صُنع في هوليود ( أمريكا ) ... ج4
وبدأ الصراع بعدها بحدة وحرفية الحواس والجـــــــــــوارح وحُـــــسن الخلاص والتخلص
والحرب خدعة ؛ وكل شيء مباح وفق فقه وشـــــــــــــرع الأنا ؛ في مدينــــة ٍ باردة لا
بد أن يدفيء أحدهم نفسه ويفرك يديه ويضعهما في جيب معطــــــــــفه في المطعم
أو البارأو النادي أو أي مكان يجتمع فيه أهل الحوار المتبادل والمستهلك للصرفيات وبتقية
وإذا ماكانت المدينة تتصف بالدفء فيلوذ الشاب والرجل الكبير في المتنزهات والحدائق
والركض أحيانا ليروضا العظام والعضلات على هضم مقتنيات الليل والنهار ومتاعب السهر.
وفي جزر تطل على البحار ترسخ فكرة التمتع بصيف حار ٍ ولطيف .
افترق الشاب والرجل الكبير بعد أن تمكنا من الإنزواء في أحياء المدن بعيدا ًعـــــــن حمة
التصارع والجدل ؛ وبلحظة ٍ ما قبل ماكان يستحوذان عليه في عاصمة الشيطان الأكبركما
كان يحلو للرجل الكبير أن يتفوه دائما القسمة على اثنين ؛ أما كيف تمكنا من الحفاظ
على سرهما بموقع المسدس الأسود والأوراق النقدية ؛ فهو من البساطة بمكان أن
يحرر الرجل الكبير كلمات ممزوجة بسحر تراث متأصل .
وصلا في حبكة معينة وزمان ضاغط آخر إلى عاصمة دولة المقدسات وأخذ كل منهما
قبضة من تراب بكيفه وألزقها ناحية الأنف كي يشمها؛ رغم أنهما لم يتصاحبا في سفرة
الإياب
صُنع في هوليود ( أمريكا ) ... ج5
في المسجد الكبير في العاصمة أم المصلين وقرأ لهم بعد الصلاة دعاء ًمشهورا ً
من ثم بقي في المسجد يقرأ القرآن الكريم حتى طلوع الشمس وكان حواليه
رفقة من ملائكة الأرض الحارسين ببذلة وربطة عنق تحضروا للمسير لأن الرجل
الكبير قام من مجلسه متوجها لمركبته والتي يتبعها صف طويل مشابه .
بدأت حملة السير تذرع الشوارع بسرعة لاهبة ولاهثة لكنها توقفت عند تقاطع
للطرق ... كانت تتصارع فيه حملات السير للمركبات بما يطلق عليه مواكب .
ما أحدث ضوضاءا ً ومترافقا ًمع أصوات صفير المركبات إختلط بتحليق الطائرات
مع ضجة تراطن أصوات ملائكة الحراسة بهكذا إزدحام معطل وتنسيق ضائع .
أخبروه بعدم تمكنهم من الحركه ورجوه أن لايعكر صفوه بهذه الأمور وللخروج من
تلك المسألة فتحوا له جهاز التلفاز اللاقط المطور بالمركبة ؛ وبعد تقلب وتقليب
للأحداث المرئية كان الخبر ...القبض على عجوز تقتل ابنها الشاب بوحشية في ليلة
فائتة شاهدها الرجل الكبير وسمعها تقول وهي تنفش شعرها محمرة العينين
تائهة ترمق السماء بناظرها..(( أخبرني بسره العظيم لقد كان يصرف علي من الحرام
لقد عاد لي كي يكسي لحمي ويملأ بطني من مال عجوز مثلي جارة له مؤمنة
بشبابه طالبة لغوثه ...لقد عاد كي يفسد دينه وديني ويتلف عقله بأكوام المال بعد
أن كان موعودا ًبتوسيعه وتنقيته للمستقبل ...)) .
كل هذا لم يثره أو يشغل باله أو حتى يسجل تحركا ًما في جوارحه ، لكن صورة هذا الشاب
جعلته ينتفض ويحدق بذهول مع بدأ سير الموكب نحو وجهته الجديدة...