[القناص الاول]

ان تكرمكم عليّ يا مولاي شجعني على الاضافات ..
وان دل هذا فانما يدل على سمو اخلاقكم وعلو مقامكم ونور علومكم ، الذي نتمنى من الله تعالى ان لا يحرمنا منه :

وهنيئا لمن يتبع الامام علي ويشايعه .. وتعسا لمن خالفه وخرج عليه او تقدمه

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) البينة7
تفسير الطبري - سورة البينة : ( 7 ) - الجزء : ( 30 ) - رقم الصفحة : ( 335 )

- 35023 حدثنا إبن حميد , قال : ثنا عيسى بن فرقد , عن أبي الجارود , عن محمد بن علي أولئك هم خير البرية فقال النبي (ص) : أنت يا علي وشيعتك .

[أبو حسين العاملي]

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله

قال محمد بن جرير الطبري في تفسيره "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" ، في تفسير قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) :: ((حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا عيسى بن فرقد ، عن أبي الجارود ، عن محمد بن علي "أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ" فقال النبي ( ص ) : أنت يا علي وشيعتك)) 30/335
# الطبعة : تحقيق : تقديم : الشيخ خليل الميس / ضبط وتوثيق وتخريج : صدقي جميل العطار ، سنة الطبع : 1415 - 1995 م ، الناشر : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
والشيعة من المشايعة والاتباع ، فلا يكفي الحب المجرد عن الطاعة ، وكما قيل :

تعصي الإله وأنت تظهر حبّه * هذا لعَمرك في الفِعال بديعُ
لو كان حبّك صادقًا لأطعته * إنّ المحبّ لِمَن أحبّ مطيعُ

وعليه ، فالآية الشريفة ليست في مقام الحب غير المشروط ، بل تتحدث عن الوظيفة العقائدية ، العملية ، لشخصية المسلم ، ألا تتأمل في أول الآية : إِنَّ الَّذِينَ : ( آَمَنُوا ) : بيان للجنبة العقائدية ، و(وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) : لبيان الجنبة العملية .
والحديث الشريف يشير إلى أن رأس هؤلاء المؤمنين العاملين هو أمير المؤمنين عليه السلام ، ما يساوي أنه ذو عقيدة سليمة ، وعمل خال من شوائب المعصية بكل أبعادها .
ومن هنا نستلخص وجود نقطتين :
الاول : ضرورة متابعته عقائديا ، لأنّه ممثلها على الأرض .
الثاني : ضرورة متابعته عمليا ، لأنّه مترجم لها خير مترجم .
والنتيجة : ما علينا سوى أن نقلب الحديث حتى يصبح هكذا ، شيعتك يا علي هم خير البرية ، كما أنت كذلك عليه السلام .
ما يساوي بالبديهة : أن الفرقة الناجية هي فرقة علي عليه السلام ، يعني هم الفائزون ، وإلى هذا يشير الحديث الذي رواه الحاكم الحسكاني في تفسيره "شواهد التنزيل لقواعد التفضيل" : ((كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه ]وآله[ وسلم إذ أقبل علي بن أبي طالب ، فلمّا نظر إليه النبي قال : قد أتاكم أخي ، ثم التفت إلى الكعبة فقال : ورب هذه البنية إن هذا وشيعته ( هم ) "الفائزون" يوم القيامة )).
وقريبا منه رواه أبو سعيد الخدري كما رواه بسنده عنه سبط ابن الجوزي في آخر الباب
الثاني من تذكرة الخواص (( قال : أخبرني جدي أبو الفرج قال : أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد القاضي الأنصاري وأبو القاسم هبة الله بن الحصين قالا : أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف الجرجاني سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة ( قال : ) حدثنا عمرو الكاغدي أنبأنا أحمد بن يحيى الصوفي أنبأنا يحيى بن الحسن بن الفرات أنبأنا عبد الله عن أبي هارون العبدي : عن أبي سعيد الخدري قال : نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي بن أبي طالب فقال : "هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة" ))*
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على محمد وآله الطاهرين .
_____________
* قد ألفت إلى الحديث الأول الذي بنينا عليه بحثنا الصغير أخي العزيز "القناص الأول" حفظه الله تعالى .