهد وما هذا الخبر؟!
فقالت: نَعَم، حدَّثتني اُمُّ أيمن أنَّ رسول الله(ص) زارَ منزل فاطمة في يوم من الأيّام فعملت له حريرة، وأتاه عليٌّ(ع) بطبق فيه تمرٌ، ثمَّ قالت اُمَّ أيمن: فأتيتهم بعُسٍّ(1) فيه لبن وزُبْد، فأكل رَسولُ الله(ص) وعليُّ وفاطمةُ والحسن والحسين(ع) من تلك الحريرة، وشرب رسول الله(ص) وشربوا من ذلك اللّبن، ثمَّ أكل وأكلوا من ذلك التَّمر والزُّبْد، ثمَّ غسل رسول الله(ص) يده وعلي يصبُّ عليه الماء، فلمّا فرغ من غسْل يده مسح وجهه، ثمَّ نظر إلى عليِّ وفاطمة والحسن والحسين نظراً عرفنا به السّرور في وجهه ثمّ رمق بطرْفه(2) نحو السّماء مليّاً، ثمَّ [أنّه] وجّه وجهه نحو القبلة وبسط يديه ودعا ثمّ خَرَّ ساجداً وهو ينشِج(3) فأطال النَّشوج(كذا) وعلا نحيبه وجرت دموعه، ثمَّ رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعُهُ تقطر كأنّها صوب المطر، فحَزنَت فاطمة وعليُّ والحسن والحسين(ع) وحزنتُ معهم لما رَأينا من رسول الله(ص) وهبناه أن نسأله حتّى إذا طال ذلك قال له عليُّ؛ وقالت له فاطمة: ما يُبكيك يا رَسول الله لا أبكى الله عَينيك فقد أقرح قلوبنا ما نَرى من حالك؟!
فقال: يا أخي سَرَرت بكم ـ وقال مُزاحِم بن عبدالوارث في حديثه ههنا: ـ فقال: يا حبيبي إنّي سَرَرت بكم سروراً ما سَرَرت مثله قطّ وإنّي لأنظر إليكم وأحمدُ الله علىُ نعمته عليَّ فيكم إذا هبط عليَّ جبرئيل(ع) فقال: يا محمّد إنَّ الله تبارك وتعالى اطّلع على ما في نفسِك وعرف سرورَك بأخيك وابنتك وسِبطيك فأكمل لك النِّعمة وهنَّأك العَطِيّة بأن جعلهم وذُرّيّاتهم ومحبِّيهم وشيعتهم مَعَكَ في الجنَّة لا يفرق بينك وبينهم يحبون كما نحبي(1) ويُعطون كما تعطى حتّى ترضى وفوق الرِّضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدُّنيا ومكاره تصيبهم بأيدي اُناس ينتحلون مِلّتك ويزعمون أنّهم من اُمّتك بُرَآء من الله ومنك خَبْطاً خَبْطاً(2) وقَتلاً قَتلاً، شتّى مَصارِعُهم، نائية قبورهم، خيرة من الله لهم ولك فيهم، فاحمدِ اللهَ عزَّوجَلَّ على خيرته وارضِ بقضائه.
فحمدتُ اللهَ ورَضيت بقضائه بما اختاره لكم، ثمَّ قال لي جبرئيل: يا محمّد إنَّ أخاك مُضطَهدٌ بعدَك مغلوبَ على اُمّتك متعوبُ من أعدائِك، ثمّ مقتول بعدَك يقتله أشرُّ الخلق والخَليقة، وأشقى البَريّة، يكون نظيرَ عاقِرِ النّاقة ببلد تكون إليه هِجرته وهو مَغرَسُ شيعته وشيعة ولده، وفيه على كلِّ حال يكثر بَلواهم ويعظم مُصابهم، وإنَّ سِبطَك هذا ـ وأومأ بيده إلى الحسين(ع) ـ مقتولٌ في عِصابة من ذُريّتك وأهل بيتك وأخيار من اُمّتك بضِفَّة الفرات(3) بأرض يقال لها: كربلاء(4)، مِن أجلِها يكثر الكَرْب والبَلاء على أعدائك وأعداء ذرِّيتك في اليوم الّذي لا ينقضي كَربُه، ولا تَفنى حَسرتُه، وهي أطيب بقاع الأرض(5)، وأعظمها حُرْمةً، يُقتَل فيها سِبْطُك وأهلُه، وأنّها مِن بَطحاء الجَنّة، فإذا كان ذلك اليَوم الَّذي يُقتَل فيه سِبطُك وأهلُه، وأحاطتْ به كَتائبُ أهل الكفر واللَّعنة، تَزَعْزَعَتِ الأرضُ مِن أقطارها ومادّتِ الجبالُ وكثر اضطرابها واصطفَقَتِ(1) البِحار بأمواجِها، وماجَتِ السّماوات بأهلها غضباً لك يا محمّد ولِذُرّيَّتك، واستعظاماً لما يُنْتَهك مِن حُرْمَتِك، ولشرّ ما تكافى به في ذرِّيّتك وعِترتك، ولا يبقى شَيءُ من ذلك إلاّ استأذن اللهَ عزَّوجَلَّ في نُصرةِ أهلك المستضعَفين المظلومين الّذين هم حُجّة الله على خَلقه بعدك فيوحي اللهُ إلى السَّماوات والأرض والجِبال والبَحار ومَن فيهنَّ:
أنّي أنا الله؛ الملِكُ القادِرُ الَّذي لا يَفوتُه هارٌ ولا يعجزه مُمتنعٌ وأنا أقدر فيه على الانتصار والانتقام، وعزَّتي وجَلالي لأُعذِّبنَّ مَن وَتر رسولي وصَفِيّي ؛ وانتَهكَ حُرمَتَه وقَتَلَ عترتَه ونبذَ عَهدَه وظَلَم أهل بَيْته(2) عذاباً لا اُعذِّبه أحداً من العالمينَ،
فعند ذلك يَضِجّ كلُّ شيء في السّماوات والأرضين بلَعن مَن ظَلَم عِترتَك واستحلَّ حُرمَتك، فإذا بَرزت تلك العِصابة إلى مضاجِعها تولّى الله عزَّوجلَّ قبض أرواحها بيده وهبط إلى الأرض ملائكة من السّماء السّابعة معهم آنِيةٌ من الياقوت والزُّمرُّد مملوءة من ماء الحياة وحُلَلٌ مِن حُلَلِ الجنّة وطيبٌ من طيب الجنّة، فغَسّلوا جثثهم بذلك الماء وألبسوها الحلل وحَنّطوها بذلك الطّيب، وصلَّت الملائكة صَفّاً صَفّاً عليهم، ثمَّ يبعث الله قَوماً من اُمّتك لا يَعرِفُهم الكُفّار لم يشركوا في تلك الدِّماء بقولٍ ولا فعلٍ ولا نِيّة، فيوارُون أجسامَهم ويقيمون رَسْماً لقبر سَيّد الشّهداء بتلك البطحاء يكون عَلَماً لأهل الحقّ، وسَبباً للمؤمنين إلى الفَوز وتحفّه ملائكة من كلِّ سماء مائة ألف ملك في كلِّ يوم وليلة، ويصلّون عليه ويطوفون عليه ويسبّحون الله عنده ويستغفرون الله لِمَن زارَه ويكتبون أسماءَ مَن يأتيه زائراً من اُمتك مُتقرّباً إلى الله تعالى وإليك بذلك، وأسماء آبائهم وعَشائرهم وبُلدانهم، ويوسِمون في وجوههم بِميسم(3) نور عرش اللهِ:
«هذا زائر قبر خَيرِ الشُّهداء وابن خيرِ الأنبياء»،
فإذا كان يوم القيامه سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار يدلُّ عليهم ويعرفون به، وكأنّي بك يامحمّد بيني وبين ميكائيل، وعليُّ أمامنا ومعنا من ملائكة اللهِ ما لا يُحصىُ عَددُهم، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتّى ينجيهم الله مِن هول ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زارَ قبرَك يا محمّد أو قبرَ أخيك أو قبرَ سِبطيك لا يريد به غيرَ اللهِ عزَّوجلَّ، وسَيجتهد(1) أناس ممّن حقّتْ عليهم اللّعنة مِن الله والسَّخَط أن يعفوا رَسْم ذلك القبر ويمحو أثره فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلاً. ثمَّ قال رسول الله(ص): فهذا أبكاني وأحْزَنني.
قالت زَينب: فلمّا ضرب ابن مُلْجم ـ لعنه الله ـ أبي(ع) ورأيت عليه أثَر الموت منه قلت له: يا أبة حدَّثتْني اُمُّ أيمن بكذا وكذا، وقد أحببت أن أسمعه منك، فقال: يا بنيّة الحديث كما حدَّثَتْك اُمُّ أيمن، وكأنّي بك وببنات أهلِك سبايا(2) بهذا البلد أذِلاّء خاشعين تخافون أن يَتَخَطّفكم النّاس ؛ فصبراً صَبراً، فوالَّذي فَلَق الحبَّة وبَرَءَ النَّسَمة ما لله على ظَهر الأرض يومئذٍ وليُّ غيرُكم وغيرُ مُحبّيكم وشيعتكم، ولقد قال لنا رَسول الله(ص) حين أخبرنا بهذا الخبر: أنَّ إبليس ـ لعنه الله ـ في ذلك اليوم يطِيرُ فَرحاً فيَجول الأرض كلّها بشياطينه وعَفارِيتِه فيقول:
يا معاشِرَ الشّياطين قد أدركنا مِن ذُريّة آدم الطّلبة وبلغنا في هَلاكهم الغاية وأورثناهم النّار إلاّ مَن اعتصَمَ بهذه العِصابة، فاجعلوا شغلكم بتشكيك النّاس فيهم وحملهم على عَداوتهم، وإغرائهم بهم وأوليائهم حتّى تستحكمـ[ـوا] ضَلالة الخلق وكفرهم، ولا ينجو منهم ناجٍ، ولقد صدق عليهم إبليس وهو كَذوب، أنّه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالِح ولا يضرّ مع محبّكم وموالاتكم ذَنبٌ غير الكبائر.
قال زائدة: ثمَّ قال عليُّ بن الحسين(ع) بعد أن حدَّثني بهذا الحديث: خذه إليك، أما لو ضربت في طلبه اباط الإبل حَولاً لكان قليلاً. (3)
أخوكم
منير الحزامي
كربلاء المشرفة
|
|
|
|
|