(( مذبحة الأقلام الفضية )) ... مجموعة من القصص القصيرة بقلمي
بتاريخ : 21-07-2012 الساعة : 10:16 PM
(( مذبحة الأقلام الفضية )) ... مجموعة من القصص القصيرة بقلمي
القزم يتحدث إليكم (2)
كان يصرخ بكل ما أوتي من قوة ، يصرخ بطاقة عتية تُضر بجسمه وأعضائه
بل تُضر بجوارحه ؛ يصرخ بدوي ثاقب ليصرعلى نعمة الله فيه .
وعلى مر الأيام في عالم ذوي القامة الطويلة بحسب زعمه ،كان يضع حجرا ً
ليعليه وبصراخ يحاجج ويحاجج وبعدد الأحجار أصبح بقامة لابأس بهاحتـــى ذلك
الحين .
وبريح منازعة على سيادة لابد أن تحصل فيها أضرار وقعت الأحجار فسقط هو
الآخر وأصيب برضوض بدت بسيطة. وبصراخ وحجارة ، وصبر وجسارة استطاع
أن يصفف له مرقاته الخاصة ويالله يا للمعجزة !!...
في صباح مشرق حاضر في البال وجد الناس شخصا ًلإنسان سليل مجد وحزم
وشكم عالا ًبينهم ، عظيما ًلديهم ، محبا ًومجلا ًلهم ؛ إنه يتحدث بــــطلاقة من لدن
الأعالي .
صفقوا له وباركوه ؛ باركوا حياته بحياتهم ، من ثم أعيدت الحجارة لِتـُسطرهذه
المرة بكثرة وبوفرة ومنحت قدسية... ليرتقي عليها المتميزون الجـــــالبون للأثر
والأسفار .
مع هذا لم يقرأ مدرس التأريخ يوما ما مقررا ً بالمنهج عن جزيرة الأقزام ...
(( مذبحة الأقلام الفضية )) ... مجموعة من القصص القصيرة بقلمي
بتاريخ : 22-07-2012 الساعة : 04:17 PM
(( مذبحة الأقلام الفضية )) ... مجموعة من القصص القصيرة بقلمي
الماضي ورنين العملة ... الجزء الأول
لاداعي لإرسال الدموع ؛ فتلك الرائحة وعبيرها والمسبحة وسجادة الصلاة حياة صادقة ومسيـــطرة
الأدعية والتعويذات والخرق المبللة بالمياه المقدسة وجود ناطق ومحفز للفضول الأخروي .
لاداعي للفقد ؛ فالليل له رونقه وبريقه ومدخراته ، فأما النهارفهو العوالم المتحدة والمحررة للأفاعيل
وضم الدرر الهدايا ...
ظل أياما ًبشمسها وأقمارها بنهارها وليلها يجلس بوضع آلي محبب قبالة ركن جــــــده ، أمام غرفته
الجليلة . تسقط الزخات بلذعات حزينة لتعقبها ابتسامات وخلجات دافقة تحكي عذرية مصلصلة بالجسد
يصل إلى الباب المفعم بكل الآثار التي أحدثها جده فيه،يحاول أن يدير الرتاج كي يمرق في جورحيب
بهيج مفتوح الآفاق ؛ لكنه ؟!... يرجع محرزا ًكسبه بالدرع الواقي لذلك اليوم عنده .
كان به شوق عظيم بعد ذلك اليوم ليدخل بكل جوارحه ، بعقله وخياله هوكما يرى نفسه بنقصـــهاو
عوزها ؛ هناك في هذا الحصن المنيع . انفتح الباب أمامه بميزة عميقة الوقع عليه ،انفتح على مصراع
واعد وبهيبة تنازع الخطا وتبسطها على حد سواء .
على هذه الجدران وفوق هذه الأفرشة تحلق ضيوف جده الزائرين له ،الطالبين والمتطببين والمتطيبين
حول لمسة الشفاء الروحي والوجداني الغامر للجد العجوز . أمزجته والأوعية ، أوانيه كانت مسـطرة
وكأنها تنقث وتنفذ إلى أوصاله و مسامات جلده ... إنها البلسم الصافي والنعمة المتقشفة في الميدان بعرف
يكاد يكون مطلق .
جلبابه المعلق وعصاه وكوفيته ، الخشبة الفخمة بوضعها المائل وكتاب القرآن الكريم بنقوشه وخطوطه
العثمانية ، المبخرة وقنينة ماء الورد على يسار المتكأ والذي كان يستريح عليه جده .
ذلك المكان بأضويته الخافتة ، بأجواءه الحميدة يراق الوصف عنده .وفي مساحة ضيقة بل منافسة على
حدود ما كان هناك صندوق حديدي بقفلين ضخمين يشمخ بلونه الأسود اللامع ... جر أقدامه إليه ... حدق
فيه ماطاب له الوقت . سأل نقسه مرارا ً وتكرارا ً عن كنه مافيه ... حاول أن يخمن أو يصرف النظرعن
متابعة أفكاره حياله ... عالج أوهامه بالخيال ، ووضع لكل سؤال مفترض جواب موازي ... حــــاول أن
ينسى وجوده إلى أن غلب على أمره وقرر أن يخفف عن ذهنه مغاليق الجهل والقناعة النازغة والآن هو
بصدد كسر قفلي الصندوق ...
...
... يتبع ...
(( مذبحة الأقلام الفضية )) ... مجموعة من القصص القصيرة بقلمي
الماضي ورنين العملة ... الجزء الثاني
قرقع القفلان في أذنيه وتركا اعوجاجا ًفي معدن الصندوق ، ببطء وعــناية ومثـــابرة
على لملمة العرق المتفصد من الصدغين أزاح الغطاء عن الصندوق.
في الجهة الشرقية للصندوق وجد قوارير بسوائل متعددة الألوان والأحجام والأشــكال
وكذلك حروز مختلفة بمساحات متضاربة ؛ أ ُعدت هذه القوارير والحروز منذزمن
ليس ببعيد غرضها مبجل قال : (( هذا مؤكد ))... وفي المقابل في الجهة الغربية حين
رمت عيناه اكسيرهما لترمقا غرب الصندوق رأى كيسا ًمربوط برباط مذهب غليظ ...
استقر رأيه على فتح الرباط المذهب للكيس ؛ بيد أنه تحصل على صفــــــــحات وفيرة
تملؤها السطور تلوالسطور ؛ وكانت عليها أختام ، هذه الأختام كانت لجده ؛ نعم لجده.
فتح الرباط الخانق لرأس الكيس ؛ فغزا عينيه ألق ولمعان العسجد ... لــــقد لألأت
النقود ... فقال بدهشة ( إنها قطع ذهبية ))!!... أخرج الكيس مع الصفحات الــكاثرة
ثم أنزل الغطاء ؛فوضعهما فوقه . بعدذلك بدأ يضحك ويقهقه بصوت جوهري ،وكأنه
سلطان مأسور أمام شاعر متفكه ، أومتنب ٍ ظريف .
أشعل أعوادا ًفي المبخرة ، ثم رش على يديه ماء الورد ومـــــسح صــــــدغيه بما
فضل من ماء الورد لتناله البركة ؛بركة الدخول إلى عالم جده العتيد.وهنا أخرج قطعة
ذهبية جعلها تسقط على غطاء الصندوق المعدني لتهتز برنين المال عليه ، وفي كفه
الأخرى كان يقرأ الصفحات والتي دبجها الشيخ الحميم .
(( مذبحة الأقلام الفضية )) ... مجموعة من القصص القصيرة بقلمي
بتاريخ : 25-07-2012 الساعة : 01:57 PM
(( مذبحة الأقلام الفضية )) ... مجموعة من القصص القصيرة بقلمي
التوأمان وكان ياماكان ... ج 1
الفتيل المشتعل كان يخشخش بين الحشائش ، يختلط بمواء القطط ، وحفيف الشجر
الوجوه الممزقة والمنخنقة خلف الدهان والعبق ولدن النبات.
تلك الخطوات التي داست على رقرقة العشب وألزقته بالأم الرؤوم وجدت متباعدة.
الفتيل يتحرك بضوء خافت وصوت خفيض وبنفس الأصم وحذق المتخفي .
الطيور من حواليه تلتقط الرزق المبعثر على الأغشية الرقيقة بين المســـامات
بالقرب منه ... القمريتسع بنور ٍسماوي بشعاع وضباب مكــــثف ونزع طويل عبر
الوادي من حزن وفرح وديمومة تعصف من خلاله إلى الأديم المغلظ .
الفتيل وصل لنقطة تفكير سليمة قبل السحر بعد الإغفاء ... بعد أخذ الدفقة الأخيرة
من الرضاع ... بعد سحب الأغطية قريبا ًمن الأنف ... بعد طبع قبلة الرواح وإطفاء
المصباح بكهربائيته المستعرة في الأسلاك .
بعداسدال الستار وقبول الهدنة دون قيد أو شرط والزحف المفضي إلى النهرالساكن
والساخن على الرفقة للنفس والذات ؛ الرفقة لما كان وما لم يكن .
الفتيل ... الفتيل ... الفتيل كذلك صرخ لسان الحال ثم أعقب ذلك انفجار مروع ومن
أماكن عديدة ... تشقق الرصيف كان باردا ًصلبا ًفارغا ً... احترقت اشجار الغابة...
كانت عالية بيد أنها معششا ًلفوج طيور بدأيرهف الأعالي بالأجنحة المتناثرة...ابتلع
الشاطئ حفرة كبيرة دفنت فيها قذيفة مقورة منتفخة الأوداج .
النخيل حملت قمما ًمن اللهب ... باتت منارات متماوجة تــــحت لمظ الضياء الأحمر
وبلقطة الأمواج .
الانفجار عبرالمذياع اختلط بصوت مبحوح ومموه يحكي انموذجا ًعن انحسار البساط
يحاول أن يغرد كالصقور أو يهدل كالغراب...