(( أعلام في بلادي ))... قصص واقعية... بقلمي
قصة أبوكرار (4)
رجل في الخمسين من العمر، طويل أسمر الملامح ،عاش حياته
في عائلة كبيرة كثيرة الأبناء والبنات ، في شبابه كان يعيش
حياة لاهية مستهترة ، يعيشها بالطول وفي العرض ؛ حتى بعدأن
تزوج استمر على حياته تلك ،لم يرزق بولد أوبنـــت مادعاه لأن
يتبنى ولدا ً من عائلة زوجته والذي لايزال يعيش معهم ويتسمى
به أبوكرار؛ وقد كانت المفارقة عندما انتسب أبوكــــــرار لحزب
البعث كما انظم له أ ُناس كثيرون لغرض العيش بسلام لالغــــاية
كما هي اليوم من الفساد والأفساد باسم الدين وغيره ، كان في
ذلك الانتساب محاولة للتخلص ليس إلا؛ بعد ذلك تغيرت حياةأبو
كرار تغيرا ًجذريا ً؛ بعد السقوط حيث بدأ يواظب على الــــصلاة
والصيام ، وزيارة العتبات المقدسة ، بل أسس مع أهل منطقته
موكبا ًلخدمة زوار الحسين ع ،وشرع بحياة جديدة من ثمارحب
أهل البيت ،ورزق بطفلين بنت وولد ذكر؛بعد ذلك ابتنى لحسينية
في منطقته وبدأ بخدمتها في الصيف والشتاء... مع ملاحظة أنه
لم يؤذي أحد ما قبلا ً... وكان في كامن عقله وروحة المـــخيلة
والواقع لما آل عليه حاله دون خوف أو رياء أو مظاهرة بذلك.
بدل الله له من الحسن حسنا ًورزقه خير جزاء التوابين...
(( أعلام في بلادي ))... قصص واقعية... بقلمي
قصة أم علي (5)
إمرأة تجاوزت الخمسين من عمرها عنــــــدما تراها ستنـــطبع في مخيلتك
الفكرة الصادقة لوجود الفقراء وذوي الملامح الهادئة الراضية ، بعد زواجها
من أول رجل في حياتها استشهد في حروب هدام المقبور؛ فظلت على حالها
تلك مطلقة لسنين وسنين كثيرة ؛ وقبل سقوط بغداد بيد المحتل البغــيض كان
لها أن تتزوج رجل كبيريكبرها بمايقارب العشرين سنة ؛ وكأنها شابة تتزوج
لأول مرة ولكن ليس كما يتصرف الشباب إناثا ً وذكورا ً؛ فلقدكانت راضية في
ما جادت به يد الله وعطاياه ، كانت مطيعة لزوجها وبكل شيء مطيعة لربهاو
مواظبة على واجبات طاعة الله في عبادته وحقوق زوجها...
وكان أن سقطت بغداد واحتل العراق من أمريكا وشرذمة المرتزقة من طوائف
شيعية وسنية وكردية لم نعرفها إلا عندما عرفنا معنى السلطة والكراسي!!..
وهنا بدأت مرحلة صعبة من حياتها حيث أ ُصيب زوجها بسرطان في الدماغ
فأكدت طاعتها لله فيه وبقيت إلى جانبه مع أحد أولاده من زوجته الأ ُخرى بل
كانت تعتني به أكثر من اعتناء ابنه لصلبه به؛ حتى أنها نسيت في خضم ذلك
نفسها ؛ صحتها ؛ تكوينها كامرأة ... كانت تأكل فضلات زائدة من ما يفضل من
مائدة زوجها وابنه ، وقد عرض زوجها على أحد الأطباء فصرح متيقنا ً بأن
حياته قد تستمر لشهرين تاليين ، علم ذلك ابنه ولم يخبرها ، ثم استمر معها
في مباراة والده ، وكانا يتناوبان على السهر بجواره...
وخلال الاسبوع الأخير مما بقي من عمر زوجها بدأت تلح على علاجه وبأي
طريقة كانت ...
وعند دخوله المستشفى بقي ابنه وعائلته من زوجته السابقة بجواره ، أما
هي فتزوره لوقت قصير جدا ً وكأنها خادمة أو شيء ثانوي لا يأبه به أحد...
وقتها أخبرها ابنه أن والده ميت لامحالة كي تقطع الأمل وتعرف أنها ستبقى
وحيدة ... فلم تستطع بعد كل ذلك البقاء على حياديتها وسلبيتها فلاذت بالصراخ
والبكاء والنحيب ... وعندما مات زوجها أصر ابنه أن تقام مراسيم الفاتحة على
روح والده في بيت الزوجة المطيعة لله ولزوجها في الله ... ولم يطالبها مع اخوته
ببيتها الذي تعيش فيه ، أو أي أثاث ومتاع في بيت زوجها...
وللعلم هذه المرأة لم تنجب طفلا ًما وتسميتها بأم علي من باب التكرم والتحبب
أما اسمها الحقيقي فـ...
(( أعلام في بلادي ))... قصص واقعية... بقلمي
قصة الدكتور عباس الأمير (6)
رجل اسمر الملامح في عقده الخمسين متوسط الطول ، ضــــعيف البنية
يخالط شعره البياض ، كنت كلما أدخل عليه غرفته أرى كتــــاب الله بين يديه
ناقد وشاعر ومفكر اسلامي ، به ولع بإقامة المهرجانات والمؤتمرات والتي
تعزز الدين الأسلامي ، الفقه الشريعة ، القرآن الكريم ؛ عانى الأمرين من ...
أساتذة القائمة السوداء والذين رضوا بأن يكونواأبواقا ًلصدام الهدام ...
وقفوا بطريقه محاولة لجره أو لأنهم لايستطيعون فعله؛ لم يستطيعوا ليه وظل
يتنظر فرج الله حتى سقوط بغداد ؛ فغيرهؤلاء جلودهم وأصبحوا يتحدثون عن
حسين ٍ نسوه ويلعنون هدام اغتنوا في ظله ونالوا شهاداتهم بل واعتلوا وهم
ثلة قومه!!... أما هو الدكتور عباس الأمير فاستمر في بحثه وحاز على جائزة
بحث قرآني في جامعة عمان ، وحصل على الدكتوراه ؛ من ثم أسس بعون ومال
الخيرين مؤسسة القرآن للجميع ، تلقى فيها المحاضرات ، والدروس ولـــــكافة
الأعمار ، الرسم القرآني ، القصة القصيرة القرآنية ، النشيد القرآني...
مبدأ سامي وحب للغة الله ورسوله وارتفاع وتبجيل لكتاب الله ومحاولة تقديمه
على كل شيء في الحياة الدنيا... بارك الله به ...