كان عمر بن الخطاب يقرأ:(غير المغضوب عليهم وغير الضالين)
بتاريخ : 30-07-2012 الساعة : 11:38 PM
الكتاب: فضائل القرآن للقاسم بن سلام
الناشر: دار ابن كثير (دمشق - بيروت)
الطبعة: الأولى، 1415 هـ -1995 م
ص 289
حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر بن الخطاب، أنه كان يقرأ: (غير المغضوب عليهم وغير الضالين)
قلت (الجابري) : السند صحيح رجاله ثقات
فتح الباري لابن حجر ج 8 ص 159
(قوله باب غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
[4475] قال أهل العربية لا زائدة لتأكيد معنى النفي المفهوم من غير لئلا يتوهم عطف الضالين على الذين أنعمت وقيل لا بمعنى غير ويؤيده قراءة عمر غير المغضوب عليهم وغير الضالين ذكرها أبو عبيد وسعيد بن منصور بإسناد صحيح وهي للتأكيد أيضا
تفسير إبن كثير ج 1 ص 55
ولهذا روى أبو القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقرأ (غير المغضوب عليهم وغير الضالين) وهذا الإسناد صحيح .
[177] سنده صحيح، وعنعنة الأعمش هنا محمولة على السماع كما سبق تفصيله في الحديث [3] ، وقد ذكره الحافظ في "فتح الباري" (8 / 159) وعزاه لسعيد بن منصور وصحح سنده.
قلت (الجابري) :
لقد حاول ابن كثير ان يخفف من وطأة هذ الخبر فقال في تفسيره ج 1 ص 55 معللا :
وكذلك حكي عن أبي بن كعب أنه قرأ كذلك، وهو محمول على أنه صدر منهما على وجه التفسير
قلت ( الجابري ) : وهذا ينفع في المقام للاحتجاج على الوهابية المعاندين في كون الائمة قد قرأوا بعض الآيات على وجه التفسير .
علق محقق كتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور د سعد بن عبد الله بن عبد العزيز آل حميد ملخصا حال قبول عنعة الاعمش عند القوم قائلا :
ج 1 ص 14
وبالجملة فالتوقف عن قبول عنعنته هو الأحوط لما سبق، إلا في ثلاثة مواضع:
(أ) ما كان في رواياته بالعنعنة في الصحيحين، فهذا محمول على السماع كما نص عليه النووي في "التقريب" (1 / 230) ، وفيه خلاف، لكن هذا الذي تطمئن إليه النفس. ففي أسئلة تقي الدين السبكي للحافظ أبي الحجاج المزي، قال: وسألته عن ما وقع في الصحيحين من حديث المدلس معنعنًا، هل نقول: إنهما اطلعا على اتصالها؟
فقال: ((كذا يقولون، وما فيه إلا تحسين الظن بهما. وإلا ففيهما أحاديث من رواية المدلسين، ما توجد من غير تلك الطريق التي في الصحيح)) . اهـ. من "النكت على كتاب ابن الصلاح" (2 / 636) .
(ب) ما كان من روايته عن شيوخه الذين أكثر عنهم ... قال الذهبي في "الميزان" (2 / 224) : ((هو يدلس، وربما دلّس عن ضعيف، ولا يدري به. فمتى قال: (حدثنا) ، فلا كلام. ومتى قال: (عن) ، تطرّق إليه احتمال التدليس، إلا في شيوخ له أكثر عنهم، كإبراهيم، وأبي وائل، وأبي صالح السمّان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال)) . اهـ.
(جـ) ما كان من رواية شعبة عنه، ففي "طبقات المدلسين" للحافظ ابن حجر (ص151) نقل الحافظ عن البيهقي قوله: ((وروينا عن شعبة أنه قال: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبي إسحاق، وقتادة)) . قال ابن حجر عقب إيراده لهذا القول: ((فهذه قاعة جيدة في أحاديث هؤلاء الثلاثة أنها إذا جاءت من طريق شعبة دلّت على السماع ولو كانت معنعنة)) . اهـ.