في بحار الأنوار مسندا عن أنس بن مالك:
قال خرجت مع رسول الله (ص) نتماشى حتى انتهينا الى البقيع فإذا نحن بسدرة عارية لا نبات
عليها فجلس رسول الله (ص): تحتها فأورقت الشجرة وأثمرت وأظلت على رسول الله (ص)
فتبسم (ص) وقال يا أنس ادع لي عليا فغدوت حتى انتهيت الى منزل فاطمة فإذا أنا
بعلي بن أبي طالب " ع " يتناول شيئا من الطعام، فقلت اجب رسول الله، فقال لخير ادعى
فقلت الله ورسوله أعلم، قال فجعل علي " ع " يمشي ويهرول على أطراف أنامله حتى مثل
بين يدي رسول الله (ص) فجذبه رسول الله وأجلسه الى جنبه فرأيتهما يتحدثان ويضحكان
ورأيت وجه علي قد استنار فإذا أنا بجام من ذهب مرصع بالياقوت والجوهر وللجام أربعة
أركان على كل ركن منه مكتوب الاول:
لا إله إلا الله محمد رسول الله،
وعلى الركن الثاني
لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب ولي الله وسيفه على الناكثين والقاسطين والمارقين،
وعلى الركن الثالث
لا إله إلا الله محمد رسول الله ايدته بعلي بن أبي طالب،
وعلى الركن الرابع
نجى المعتقدون لدين الله والموالون لأهل بيت رسول الله،
وإذا في الجام رطب وعنب ولم يكن أوانهما فجعل رسول الله (ص) يأكل ويطعم عليا حتى إذا
شبعا ارتفع الجام فقال لي رسول الله يا أنس أترى هذه السدرة ؟
قلت نعم قال (ص):
قعد تحتها ثلاثمائة وثلاث عشر نبيا وثلاث مائة وصيا
ما في النبيين نبي اوجه مني
ولا في الوصيين وصي اوجه من علي بن أبي طالب " ع "
يا أنس من أراد ان ينظر الى آدم في علمه
والى إبراهيم في وقاره
والى سليمان في قضائه
والى يحيى في زهده
والى ايوب في صبره
والى اسماعيل في صدقه
فلينظر الى علي بن أبي طالب،
يا أنس ما من نبي إلا وقد خصه الله بوزيره وقد خصني الله تبارك وتعالى بأربعة
اثنين في السماء
واثنين في الأرض
فأما اللذان في السماء فجبرئيل وميكائيل
واما اللذان في الأرض
فعلي بن أبي طالب وعمي حمزة
نسالكم الدعاء.