فوجئت يوماً ، بكم كبير من الملابس، والهدايا. ومشابك الشعر .
سألت أمي عمن أحضرها، قالت بلهجة باردة ، ومحايدة : إنها من أبيك، بمناسبة العيد .
قلبت تلك الملابس، فتشت الهدايا، لم أكن بحاجة إليها قدر حاجتي إليه.
كنت أبحث عنه، أبحث عن إشارة أو لمحة، أو حتى مجرد رائحة .
قلت لأمي : كان الجدير به ، أن يحضر لرؤيتي، إن وجوده أثمن من كل الهدايا، بل كل كنوز الدنيا .
رمقتني أمي بنظرة، لائمة، ولسان حالها يقول: بعد كل ما فعلته لك، تبحثين عنه .
أدركت مدى شعورها بالألم، فقلت لها : تبدين حانقة عليّ، فلماذا ؟ أليس هو أبي؟
ومهما كان رجلاً سيئاً، فسوف يظل أبي، لا أحد يملك الخيار أو الفكاك، لا أنا ولا هو. وكذلك أنت . رغم كل حنانك، وحبك، ورعايتك لي. فلا زلت أشعر بالنقص والفقدان لوجوده .
لكني عشت حياتي كلها من أجلك، ها أنت ترين، فأنا قد رفضت الزواج من رجال كثر لأجلك .
وها أنت صبية حلوة تبهج القلب والعين، ولا زلت أفكر بك، وأعتقد أنك أولى الناس بحبي ورعايتي .
وسوف أصارحك لأول مرة، لقد حاول والدك جاهداً أن ينتزعك مني .
كان أنانياً، وقاسياً لا يفكر بأحد سوى نفسه ..
أعتقد بأنه سوف يضغط عليّ، فأعود إليه تفكرت بدهشة وحسرة، فيما قالت ثم أجبتها لقد انفصلتما ، وهذا من حقكما ،ولكنكما ظللتما تتقاتلان من أجلي، كلاكما كان أنانياً ، لو فكرتما قليلاً بي لوصلتما إلى سلام أو هدنة على الأقل.
معارك الطلاق تستنزف عواطف الطرفين
فلا يعود هناك مجال لتفكير بأحد وبأي
امر غير النيل من الطرف الأخر والضحية
الأبناء دائماً.. كان الله في عون الجميع
شكراً اخي الفاضل على للقصة المعبرة و
تحيه مسائية تعبق الياسمين..