منذ أن أصبح يختار ملابسه بنفسه ولا يحتاج بعد الأن ان يستشير أمه
أخذت نزعات الرجولة تدور في عقله اليافع ولكنه لم يستطع بعد أن يتخلص من سطوة أبيه القاسي معه (كما يظن)
فلم يجد ان يفرغ حماسة الشباب وعنفوان الرجولة إلا في شخص أمه الحنون
فمرة يزمجر بصوته الأبح في وجهها
وثانية يردها بشكل متجاسر كما الكلب الذي اخذت منه عضمته الوحيده
ومرات ومرات تتكلم معه ولا يلتفت إليها ولا يبالي بما تقوله(لأن كلامها فارغ ولا قيمة له )بنظرته الخاصة
حذرته من أصدقاء السوء فلم يسمع ولم يرعوي
بدأ يأخذ من أموال ابيه من دون أن يعرف لأن مصروفه لم يعد يكفيه (فأسعار حبوب الهلوسة أصبحت غالية ونادرة)
سأل صديقه :هل لك ان تبحث لنا عن حبوب جديدة أرخص من تلك التي نشتريها
قال: نعم سمعت هناك حبوبا جديدة قد نزلت في أسوق (المدمنين) رخيصة جدا
لم يكونوا يعلمون إن هذه الحبوب كانت تستعمل للحيوانات وليس للبشر
ولكن ما الفرق بين الحيوان والبشر المدمن فكلاهما فاقد عقله
أخيرا أصيب بمرض أتلف له جزء كبير من خلايا العقل فلم يعد يمشي او يحرك انامله الضعيفة
رماه ابوه في مصح حكومي فلم يكن له من هو مستعد للإعتناء به في مرضه وهو مقعد
أخذ يتسائل عن أمه ولم يصل له الجواب حتى زارته إحدى أخواته وصارحته
قالت:ان إمنا قد ماتت لهول المصاب حين سمعت أنك في المستشفى قفد كان قلبها ضعيفا جراء مرضه لسنوات طوال
الان عرف لماذا كانت لا تستطيع ان تكبح صوته العالي أو تمنعه من الصياح
نزلت منه أخر دمعه (دمعة ندم وحسرة )
الان عرف أنه لم يكن كبيرا بل كان صغيرا جدا بحجم ذرة التراب او اصغر
الان عرف انه لا يستطيع ان يبقى من دون أم حنون وأنامل ناعمة تربت على شعره الناعم
نزلت تلك الدمعة ومعها روحه قد فارقت جسده المريض
انتهت
بقلمي