بسمه تعالى
يقول ابن تيمية مستشهداً بهذه الآية الكريمة : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }
بأن الله جعل لأبو بكر و عمر وداً في قلوب كل المسلمين ...
منهاج السنة النبوية - ابن تيمية - الجزء السابع الصفحة 99 - 100 ( الشاملة )
الرابع: أن الله قد اخبر انه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات ودا و هذا وعد منه صادق و معلوم أن الله قد جعل للصحابة مودة في قلب كل مسلم لا سيما الخلفاء رضي الله عنهم لا سيما أبو بكر و عمر فان عامة الصحابة و التابعين كانوا يودونهما و كانوا خير القرون و لم يكن كذلك علي فان كثيرا من الصحابة و التابعين كانوا يبغضونه
و يسبونه و يقاتلونه و أبو بكر و عمر رضي الله عنهما قد ابغضهما و سبهما الرافضة و النصيرية و الغالية و الإسماعيلية لكن معلوم أن الذين احبوا دينك أفضل و أكثر و أن الذين ابغضوهما ابعد عن الإسلام و اقل بخلاف علي فان الذين ابغضوه و قاتلوه هم خير من الذين ابغضوا أبا بكر و عمر بل شيعة عثمان الذين يحبونه و يبغضون عليا وان كانوا مبتدعين ظالمين فشيعة علي الذين يحبونه و يبغضون عثمان انقص منهم علما و دينا و أكثر جهلا و ظلما فعلم أن المودة التي جعلت للثلاثة أعظم و إذا قيل علي قد ادعيت فيه الاهية و النبوة قيل قد كفرته الخوارج كلها و أبغضته المروانية و هؤلاء خير من الرافضة الذين يسبون أبا بكر و عمر رضي الله عنهما فضلا عن الغالية.
___________________________________
و أقول تعليقاً عل هذا الكلام :
المودة التي أوصى بها رسول الله و أمر بها الله تعالى هي مودة أهل البيت و الامام علي منهم ...
{ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }
1 - ابن تيمية بقوله هذا أوقع نفسه و كل من يتبنى رأيه في ورطة فقوله هذا يعني أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ليس من الذين آمنوا و عملوا الصالحات لأنه استثناه من الآية بنفي محبة المسلمين له و هذا عين النصب و الحقد و البغض لمزلزل عروش الكفار و المنافقين الكرار ...
2 - على ماذا استند ابن تيمية ليخص أبو بكر و عمر و غيرهم بالآية و اخراج أمير المؤمنين علي منها ..؟؟
و عد الله حق و لا نقاش بذلك و عندما يقول شيئاً فهو حق و سيحدث بلا ريب ..
فلماذا لم يتحقق هذا الوعد بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ..؟؟
الجواب :
لابد من وجود خلل بين الطرفين : الذين أمنوا و عملوا الصالحات - و بين - المسلمين
أي عاقل سليم القلب سيضع الخلل في المسلمين الذين أبغضوا صحابي كبير من صحابة رسول الله ..
لكن ابن تيمية جعل هذا الخلل بأمير المؤمنين علي عليه السلام و ليس من يبغضونه بل إن اين تيمية مدحهم و فضلهم على غيرهم ...!!!!
3 - هل غفل ابن تيمية عن قول رسول الله للأمام علي :
صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر
113 78 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ . انتهى
فالميزان هو حب علي عليه السلام و العلامة على الإيمان و النفاق و هذا متطابق مع الآية التي استشهد بها الناصبي ابن تيمية ..
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا }
4 - على ماذا استند ابن تيمية في حكمه على أن شيعة عثمان المبغضين للإمام علي عليه السلام أفضل من شيعة الامام علي ... ؟؟
إن كان كلاهما يسبون ( الصحابة ) ..؟؟!!
5 - من أين لابن تيمية هذا الميزان الأعوج الذي وزن به الأمور فجعل من يبغض عثمان و أبو بكر و عمر أفضل ممن يبغض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ..؟؟
فعلى حكم أهل السنة كلا الطرفين اجتهدا و لهما أجر ...!!!
5 - رسول الله يقول من كنت مولاه فعلي مولاه .. فإذا قال السنة أن الولاية هنا هي المحبة
فهذا يعني أمر مباشر من رسول الله بمحبة الامام علي
فكيف أخرج ابن تيمية الامام علي من الآية ..؟؟
و هل أحبوه الصحابة فعلاً ,,.؟؟
~ كربلائية حسينية ~