العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العام

المنتدى العام المنتدى مخصص للأمور العامة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الشيخ علي محمد حايك
عضو جديد
رقم العضوية : 64604
الإنتساب : Mar 2011
المشاركات : 65
بمعدل : 0.01 يوميا

الشيخ علي محمد حايك غير متصل

 عرض البوم صور الشيخ علي محمد حايك

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى العام
افتراضي المؤمن قوَّال عمَّال
قديم بتاريخ : 08-12-2012 الساعة : 09:02 AM


بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (الصف2،3)
قيل في سبب نزول هذه الآية: إن جماعة من المؤمنين من الأنصار قالوا : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه ، فأنزل الله تعالى : ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله ) يعني في طاعته ( صفا كأنهم بنيان مرصوص ) [ آية : 4 ] يعني ملتصق بعضه في بعض في الصف ، فأخبرهم الله بأحب الأعمال إليه بعد الإيمان فكرهوا القتال ، فوعظهم الله وأدبهم ، فقال : ( لم تقولون ما لا تفعلون )
وقد وصف المؤمن في الرواية عن الصادق عن علي عليهما السلام بأنه ( قوال عمال عالم حازم ) أي كثير القول في أمور الدين وهداية الخلق وكثير العمل لما بعد الموت لأن مخالفة القول للعمل عند الخلق قبيح وعند الله أقبح ولذلك عاتب بقوله ...الاية
قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان ج 19 ص 249 : المقت البغض الشديد ، والآية في مقام التعليل لمضمون الآية السابقة فهو تعالى يبغض من الإنسان أن يقول ما لا يفعله لأنه من النفاق ، وأن يقول الإنسان ما لا يفعله غير أن لا يفعل ما يقوله، فالأول من النفاق، والثاني من ضعف الإرادة ووهن العزم وهو رذيلة منافية لسعادة النفس الإنسانية فإن الله بنى سعادة النفس الإنسانية على فعل الخير واكتساب الحسنة من طريق الاختيار ومفتاحه العزم والإرادة ، ولا تأثير إلا للراسخ من العزم والإرادة ، وتخلف الفعل عن القول معلول وهن العزم وضعف الإرادة ولا يرجى للإنسان مع ذلك خير ولا سعادة .
وتوضيح ذلك أن الإنسان الذي يقول شيئا لم يقرر إنجازه منذ البداية هو على شعبة من النفاق ، أما إذا قرر القيام بعمل ما ثم تركه تهاونا فهذا دليل ضعف الإرادة والعزم القلبي.
ومفهوم الآية يشمل كل تخلف عن عمد، سواء تعلق بنقض العهود والوعود أو غير ذلك من الشؤون، حتى أن البعض قال : إنها تشمل حتى النذور .
ضعف الإرادة والعزم القلبي
وظاهرة ضعف الإيمان منتشرة انتشارا واسعا بين المؤمنين، وذلك لتلوث القلب السليم الذي جعله الله ظرفا ومحلا للإيمان،حيث ترى عددا من الناس يظهر ما في مكنونه بعبارات شتى : " أحس بقسوة في قلبي " " لا أجد لذة للعبادات " " أشعر أن إيماني في الحضيض " ، " لا أتأثر بقراءة القرآن " ، " أقع في المعصية بسهولة "
وموضوع القلوب موضوع حساس ومهم ، وقد سمي القلب قلباً لسرعة تقلبه روي عن النبي صلى الله عليه وآله: ( إنما القلب من تقلبه ، إنما مثل القلب كمثل ريشة معلقة في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن )
وقد وصف القلب على لسان النبي صلى الله عليه وآله تارة بأنه شديد التقلب وأخرى بأنه سريع التقلب حيث قال (صلى الله عليه وآله) : ( لقلب ابن آدم أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً ) وعنه (صلى الله عليه وآله) ( أشد تقلباً من القدر إذا اجتمعت غلياناً )
وحيث ( أن الله يحول بين المرء وقلبه ) وأنه لن ينجو يوم القيامة ( إلا من أتى الله بقلب سليم ) وأن الويل ( للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) وأن الوعد بالجنة لـ ( من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ) كان لابد للمؤمن أن يتحسس قلبه ويعرف مكمن الداء وسبب المرض ويشرع في العلاج قبل أن يطغى عليه الرين فيهلك والأمر عظيم والشأن خطير فإن الله قد حذرنا من القلب القاسي والمقفل والمريض والأعمى والأغلف والمنكوس والمطبوع المختوم عليه
ومن الواضح أن قسوة القلب وخشونته دليل على ضعف الإيمان: حتى ليحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجراً صلداً لا يترشح منه شيء ولا يتأثر بشيء ، والله جل وعلا يقول : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) البقرة /74 ، وصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه المواعظ حتى موعظة الموت والتي هي أبلغها فلا يتأثر برؤية الأموات ولا الجنائز ، وربما حمل الجنازة بنفسه وواراها بالتراب من دون أن يضفي عليه الموت هيبته
الآية وخلف الوعد
ففي نهج البلاغة (الخلف يوجب المقت عند الله وعند الناس) ثم تلا الآية وقد أستدل على حرمة خلف الوعد بهذه الآية وقيل في وجهه:كبر مقتا عند الله أن تعِدوا من أنفسكم ما لا تفون به ، وقد استشهد الإمام ( عليه السلام ) بهذه الآية أيضا على ذلك في بعض الروايات،
ففي حسنة هشام بن سالم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له ، فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض ; وذلك قوله تعالى، وذكر الآية
الآية والكذب
من وجوه تفسير الآية:أن يتكلم الإنسان بالأقاويل الكاذبة، بأن يخبر عن أشياء مع علمه بكذبها وعدم موافقتها للواقع ونفس الأمر ، فإن هذا حرام بضرورة الإسلام.
الآية والنهي عن المنكر مع عدم التناهي
ذكر السيد الخوئي في مصباح الفقاهة : أن الاية من موارد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بأن يأمر الناس بالمعروف ويتركه هو ، وينهاهم عن المنكر ويرتكبه ، وهذا هو الظاهر من الآية ومن الطبرسي في تفسيرها. وعليه فشأن الآية شأن قوله تعالى أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )، وهذا حرام بالضرورة ، بل هو أقوى من الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف بالقول لكونه ترويجا للباطل بالعمل ، ومن البديهي أن تأثيره في الترويج أقوى من تأثير القول فيه .
وعن البهائي رحمه الله في أربعينه عن بعض العلماء : أنه لا يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بعد كون الآمر والناهي متجنبا عن المحرمات وعدلا ، لقوله تعالى: " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " وقوله تعالى: " لم تقولون ما لا تفعلون " وقوله تعالى : " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "
وقول الصادق عليه السلام في خبر محمد بن عمر المروي عن الخصال وعن روضة الواعظين : " إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال : عامل بما يأمر به ، تارك لما ينهى عنه
وقول أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة : "وأمروا بالمعروف وائتمروا به ، وانهوا عن المنكر وانتهوا عنه ، وإنما أمرنا بالنهي بعد التناهي"
والحمد لله رب العالمين

من مواضيع : الشيخ علي محمد حايك 0 بحث في الاجزاء
0 ملامح السفياني
0 سبعة حقوق واجبة
0 اهتمام الامام علي عليه السلام الحاكم بمراقبة السوق
0 ما للعب خلقتا
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 05:30 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية