بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين .
أما بعد ....
فأشكر كل الأخوة الذين شاركوا في الموضوع , وكلي فخر واعتزاز بمشاركتكم هذه .
يا أخوتي , منذ أشهر مضت ــ والفضل والمنة لله تعالى ــ حققت كل الأحاديث التي تخص إسلام علي عليه السلام , وإسلام أبي بكر ــ من كتب السنة ــ , فوجدت العجب العجاب , تصوروا أنه لم أجد حديث واحدا صحيح السند في أسبقية إسلام أبي بكر , بل وأدهى من ذلك لم يثبت أي حديث يمكن من خلاله أن يقال أن أبا بكر كان من السابقين للإسلام .
وبالعكس في علي عليه السلام , فمن غير الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وآله , ومن غير الأحاديث الواردة عن رجال أهل البيت عليهم السلام , وجدت أكثر من ثلاثين صاحبي قائل بأسبقية إسلام علي عليه السلام .
والنظرية التي اخترعوها في أن علي عليه السلام أول من أسلم من الصبيان , وأبو بكر أول من أسلم من الرجال , فلم يقل بها النبي صلى الله عليه وآله , ولا علي ولا أهل بيته عليهم السلام , ولا صاحبي واحد , ولا تابعي واحد , بل إن أول من ابتكرها هو أبو حنيفة النعمان , وهو لا صحابي ولا تابعي .
أما ما يدعون إن الإجماع قائم على أسبقية إسلام أبي بكر فكذب هو , حيث نرى أنه لم يقل باسبقية اسلامه أي صحابي , وأما علمائهم ورجالهم : فالمعتزلة مجمعة على أسبقية إسلام علي عليه السلام , والصوفية كذلك , والزيدية أيضا , والعلوية من الأشعرية , والأشعرية فنصف كذا ونصف كذا , والإجماع فقط حاصل عند الوهابيين , وهؤلاء لا قيمة لإجماعهم , ولا لعلمائهم .
العرض المتطور
