|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,405
|
بمعدل : 1.61 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
جـــدران / خاآصة بمسابقة التنمية البشرية
بتاريخ : 05-11-2012 الساعة : 01:15 AM
{جدران}
مر في باله ان يكتب قصة فاحتار عن اي شي يكتب اي اسطر او كلمات يمكن ان تبني ما بناه في عقله وقلبه اي حروف يمكن ان تنسج لوحة نورانية يهتدي بها من من بعده او من كان معه فتاه بين هذه وهذه تتلاطمه امواج الحيرة اعلى واسفل وكأن الموج العالي يخنقه يحوطه من كل مكان فلا مجال للهروب الأ الى قيعان مظلمة تربطه بحبال اختناق سوداء الى قاع المحيط فبات على راسه ما هو اثقل من الجبال وقادته ايدي الياس الى سجون القنوط ومطاميرها مقيد بسلاسل العجز الى جدران الفشل مكبل باصفاد الهموم ورجلاه ممتدتان الى كهوف الثعابين والحيات تلدغه كل حين فلا يملك الا الصراخ خارت قواه يوما بعد يوم حتى نسي شيئا اسمه الامل او المحاولة او التفكير او النجاح او الهمة والنشاط او حتى امنية بالنجاة ومر عام بعد عام وعلا الشيب راسه وانسدل الحاجب على العين وتيبست الشفاه وازبد الفاه وخارت قواه وخوى عظمه وبدا الرجيف يحتل جسده يوما بعد يوم وكان الضعف عدو لا قبل به لا اليوم لا غدا ولا بعد الف الف عام وعلت ابواق الاعادي في كل مكان تعزف معزوفه هزيمته النكراء تقتلع اشجار الزيتون من بلده وتغرس الفجور والمجون وتقتلع خضار دنياه وتزرع دمارها الذي يتبدل بسمات الاطفال بصراخ وعويل وما بقي له من صديق سوى الاه الممتدة بطول الزمان
واستمرت رحلة التيهان اعواما واعواما بل حتى الاعوام تاهت وتاه معه صراع الليل والنهار الابدي فكل ما يراه مستعمر اسود مظلم حجب عنه النور فصار اعمى يبصر ولا يبصر وفي خضم هذا التيهان والياس اهتز كيانه باهتزاز اغصان شجرة معمرة لا تزال مخضرة في قلبه ما قدروا ان يقلعوها مغروسة في ارض القلب حتى اللباب يحميها الفؤاد واضلع الصدر كلما مر العمر نمت واخضرت وتشبثت بارض القلب والنبض اعمق واعمق تنجيه من هلاك وغرق
فتساقط ثمر الشجرة في انهار الشريان نحو بحور الحياة الى محيطات الايمان واليقين فعلا غمامه في سماه وامطر بالغوث فتفتحت عيناه لاول مرة كانما الطفل المولود حين تصد عيناه بانوار دنياه قال مخاطبا يا نفس هلم معي الى قتال الى حرب لا هوادة فيها الى صراع مرير يحررنا من ثقل الجبال الكاهل على الصدر ويكسر القيد ويحطم الزنازين فاجبته النفس لا والف لا اذهب انت وربك فقاتلا اني ها هنا قاعدة
فقال اني ذاهب ان لي ربا يحميني ومع تلك الكلمات اخذ تساقط يزداد بشكل يكاد يكون لامتناهي لتغذي جسد الطاقة وتنعش نفس القدرة وتنمي تفكير العقل ويعلوا الايمان واليقين
فعادت قواه الى موطنها بعد رحيل وهجران
جر يمينه القابعة في بطون الحيات والعرابيد ما استجابت
فنادته نفسه الم اخبرك بالا تحاول زاده كلام النفس اصرارا جرها مرة اخرى واخرى واخرى واخرى والنفس تثبط من عزيمته وهو يزداد والشجرة تغذيه مع كل جرة وجرة حتى بدات رجله تمزق بطون الحيات والعرابيد ومعها تتمزق خرسانة الزنزانة وبدا صوت النفس يخفت قليلا قليلا حتى كانه اختفى فما عاد يبالي بها وكل همه ان يحطم ارض الزنزانة ولا يدري اي وقت مضى حتى استسلمت تلك الخرسانة الى ارادته فتحررت رجله اليمنى فاليسرى
حاول ان يرفع راسه ما قدر وثقل الجبال الجاثم على كتفيه وراسه والمقلد الى صدره منعه
فاحتاج يمينه وشماله ليعيناه ضم قبضته وعض على اسنانه كانما بركان يغلي في داخله فتطايرت حممه الملتهبة الحمراء الى سلاسل قيده فذوبتها ومع تحرر يديه كاد ان يقع على الارض فانثنت ركبتاه فهو لم يقف منذ قرون فتلقت يمينه وشماله الارض يحميان وجهه وراسه وصدره والشجرة تلقي بثمارها اللامتناهيه تعينه على حمل ثقله حاول النهوض مرة ومرتين وثلاث ومع كل محاولة يتناقص الثقل شيئا فشيئا الى ان وقف تماما شامخا جبلا
نادت نفسه استرح فقد تعبت استرح وبعد قليل نحاول استرح فلا طاقة لك اليوم استرح وانا بعد قليل اعينك فقال لا اني ذاهب الى ربي سيهدين
فقال لا يا نفس
ان آفة العبادة هي الفترة ولا فترة ولا سكوت ولا لحظة
ضم اصابعة الى معول الارادة وهب الى تحطيم جدران الزنزانه فجدران السجن جدار بعد جدار وكل جدار اعلى واعرض واطول من سابقه حتى وصل الى اخر جدار وكان ذاك الجدار عاليا بعلو الجبال من الفولاذ عريض ضرب ضربة علا لها صوت لا تحاول ورجع صداه حاول تحرر فصار الصوت والصدى متصارعين مع كل ضربة حتى بدا الجدار يتطرر زاد عزمه صارت ضرباته اقوى واسرع فتساقط بعض قطع الفولاذ دبت الروح اكثر واكثر في اوصاله واصابعه القابضة على معول الحرية واخذ العرق يتصبب على عينيه ووجهه فما اكترث كل همه ان يرى بصيص امل بعد هذا الجدار الجاثم على صدر حريته وكرامته وانسانيته فنادى يا الله اعني اعني يا الله ومع هذا النداء اغمض عينيه من شدة النور الذي لم يره منذ سنين او قرون نتيجة لتحطم الجدار فانسال سيل النور كالماء اذا ما حطم سدا عملاقا
فتح ذراعيه ليحضن نسيم الحرية هواء الارادة نور الامل ضياء الكرامة وعبير الكرامة
تعب هو هل لي بساعة نوم .. لا فان الاعادي تحتل ارضك حررها استل سيفك اركب خيلك وحرر ارضك من مستعمر طالما سرق رزقك وقوت عيالك واحرق ارضك وحولها الى جرداء لا خضر ولا ماء مرتع للشيطان يهان بها الانسان ويذبح على غير قبلة الحيوان
فصاح يا نفس هوني يا نفس هوني يا نفس هوني
ولا عيش مع عدو يحتل ارضي قلاعي وحصوني
فاهتزت الارض لصيحاته لترتجف معها اوصال الاعادي وتتكسر راياتها ولتقطع رقابهم بسيف الحمد والعبوديه لله عز وجل حتى تحررت كل ارضه وبلده وموطنه
مر اربعين يوم عمر ارضه وزرع نبته وكرى انهاره وبنى قلاعه وحصونه وبيوتاته
فصاحت نفسه يا هذا
كسرت قيد ارجلك
وحطمت سلاسل يدك
وفلشت جدار زنزانتك
وحررت ارضك من عدوك
فما اكتفيت وعدت وعمرت بلدك وموطنك
وعاد حولك كل اهلك وولدك وربعك وجيرتك وعشيرتك
اما ان ان تستريح
قال لا يا نفس
حتى ابني جدرانا تحميني اعليها انميها اكثرها كل يوم
سالته النفس بين لي يا هذا
قال
انما الافاعي والحيتان التي قيدت رجلي عجزي وكسلي
وسلاسل يمناي وشمالي خنوعي واستسلامي وجبني
وثقلي الذي على راسي وصدر وكتفي همومي وفشلي
وزنزانتي اياسي وقنوطي وخوفي وطمعي
والجدران هي شياطيني تحوطني بكل جدار ذميم من كل مكان تبعدني عن النور بالظلام
واما عدوي فهي الاخلاق المذمومة والكريهة والبغيضة
وان لي ان ابني جدرانا من النور تحميني من كل ذي وذي تطرد عني شياطني فلا يقدر عدو لي ان يقترب من حدودي المتزايدة كل يوم ولا يقدر الظلام ان يحجب النور عن عيوني فابقى محميا طوال دهري وسنيني
جدار امل وجدار عمل
جدار توكل وجدار ايمان وجدار عبودية
جدار الشجاعة وجدار الكرم وجدارة لين وسماحة
جدار الطيب وجدار الخلق الكريم
وجدار اليقين وجدار الحب
وجدار ........
وجدار.............
وجدار...................
والف جدار وجدار
سكتت النفس
ثم عادت
يا هذا
وما ذاك الجدار الفولاذي بعلو الجبل
قلت يا نفس هو انت انت لا غيرك
قالت كيف
قلت اعدى اعدائك نفسك التي بين جنبيك
وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي
سكت النفس طويلا مفكرة ثم نطقت
وما تلك الشجرة التي لم تستطع الاعادي ان يقتلعوها من قلبك
قال يا نفس هي هي شجرة نورانية تجلي الظلم هي شجرة حب محمد وال محمد تثمر في كل الاوقات ولا ينتهي ثمرها مدى الدهر ما قدروا على قطعها ولا حرقها ولا طمها ولا قلعها
صغيرة هي تلك الشجرة بكبر الكون بل اكبر
مشؤوم شقي من قلعها بنفسه من نفسه ملعون
سعيد غير محزون من سقته ونمته وكبيرته وروته و...
ما خاب من تمسك بها وباصلها وفرعها
هي شجرة تؤتي أكلها كل حين
|
التعديل الأخير تم بواسطة نورالنجف ; 07-11-2012 الساعة 09:06 PM.
|
|
|
|
|