|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
: التَّعاطي العَقََْدي مع الإمام المهدي:عليه السلام:ق5:
بتاريخ : 26-07-2012 الساعة : 06:08 PM
: التَّعاطي العَقََْدي مع الإمام المهدي:عليه السلام:ق5:
=============================
: شهرُ رمضان أنموذجا :
===============
:القسم الخامس :
==========
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.
:5:
كُنَّا قد بَيّنَّا في البحث السابق حقيقة الإرتباط الوثيق
بين المفاهيم القرآنيّة وتطبيقاتها وجوديا.
وقد إنتهينا إلى أنَّ كلَّ مفهوم قرآني ممكن أن يكون له مصداق في التجلي الوجودي في هذه الحياة.
لاسيما ما يتعلق بغرض القرآن وهو هداية الناس إلى الحق
وشدِّهم إلى مرجعيتهم المعصومة المُتمثِّلة بالقرآن والإمام المعصوم:عليه السلام:
وإتماماً للبحث السابق سنبيِّن كيفيّة
تجلي الهداية للناس
بوجود الإمام المهدي:عليه السلام:
وصورة كونه مرجعاً معصوما مُلازماً للقرآن
في العقيدة والتشريع وفي كل شيء.
أما صورة تجلي الهداية للناس بوجود الإمام المهدي:عليه السلام:
فقد حكى القرآن الكريم هذا المعنى على إطلاقه
بما يمكن دخول وجود الإمام المهدي:عليه السلام:
في ضمن هذا الإطلاق .
قال الله تعالى:
(( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )) الأنبياء73
((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )) السجدة24
بمعنى:
وجعلنا المعصومين قدوة للناس يدعونهم إلى عبادة الله تعالى وطاعته ويُمثِّلون صراطه المستقيم فعلا.
وأوحينا إليهم فِعْلَ الخيرات من العمل بشرائع الأنبياء
وإقام الصلاة على وجهها وإيتاء الزكاة
فامتَثَلوا لذلك وكانوا مُنقادين مُطيعين لله وحده دون سواه.
وهذه الوظائف الحيوَّية التي يقوم بها المعصوم
:عليه السلام:
لها من القدرة الكبيرة في هداية الناس إلى الحق وضبط نظامهم الأخلاقي والمجتمعي والتدبيري وحتى الإقتصادي
هذا ما يمكن إدراكه على مستوى ظهور وحضور المعصوم:عليه السلام:
أما فيما يتعلق بقضيَّّة إمامنا المهدي:عليه السلام:
وهو الغائب ظاهرا.
فلسائل أن يسأل كيف تتجلى صور الهداية والفائدة للناس على يديه:عليه السلام: ؟
: الجواب:
بدايةً لنعتقد قاطعين أنَّ تلك الوظائف الحيوية التي جمعتها الآية الشريفة أعلاه
هي ممكنة ومتوفرة بحق عند شخص الإمام المهدي:عليه السلام:
في نفس واقعه الذي يعيشه
:عجّلَ الله تعالى فرجه الشريف:
وإن لم نطّلع على ذلك حسّا وظاهرا
لكن لطالما هو:عليه السلام: حيُّ موجود :
فذلك ممكن بل وحقيقة في واقعه وشأنه.
والروايات الصحيحة أشارت إلى هذا المعنى وخصوصاً في زيارة آل ياسين.
السلام عليكَ حين تقعد
السلام عليكَ حين تقوم .
السلام عليكَ حين تقرأ وتُبيِّن .
السلام عليكَ حين تصلي وتقنت .
السلام عليكَ حين تركع وتسجد .
السلام عليكَ حين تكبر وتهلل .
السلام عليكَ حين تحمد وتستغفر .
السلام عليكَ حين تمسي وتصبح .
السلام عليكَ في الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى . السلام عليك أيها الإمام المأمون :
:الإحتجاج : الطبرسي :ج2:ص317.
وواضحٌ أنَّ كل تلك الحركات الوجودية التي يقوم بها الإمام المهدي: عليه السلام: في واقعه وشأنه الشريف
هي صورة من صور تجلي الهداية للناس أجمعين
وإن كانوا غير مدركين لذلك حسّا.
بمعنى أنَّ أثر عبادة وحركة الإمام المهدي:عليه السلام:
في حد ذاته هو سببا للهداية .
بعبارة أو ضح إننّا لو آمنّا حقّا بأنَّ إمامنا المهدي
:عليه السلام:
هو الهادي واقعا حتى في حال غيابه
لأنعكس ذلك الإيمان بمعطياته النفسية والسلوكية على واقعنا
لكنّا إبتعدنا عن ذلك في سبلنا فلم نحط بذلك خُبرا
ولم نستطع عليه صبرا.
وهذه حقيقة واقعيّة بيّنها القرآن الكريم نصا وقصةً في سورة الكهف.
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً {67}
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً {68 :الكهف:
وقد صدر عن الإمام المهدي:عليه السلام:
في توقيعاته المقّدسة ما يُجيبُ عن تلك التساؤلات
فقال:عليه السلام:
: وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس
إذا غيبتها السحاب عن الابصار
وإنِّي لأمان أهل الأرض كما أنَّ النجوم أمان لأهل السماء
فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم
ولا تكلفوا علم ما قد كُفيتم
وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنَّ في ذلك فرجكم :
: كمال الدين وتمام النعمة :الصدوق :ص485.
أما تجلي الإمام المهدي:عليه السلام:
في صورة كونه مرجعاً معصوما مُلازماً للقرآن
في العقيدة والتشريع وفي كل شيء.
فهذا ما حكته الروايات الصحيحة عن نفس الأئمة المعصومين:عليهم السلام:
عن الإمام علي بن الحسين :عليه السلام :
قال :
الإمامُ منَّا لا يكون إلاَّ معصوما وليستْ العصمة في ظاهر الخِلقَة فيُعرَفُ بها
ولذلك لا يكون إلاَّ منصوصا .
فقيل له :
يا ابن رسول الله فما معنى المعصوم ؟
فقال : هو المُعتصم بحبل الله
وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة
والإمام يهدي إلى القرآن
والقرآن يهدي إلى الإمام
وذلك قول الله عز وجل :
: إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم :
:معاني الأخبار: الصدوق:ص132.
ومعنى أنَّ الإمام يهدي إلى القرآن
أي:
يهدي إلى ما جاء به القرآن الكريم شرعة ومنهاجا في هذه الحياة الدنيا
فضلا عن ما فيه فوز الإنسان في الآخرة.
وأما معنى القرآن يهدي إلى الإمام المعصوم
فذلك ما نقصده في تحديد القرآن الكريم للمرجعيّة المعصومة بشخص الإمام :عليه السلام:
في كل شيء.
إذاً يتبيَّن أنَّ الإمام المعصوم وأعني هنا الإمام المهدي:عليه السلام:
هو الحافظ لجوهر الكتاب العزيز القرآن الكريم
وهو العارف بأحكامه وسننه وعلومه وفنونه ومعارفه.
بما يتكفّل تطبيق جوهر القرآن الكريم وغاياته الحَكمية فيما لو ظهر
:عليه السلام:
ويتبعُ القسم السادس إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
|
|
|
|
|