الكاتب: سعيد رشيد زميزم القسم: ما بعد كربلاء
للإمام الحسين (عليه السلام) منزلة كبيرة عند الباري (عزّ وجل) ورسوله (صلّى الله عليه وآله)، ولما كان الإمام الحسين (عليه السلام) يتمتع بهذه المنزلة العظيمة، فقد غضب العلي القدير على أولئك النفر الضالّ الّذين قاموا بفعلتهم المنكَرة، ألا وهي قتل الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد خسر الّذين قاموا بهذا العمل الخسيس في الدنيا والآخرة.
لقد أعطى الله (جلّ وعلا) الإمام الحسين (عليه السلام) مزيداً من الكرامات والمعجزات، ومن المعاجز التي منحها الله (جلّ وعلا) للرأس الشريف، نذكر هنا عدداً منها:
• المعجزة الأولى:
يقول ابن حجر المكّي الشافعي في كتابه (الصواعق المحرقة: 194) ما نصّه: لمّا جِيء برأس الإمام الحسين (عليه السلام) إلى دار عبيد الله بن زياد، سال حيطانها دماً.
• المعجزة الثانية:
جاء في كتاب (معالي السبطين للجويني الشافعي: 2 / 109) ما نصّه: إنّ عبيد الله بن زياد حمل الرأس الشريف على يديه وجعل ينظر إليه، فارتدعت يداه، فوضع الرأس على فخذه، فقطرت قطرة من الدم من نحره الشريف على ثوبه فحرقه، حتى إذا وصل إلى فخذه جرحه، وصار جرحاً منكراً، عالجه فلم يتعالج، حتى ازداد نتناً وعفونة، ولم يزل يحمل معه المسك لإخفاء تلك العفونة حتى هلك.
• المعجزة الثالثة:
جاء في كتاب (رأس الحسين (عليه السلام) من الشهادة الى الدفن لحسين النصراوي: 27) ما نصّه: أمر عبيد الله بن زياد أن يُنصب الرأس الطاهر على خشبة لكي يصلب عليها الرأس الطاهر، ولما نصب الرأس تنحنح وقرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ (سورة الكهف: 13).
• المعجزة الرابعة:
جاء في كتاب (الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 117): لمّا أصبح عبيد الله بن زياد بعث برأس الحسين (عليه السلام)، فدير به في سكك الكوفة كلّها وقبائلها، فرُوي عن زيد بن أرقم أنه مرّ به وهو على الرمح، فسمع الرأسَ يقرأ: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَباً﴾ (سورة الكهف: 9).
• المعجزة الخامسة:
جاء في كتاب (مقتل الحسين (عليه السلام) للسيّد المقرم: 355): إنّ رسول قيصر كان عند يزيد بن معاوية، فلمّا رأى الرأس المقدس قام إليه وقبّله، الأمر الّذي أغضب يزيد فأمر بقتله، وعندما قُتل هذا الرجل سمع الجالسون صوتاً عالياً من الرأس الشريف وهو يقول: «لاحول ولا قوّة إلّا بالله».
• المعجزة السادسة:
جاء في موسوعة (بحار الأنوار للعلّامة المجلسي: 45 / 188): عن المنهال بن عمرو: رأيتُ رأس الحسين في دمشق على رمح وأمامه رجل يقرأ سورة الكهف، حتى إذا بلغ إلى قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَباً﴾، نطق الرأسُ بلسان فصيح: «أعجَبُ من أصحاب الكهف قتلي وحملي»!
وجاء أيضاً في كتاب (مقتل الحسين (عليه السلام): 322): لمّا صلب الرأس المطهر على شجرة، قرأ: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ (سورة الشعراء: 227).
• المعجزة السابعة:
جاء عن هلال بن معاوية أنّه شاهد رجلاً يحمل رأس الحسين (عليه السلام) والرأس يخاطبه: «فرّقتَ بين رأسي وبدني، فرّق الله بين لحمك وعظمك، وجعلك الله آية ونكالاً للعالَمين»، فرفع السوطَ وأخذ يضرب الرأس الشريف حتى سكت (مقتل الحسين (عليه السلام) للمقرّم: 332).
• المعجزة الثامنة:
جاء في (أخبار الدول وآثار الأُوَل للقرماني: 108): في بعض المنازل وضعوا الرأس المطهّر وجعلوا يشربون، فلم يشعر القوم إلّا وقد انشقّ الجدار وظهرت كفٌّ كتبت سطراً عليه:
• المعجزة التاسعة:
جاء في (الصواعق المحرقة لابن حجر المكّي الهيتمي الشافعي: 119): كان الحرّاس على الرأس الشريف نزلوا منزلاً ووضعوا الرأس الشريف على الرمح، فرآه راهب في دَير، فسأل عن الرأس فعرّفوه، فقال: هل لكم في عشرة آلاف دينار ويبيت عندي الرأس؟ فقالوا: نعم، فأخذه وغسله وطيّبه، ثم أسلم، لأنه رأى نوراً ساطعاً من الرأس الى السماء.
• المعجزة العاشرة:
جاء في كتاب (قضية الرأس المقدس للسيّد كاظم النقيب: 17): إنّ الرؤوس عندما كانت على الرماح وقد تنزلت على باب قصر الإمارة، كانت شفتا الحسين (عليه السلام) تتحركان، وهو يقرأ القرآن الكريم ويقول: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ (سورة إبراهيم: 42).
• المعجزة الحادية عشر:
جاء في كتاب (مقتل الحسين (عليه السلام) للمقرّم: 332): يحدّث ابن وكيدة أنه سمع رأس الحسين (عليه السلام) يقرأ سورة الكهف، فشكّ في أنه صوته أو صوت غيره، فترك (عليه السلام) القراءة والتفت اليه يخاطبه: «يا ابن وكيدة، أما علمتَ أنّا معشرَ الأئمة أحياءٌ عند ربّهم يُرزَقون؟!»، فعزم على أن يسرق الرأس ويدفنه، وإذا بالخطاب من الرأس المقدس: «يا ابن وكيدة! ليس إلى ذلك سبيل، إنّ سَفْكَهم دمي أعظم عند الله من تَسْييري على الرمح، فذرهم ﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ﴾ (سورة غافر: 70 و71).