بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
حذاري حذاري من لدغ الثعابين
=================
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واححلل عقدة من لساني يفقه قولي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ خلق الله تعالى روحي لاسمائه الحسنى الفدى الانسان
خلق وركب فيه مجموعة من الاعضاء التي يستعين فيها
على مهمته التي خلق من أجلها
وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون
الذاريات - 56
إذن هذه هي مهمة الإنسان التي خلق لأجلها
العبادة
وهذه العبادة تتطلب أن تتظافر عدة عوامل للقيام بها
منها ماهو ذاتي ويختص ببدن الإنسان كأعضائه التي
ترتبت عليها بعض العبادات ومنها خارجي لاعلاقة لنا به هنا في هذا البحث المتواضع
اللسان
هو أحد اعضاء الإنسان المهمة التي تقع عليه مهمة عبادية غاية في الأهمية ويكاد أن يكون هو السائق
والقائد لبقية الأعضاء الداخلة في المسيرة العبادية
جآء في الحديث الشريف
لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه , ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه -- فمن استطاع أن يلقى الله تعالى وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم سليم اللسان من أعراضهم فليفعل
وقال
صلى الله عليه وآله وسلم
إذا اصبح ابن آدم أصبحت الأعضاء كلها تستكفي
اللسان أي تقول :
إتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا , وإن اعوججت
اعوججنا
إذن
هنا مكمن خطر الإنسان وهنا أول موارد حتفه
هذا العضو الصغير في الحسبان والعظيم في الميزان
به ندخل الجنان
و
به ندخل النيران
به
نستطيع أن نصطف مع الملائكة المقربين
الشاب قاريء القرآن عند الله خير من جبرائيل
سيد الملائكة
وبه
نتسافل حتى نكون أسفل السافلين
ثم رددناه أسفل سافلين
به
ممكن أن نكون خيار خلق الله أجمعين
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون
وبه
ممكن أن تلعننا حتى المردة والشياطين
كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني اخاف الله رب العالمين
كل هذه الخيارات متروكة لنا نختار منها مانشاء
فإن دخلنا الجنة فبما اخترناه من طرق الوصول الصحيحة للسلوك الى رضوانه سبحانه وتعالى
ومما لاشك فيه إن من اللسان تتفرع أغلب العبادات التي نتقرب بها الى الله تعالى ونسلك فيها رضوانه
فالصلاة- والذكر - والدعاء-والصلاة على محمد وآله-والحمد - والشكر - وتلاوة القرآن-والكلمة الطيبة-ومواساة الأخوان-والأمر بالمعروف - والنهي عن المنكر -والوعظ - والدعوة الى الله تعالى-وأكتساب الفضائل- ونشر الألفة والمحبة
وكثير هي تلك العبادات التي يلعب اللسان فيها الدور الرئيسي والتي من خلالها نكتسب الجنان نتيجة تلك الاعمال
عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام
إذا كان يوم القيامةنادى مناد :
ليقم أهل الفضل , فيقوم أناس من الناس فيقال لهم :
انطلقوا إلى الجنة , فتتلقاهم الملائكة فيقولون لهم إلى أين ؟
فيقولون لهم إلى الجنة , قالوا : قبل الحساب ؟
قالوا : نعم
قالوا : ومن أنتم ؟
قالوا نحن أهل الفضل
قالوا : وما كان فضلكم ؟
قالوا : كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا أسيء ألينا غفرنا
قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين
ثم ينادي مناد ايضا :
ليقم أهل الصبر, فيقوم أناس من الناس فيقال لهم:
انطلقوا إلى الجنة , فتتلقاهم الملائكة فيقولون لهم مثل ذلك فيقولون : نحن أهل الصبر
فيقال لهم : وما صبركم ؟
فيقولون :صبرنا انفسنا على طاعة الله وصبرنا أنفسنا عن معصية الله , فيقولون لهم :
ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين
ثم يناد مناد : ليقم جيران الله في داره !!!
فيقوم أناس من الناس وهم قليل فيقال لهم :
انطلقوا الى الجنة , فتتلقاهم الملائكة فتقول لهم مثل ذلك : وبما جاورتم الله في داره ؟
فيقولون : كنا نتحاب في الله ونتزاور في الله
قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين
فلا ريب ولاشك أن كل هذه الأعمال هي من نتاج اللسان
فمن أراد الخير والسعاعدة الأبدية فعليه بصيانة
اللسان
فإن له آفات كثيرة مهلكة
فقد وردت أحاديث كثيرة في هذا المقام
مامن شيء أحق بطول السجن من اللسان
أحبس لسانك قبل أن يطيل حبسك ويردي نفسك, فلا شيء أولى بطول سجن من لسان يعدل عن الصواب
ويتسرع إلى الجواب
من سجن لسانه أمن من ندمه
لايعرف العبد حقيقة الايمان حتى يخزن من لسانه
ليخزن الرجل لسانه فإن هذا اللسان جموح بصاحبه والله ما أرى عبدا يتقي تقوى تنفعه حتى يخزن لسانه
إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه
أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل
للكلام آفات
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم
يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئا من الجوارح فيقول : اي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا ؟؟!!
فيقال له :
خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام وانتهب بها المال الحرام
وانتهك بها الفرج الحرام
ولقد أجاد من قال
صُن لسانك أيها الإنسان
ليلدغنَّك َ فإنه ُ ثعبـــان