المهــــدي
قصيدة قالها الشاعر الراحل :
عبد الحسين الجاسم
وتلاها أول مرة في حسينية سوق الشيوخ
بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي المنتظر(عج )
في 14 شعبان 1364 الموافق24 تموز1945
::::::::::::::::::::::::::::::
كم انتظارك إلفاً أشمت الخُصَما
هجراً أتكرم روحاً باخلاً بلَمى
تُهدي إليه عقيق الدمعِ حين ترى
ثغراً لهُ باسماً عن لؤلؤٍ نُظما
أسقمت جسمك لم تطلب به بدلاً
يُقضى عليك ضنىً أو أن تموتَ ظما
هذي العذارى لها في كل جارحةٍ
فنٌّ من السحرِ فهماً حيّرَ الحُكَما
أما رأيتَ العيون السودَ كيف رمتْ
نبلاً وأقواسها أجفانها السقما
كم بالعيون معانٍ جلَّ مودعُها
سحراً ومودع سلسال الرحيق فما
أوحت الى الخدِّ لما احمرَّ من خجلٍ
يا خدُّ أضرِمْ بقلبِ العاشقِ الضرما
وتأسرُ الأسدَ الضاري بنظرتها
فلا ينازلها أو ينقل القدما
تداركنْ كبداً كيلا تذوب جوىً
على اللقاء ـ قليلٌ ذاك من سلما
أحبّتي هم وإن شطَّ المزارُ بهمْ
عندي مقامٌ لهم وسطَ الفؤادِ سما
يا سعدُ ما حيلتي في نيلِ وصلِهِمِ
هل يقبلون مشوقاً مثل من خدما
يئنّ من حرقةٍ بين الضلوعِ وَرَتْ
ويرسل الدمع محمرّاً ومنسجما
أرى العهود التي قد أُبرمت وهمُ
يا ويحَ نفسيَ لم يرعَوْا ليَ الذمما
ما كنتُ يشغلني عنهم ويطربني
عودٌ ويؤنسني كأسٌ مع النًدَما
لكنما مولدُ المهديِّ أشغلني
سرورُهُ وبقلبي أنْسُهُ احتكما
ألا أُسَرُّ به والأمُّ فاطمةٌ
وجدّهُ رُسُلُ الرحمانِ قد خَتَما
أبوه حيدرةٌ ذالك الذي عُرفتْ
وَقَفاتُهُ ولظهرِ الشِرْكِ قد قصما
أتتهُ حكمتهُ في مهدِ مولدِهِ
زُقَّ العلومَ ولم يبلغ لها الحُلُما
لو لم يكن فوق ظهرِ الأرضِ ما ثبتتْ
يوماً ولا ازدانَ بالأفلاكِ وجهُ سما
لحكمةٍ غابَ لم نُدركْ معانيَها
علماً وليس بها يُعنى سوى العُلَما
ماذا أقول بمن قد صار مدَّخَراً
ليوم تبصير هذا الخلق بعد عمى
ويملأُ الأرضَ عدلاً مثلما مُلِئَتْ
ظلماً وينشلها من جَوْرِ مَنْ حَكما
لا زال حيّاً يُجيلُ الطرفَ مرتقباً
يومَ الظهورِ يثير النقع والقتما
يشنُّ غارةَ خيلِ الحقِّ في فئةٍ
بصدرهم يتقون السُمْرَ والخذما
إيمانهم رُصَّ عزماً منهمُ وغدا
كلٌّ بمصدوقِ عقبى الخيرِ مبتسما
لا يوردون الخيولَ الماءَ مطلَقَهُ
ولا تخوض بهم إلا سيول دِما
لا يُعرفُ العدلُ إلا في حكومتهِ
ولا يُذَلُّ عزيزٌ لم يكن ظَلَما
صاعاً بصاعٍ يكيلُ الحُكْمَ بينهمُ
يُعطى الحقوقَ وساوى بينها القسما
في كلِّ يومٍ أقول اليومَ مَخْرَجُهُ
لِما أرى من علامات الظهور سما
أشكو ووقتيَ بين اثنينِ خيَّرَني
إما الهلاكُ وإما أنْ أكمَّ فَما
حسبي الإلهُ فما الشكوى بمُجْدِيةٍ
إن لم يكن فاهماً مَنْ يسمع الكلما
داعٍ دعاني الى نظمٍ يُزانُ بكم
يا صاحبَ الأمرِ يا كهفي وخيرَ حمى
تحياتي للجميع
سوق الشيوخ ـ لواء المنتفك