|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
: القَضيَّةُ المَهدَويَّة بين السائل والمُجيب :
بتاريخ : 29-06-2012 الساعة : 12:09 AM
القَضيَّةُ المَهدَويَّة
بين
السائل والمُجيب
====================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
ربِّ عجِّل لوليكَ الإمام المهدي:عليه السلام: الفرج وإجعلنا من أنصاره الواعين بين يديه
بحق محمد وآله المعصومين الطاهرين .
س:1:
لقد ذكر القرآن الكريم الخليفة في الأرض
فما علاقة الإمام المهدي بهذه الخلافة ؟
:الجواب :
: لقد حددَ اللهُ سبحانه وتعالى مفهوم الخليفة
وجعله نائبا عنه تعالى في أرض التكليف:الحياة الدنيا:
وشخّص له أيضا مميزات إلهية تجعله خليفة الله بحق سواء كان نبيا أو رسولا أو إماما معصوما
ومستند هذه الدعوى قرآنيا هو قوله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30
ومن المعلوم تخصصيَّاً أنَّ مصداق مفهوم الخليفة هذا هو غير منحصر بشخص آدم :عليه السلام:
كما حاولت الروايات العامة أن توضح ذلك
والدليل على ذلك هو من نفس النص القرآني ذاته
لاحظوا أنَّ القرآن الكريم إستعمل :
صيغة اسم الفاعل :جاعل:
ولم يستعمل غيرها كأن يقول
:جَعلتُ: صيغة الفعل الماضي
ترميزا منه تعالى وتنصيصاً على أنَّ حقيقة الإستخلاف
هي قضية حقيقية لا خارجية أي مرحلية تحددت بشخص آدم وإنتهى الأمر
كلاّ
والجعل هنا بمعنى ايجاد خليفة عن الله في الارض آدم كان أو الانبياء من بعده أو من نصَّبهم الانبياء
من الائمة بنصب الله تعالى لهم
ويساعد على ذلك الفهم الموضوعي دلالة :
صيغة اسم الفاعل :جاعل:
والتي هي صيغة صرفية تجري مجرى الفعل
:جعل ويجعل :
بمعنى لها صلاحية الإستعمال نحويا
للتعبير عن الماضي والحال والإستقبال
وهنا تجردت لفظة:جاعل عن الألف واللام :
فأعطتْ معنى الحال والإستقبال في العمل.
ثمَّ أنَّ الروايات كثيرة في توصيف الأئمة المعصومين
بالخلفاء
حتى قالت إنَّهم
( إثناعشر )
وهذا الخليفة المجعول إلهيا هو من يمثل الله تعالى في الارض ويكون المثل الاعلى لله تعالى
ومنه تستمد البشرية ديمومتها وجوديا وتشريعيا الى نهاية الطريق الى الله تعالى
وعلى هذا الإساس الإنفهامي قرآنيا
تكون علاقة الإمام المهدي:عليه السلام:
المقطوع وجوديا ودينيا به علاقة المصداق الحقيقي والواقعي بمفهوم الخليفة اليوم في الأرض
وإلاّ لامعنى لجعل وتأسيس مفهوم الخلافة قرآنيا وتحديدها بشخص آدم وحرمان بقية البشرية من مصاديقها المعصومة
فهذا من القبيح عقلا وهو ما منزه عن فعله تعالى لأنه حكيم
وحتى في رده تعالى على إستفهام الملائكة في قولهم :
(( قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ))
تتوضح الحكمة أكثر إذ جاء رده تعالى صائبا وحكيما سديدا
فقال لهم:
(( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ))
بمعنى أنه تعالى مُطّلع على ما لاتطلعون عليه
ثمّ أراد التنبيه على أنه لايمتنع أن يكون غير الملائكة حال كونهم يسبحون ويقدسون الله تعالى
أولى بالإستخلاف في الآرض وإن كان من ذرية آدم من يفسد ويسفك الدماء فيها
والمعيارية و الملاكيَّة
في جعل مفهوم الخلافة في إصطفائه تعالى
للنخبة المعصومة من ذرية آدم :ع:
هذا موجودٌ نظيره في القرآن الكريم في طلب النبي إبراهيم :عليه السلام:
في قوله تعالى:
(( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) البقرة124
فالمجموعة البشرية الظالمة التي أدركتها الملائكة بوعيها لمصيرها
وهو سفك الدماء والإفساد في الأرض
هذه خارجة تخصصاً من أول الأمر في صياغية وجعل مفهوم الخلافة إلهيَّا
وتحديد مصاديقها في الأرض من قبل الله تعالى رسميا ونصيا
لذا قال تعالى:
(( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ))
توضيحا منه تعالى لهذه النكتة القيِّمَة
:2:
العدل والقسط التي وُعدنا بها والتي ستتحقق على يد المنقذ الإمام المهدي:عليه السلام:
كما صرَّحتْ بذلك الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة
يرى البعض بإنَّها آلان مُطبّقة من قبل الغرب
بعنوان الديمقراطية والحرية
فما الجدوى منها في اخر الزمان ؟
: الجواب:
إنّ تطبيق العدل والقسط وضعيا آلان من قبل الحكومات البشرية العقلانية واللادينية
والموجود في بلاد الغرب حاليا وبصورة نسبية
لا إطلاقية
هو يختلف تماما مع مفردات العدل والقسط في إطروحة الإمام المهدي:عليه السلام:
نعم التشابة فقط في عنوان المفردة
لكن البون شاسع في واقع الإختلاف بينهما
فلايرد السؤال عن ما جدوى وجه الحاجة منها في أخر الزمان لطالما هي مطبقة آلان نسبيا
- ذلك كون العدل والقسط البشري في منظومة الحكومات الديمقراطية والليبرالية
هو أمر نسبي لا إطلاقي وأغلبه ممزوج بظلم آلآخرين ميدانيا
ولم يُلبي طموحات البشرية كافة
بل هو محدد جغرافياً في مساحات معينة
قد لاتجدها مُطبقة واقعا لمفردة العدل والقسط
ومن المعلوم أنَّ إطروحة الإمام المهدي:ع:
في تطبيق العدل والقسط ستكون شمولية وعامة
تشمل كل مجالات الحياة الدنيوية والدينية ولم تحدد بجغرافية معينة
: يملأ الأرض قسطا وعدلا مثلما مُلِئت ظلما وجورا :
لاحظ مفردة: يملأ:
تنص على الشمولية والإستيعاب وجوديا في الأرض كلها
-وهذا ما لاتستطيع الحكومات الوضعية تحقيقه قطعا والواقع يشهد بذلك
-ومن ثمّ أنَّ قضية الإمام المهدي:ع:
لها خلفياتها الربانية والقائمة على أساس تحقيق عدل الله وحكومته تعالى في أرضه وبسط التوحيد بتمامه وعدا منه تعالى وقدرا مقدورا .
هذا من جهة
ومن جهة اخرى إنَّ ما ذهب إليه السائل
من سبقيَّة الديمقراطية ومحاولتها لتطبيق العدل
يشي من قريب أو من بعيد إلى أنَّ الدولة المَهديَّة
هي دولة تتكامل بمن قبلها
هذا ما لا أجد له قبولا عقليا ودينيا
لأنّ دولة الإمام المهدي:ع:
هي سنخ دولة فريدة من نوعها إلهيَّة المنهج والتطبيق
فلا يمكن لها أن ترتكز على إطروحات وضعيّة تسبقها في التأسيس.
:3:
هل ذكر القرآن الكريم خصائص للقواعد الرئيسية التي ينهض بها الامام المهدي:عليه السلام :؟
: الجواب:
أجدُ للإجمال في الجواب أنَّ قواعد النهوض المهدوي
لاتختلف في ماهيتها حقيقة عن قواعد الأنبياء
:عليهم السلام:
وخاصة النبي الخاتم محمد :ص:
وآل بيته المعصومين .
نعم يبقى الإختلاف في الآليّة بحسب ما يوائم متطلبات وقت الظهور وروح الحياة في حينها .
:4:
كيف يكون هناك إمام يُكمل ما اسسه النبي:
صلى الله عليه وآله وسلَّم :
والايةالكريمة تقول للنبي:
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً)):المائدة :3:
أي: إنَّ الدين قد كمل من زمن النبي
فكيف يتممه الامام؟
والتمام يقابل النقصان فيكون خلاف الاية ؟
: الجواب:
إنَّ دور الإمام المهدي:عليه السلام:
ليس مُكمِّلاً ولامُتمماً
بل دوره الوجودي والتشريعي
هو دور الإحياء والبعث والتطبيق
لما جاء به الرسول الأكرم :ص:
وأنتَ تقرأ في دعاء الندبة دور الإمام المهدي:ع: فتقول:
: أين المُدَّخر لتجديد الفرائض والسنن
أين المُتخيَّر لإعادة الملة والشريعة
أين المؤمل لإحياء الكتاب:القرآن الكريم:
وحدوده
أين مُحيي معالم الدين :
وأترك لكم التأمل مليّا وبوعي في صدقية ومعطائية
هذه المفردات الرائعة المبينة لدور الإمام المهدي:ع: حياتيا وفي وقت ظهوره الشريف:
:5:
المُستضعفون الموصوفون في القران الكريم
هل هو وصفٌ مُختص بالشيعة فقط ؟
:الجواب:
أولاً بحسب ما ذكرت الروايات
أنَّ مصداق المستضعفين قرآنيا هم آل محمد
:عليهم السلام:
إنَّ رسول الله نظر الى علي وأهل بيته خاصة
فبكى
وقال: ص :
: أنتم المستضعفون من بعدي :
:الإرشاد : المفيد :ج1:ص184.
هذا من جهة
ومن جهة إخرى لامانع من إختصاصة بشيعة أهل البيت:ع:
بإعتبارهم الأتباع والموالين
فما يمس أهل البيت :ع:
يمسهم وهذا ما شهد به التأريخ والواقع
فالظلم لحق بالأئمة المعصومين وبأتباعهم واقعا
وقد يشمل مفهوم الإستضعاف
كل فئة بشرية اُستُضعِفَت من قبل الظالمين
لطالما القرآن الكريم كتاب الله تعالى للبشرية
فيشمل بإطلاقاته الحقيقية كل مُستَضَعف حياتيا
:6:
لقد ذكرتْ بعض الآيات الكريمة صفات اخر الزمان
من ظلم وانتشار الفساد :
(ظَهَرَ الْفَسَادُفِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)
وكثرة المستضعفين:
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)
وغيرها، فيتسائل البعض
لماذا لا يتحقق الظهور الشريف للإمام عجّلَ الله تعالى فرجه ؟
:الجواب:
إنَّ أمرَ خروج الإمام المهدي:ع:
هو موكول إلى الله تعالى بإعتباره صاحب الوعد بتحقيق الظهور الشريف للإمام المهدي:ع:
وتحقيق مشروعه تعالى في الأرض
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }آل عمران9
(( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)) الرعد31
(( وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ )) الزمر20
ولكن تبقى مهمة الظهور الشريف مرهونة بتحقق ظروفها الوضعية والطبيعية
التي تؤهلها للبروز ميدانيا وبقيادة الإمام المهدي
:عليه السلام:
ونحن قد نُهينا تعبديا عن السؤال بلِمَ ولماذا ؟
بقوله تعالى :
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )) المائدة101
.
هذه الأية نفسها تعطي مُبرراً مشروعا
للكف عن السؤال عن علّة غيبة الإمام المهدي:ع:
وهو:عليه السلام: أيضاً ذكرها في توقيعه الشريف الذي صدرإلى إسحاق بن يعقوب ناهياً إيّاه عن السؤال عن ذلك
فقال:عليه السلام:
: إغلقوا باب السؤال عمّا لايعنيكم ولاتتكلفوا ما قد كُفيتُم
وأكثروا من الدعاء بتعجيل الفرج فإنَّ في ذلك فرجكم :
: قطب الدين الراوندي: الخرائج والجرائح :ج3:
ص :115.
و ذكرأيضاً الشيخ الطبرسي : في كتاب الإحتجاج:ج2:ص316.
أنه خرج من الناحية المقدسة
:عنوان على الإمام المهدي:ع:
الى محمد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها :
: بسم الله الرحمن الرحيم
لا لأمره تعقلون ولا من أوليائه تقبلون حكمة بالغة
فما تغني النذر عن قوم لايؤمنون .
السلا م علينا وعلى عباد الله الصالحين:
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: مرتضى علي الحلي: النجف الأشرف .
|
|
|
|
|