أعلام في بلادي قصص واقعية بقلمي
قصة الطفلين حسن و محمد
الاطفال يمتلكون حسا ًمرهفا َ وعبقرية مخبئة ، لو كانت التربية
تأتي أكلها ، حسن طفل في السابعة من عمره الآن ، وعندما
كان في الثالثة من عمره ، كان يسكن مع أعمامه في بيت واحد
وله مع ابوه وأمه غرفة في مقدمة الدار ، وأخواله جيران أعمامه
وكان يتنقل بين البيتين ، وعندما حصلت مشاكل بين أبيه وأمه
وأخواله وأعمامه ، وطرد ت أمه من بيت أعمامه ، لم يزل هو...
يتردد على البيتين ، وعندما حل ضيفا ًعلى أعمامه نظر بحزن
ووجل وهو يدخل إلى بيت أعمامه ناظرا ً إلى غرفة أمه بهم
وزفرة لها معنى وعلى صغر سنه ؛ وقد أعطوه موزة وعندما
بدأ بأكلها جاءت جدته أم أمه وأخذت عنوة ؛ فما كان منه إلا أن
رمى الموزة من يده وغادر ؛ وكأن لسان حاله يقول (( ما جئت
من أجل الطعام وأنما ... ))...
انتظروا قصة محمد...
قصة الطفلين حسن و محمد
فأما محمد فهوالآن في الثانية عشرة من عمره : عندماكان في
الثالثة من عمره كان نابغة ؛ يحفظ الأناشيد ؛ وينطق باللغة العربية
ألفاظ جميلة ؛ ويشاهد القصائد الحسينية ، ويرفض الاغاني وفي
يوم من الأيام بين الثالثة والرابعة من سني من عمره قصصت له
واقعة الطف بتفاصيلها وكيفية قتل واستشهاد الحسين وإذا به و
على صغر سنه ينتحب صارخا ً (( ليش كتلو ... ليش ...)) لأنك في
أيام العزاء ترى بعض الجالسين جالسا ً بترفع وهو يرفض فكرة ما
عن ترطيب الوجنات ...
وهو الآن يشارك في المواكب الحسينية ويخدم زوار الحسين وكذا
يذهب مع أبيه ماشيا ًفي أربعينية الحسين عليه السلام قال الشاعر:
رأيت سفاه الشيخ لاحلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
أعلام في بلادي قصص واقعية بقلمي
قصة ((دلير ))...
رجل سني كردي تعدى العقدالثالث من عمره يعيش بيننافي
الجنوب وله علاقات وصداقات مع الكثير من أهالي الديوانية
لم يذكر عنه أنه أثار المشاكل وانحاز لجهةما أوطائفة ما بل
على العكس كنت اسخر معه من منافقي اقطاب الحكــــم من
من يمكن أن يطلق عليهم تجاوزا ً شيعة وماهم بشيعة؛ وكان
هو يسخر من متفذي الاكراد قادة السياسة والدم والســــلاح.
اتذكر مرة ما وقدكان الليل يرخي سدوله علينا وكنا مبتلين
بالحزب المقبور وقد اجبرنا ونحن موظفين على أن نخفر
في دائرتنا قبل الانهيار والسقوط بفترة ؛ وكان هو مستثنى
من ذلك ؛ وإذا به يطل علينا وبيده طبق من الحلوى مع
الفاكهة ... وحين سقوط الصنم فوجئت به يقدم لي مبلغ من
المال استعين به على ظروف ما بعدالسقوط ؛ فاثنيت على
فعله مع شكري له وبعد جهد اقتنع بعدم حاجتي لذلك المبلغ
دلير السني الكردي يحتفظ بكتاب نهج البلاغة من ضمن ما
يقتني وقد زار الأئمة داعيا ً وطالبا ًمن الله بجاههم أن يرزق
بولد فمنذ زواجه سنة 2000 وإلى لحظة كتابة هذ ه الأسطر
لم يرزق بولد.. ذكرا ًكان أم أنثى .
وهو يعيش مع زوجته على أصر محبة واحترام وتعاون منقطع
النظير؛ ولم يفكر بتركها أو تفكر هي بذلك .
في مكان عمله دلير أكثر الناس تعاوننا مع زملائه ؛ بل مع الجميع.