|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
: قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ :
بتاريخ : 05-07-2012 الساعة : 06:38 PM
: قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ :
==========================
قراءةٌ في الوحدةُ العَقَديَََّة بين توحيد الله تعالى وإمامة الإمام المهدي :عليه السلام :
=======================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
قال تعالى في مُحكم كتابه العزيز
(( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *ِ إنََّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ )) آل عمران:18:19
لقد إختزلتْ هذه الآية الشريفة في متنها العميق
معنىً ودلالةً أصول الدين الإسلامي الخمسة
بدءاً من توحيد الله الحق لذاته وتوحيد ملائكته وأنبياءه إيَّاه تعالى وإنتهاءً بعدله الوجودي التكويني منه والتشريعي
والذي إنبثقت عنه بعثة النبوات الرسمية إلى البشرية وما لازمها من حركة الأوصياء لكل الأنبياء على مر التأريخ النبوي
فالنبوة والإمامة ترشحتا وجودا عن عدل الله تعالى في نظامه الحكيم
والنبوة والإمامة هما حقيقة مُنطَبقا
( قائميََّة الله بالقسط )
وما يتفرع عن قسطه تعالى من لزوم بعث الناس ومحاسبتهم وإجزائهم بالثواب أو العقاب
وبعد بيان المقدمة العَقدَّية أعلاه يتضح قرآنياً وروائياً لزوم وجود قائماً لله بالقسط في هذه الحياة نبياً كان أم إماماً معصوما
والروايات تُصرِّح علنا بأنَّ القائم بالقسط
هو الإمام بصورة عامة
وإمامنا المهدي:ع:
هو من أبرز مصاديق القائمين بالقسط
فقد ورد في تفسير العياشي :ج1:ص166:
عن الإمام محمد الباقر:ع:
أنه قال حينما سُئِلَ عن معنى قوله تعالى
( وأولوا العلم قائما بالقسط )
قال:ع:
هم الأنبياء والأوصياء وهم قيامٌ بالقسط
والقسط العدل في الظاهر
وعن مرزبان القمي :قال: سألتُ أبا الحسن :الرضا:ع:
عن قوله تعالى :
( وأولوا العلم قائماً بالقسط )
قال:ع:
هو الإمام
فالروايات مُتكاثرة في هذا الباب بخصوص تفسير ذلك بالأئمة المعصومين:عليهم السلام:
وقد ذكر الشيخ الصدوق
رواية عن محمد بن عثمان العمري (رض) أنه قال:
لمّا ولِدَ الخلف الصالح المهدي:عليه السلام:
سطع نور من فوق رأسه إلى عنان السماء
ثُمَّ سقط لوجهه ساجداً لربه تعالى ذكره
ثُمَّ رفع رأسه وهو يقول:
(( أشهدُ أن لاإله إلاّ هو والملائكة وأولوا العلم
قائماً بالقسط لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم
إنّ الدين عند الله الإسلام ))
وكان مولده يوم الجمعة :
:كمال الدين وتمام النعمة:الصدوق :433.
والذي يُفهَم من نص ومفهوم الأية الشريفة
أنَّ عدالة الله تعالى الوجودية الحقيقية تتحقق بوجود إمام الوقت والإنسان على مدى الحياة
وحتى أنَّ المفسرين إختلفوا في حاليَّة
(قائما بالقسط)
لِمن تعود بحسب محلها نحويا
هل هي حال من لفظ الجلالة (ألله ) ؟
أم هي حال من (أولي العلم ) ؟
فهناك قول ينصُ على أنّ
(قائما بالقسط) هي حالٌ من (أولي العلم )
وأفراده على تأويل أنّ كل إمام فردا فردا هو قائم بالقسط ومنهم الإمام المهدي:ع:
والذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلِئت ظلما وجورا
فقد ورد ذلك القول في تفسير العياشي :
عن جابر قال :
سألتُ أبا جعفر الباقر: عليه السلام :
عن هذه الآية :
(( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ))
قال أبو جعفر : عليه السلام :
(( شهد الله أنه لا إله إلا هو ))
فإنَّ الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه وهو كما قال
فأما قوله :
(( والملائكة ))
فإنه أكرم الملائكة بالتسليم لربهم ، وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه
وأما قوله : (( وأولوا العلم قائما بالقسط ))
فإنَّ اولي العلم الأولياء والأوصياء ، وهم قيام بالقسط ، والقسط هو العدل في الظاهر
. فعلى هذه الرواية : يكون (( قائما ))
حال عن (( اولي العلم ))
وإفراده على تأويل كل واحد
والإشعار بأنَّ كل واحد منهم:عليهم السلام:
قائمٌ به
لئلا يتوهم أنَّ القسط قائم بمجموعهم
من حيث هو مجموع :
: تفسير كنز الدقائق :الميرزا محمد المشهدي:ج2:ص39.
والملاحظ أنّ ألله تعالى أردف الآية:18 :
بقوله سبحانه:
(( إنَّ الدينَ عند ألله الإسلام )) آية:19
وهذه الآية الشريفة تُعَزز في تقوية الحقيقة النهائية والتي ستتجلى بالإمام المهدي :ع: خاتم الأوصياء
فالدين في بدءه هو الإسلام وفي ختامه هو الإسلام أيضا لا محالة
وإسميّة الآية هذه الحقيقية تنص على هيمنة الإسلام
في نهاية المطاف بوجود القائم بالقسط والمُوحِّد الحقيقي لله تعالى
الإمام المهدي:عجلّ الله تعالى فرجه الشريف:
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
|
|
|
|
|