|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 72278
|
الإنتساب : May 2012
|
المشاركات : 22
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
كم من فرحة لم تدم .. بقلم:
بتاريخ : 05-06-2012 الساعة : 02:41 PM
اللهم صل على محمد و آل محمد
احداث اقصوصة عشتها من كم يوم
كان الجو احتفاليا باتم معنى الكلمة... الشمس تميل نحو المغيب و كانها تودع هذا اليوم
الربيعي .
اشعتها التي كانت طوال اليوم تنشر النور والحرارة بدات تخبوا لتترك هذا الجزء
من البسيطة في عهدة القمر الذي اكتمل ليصير بدرا .
السنابل الذهبية التي اثقل كاهلها حبوب القمح انحنت وكانها تستجدي زارعها
ليخفف حملها في هذا اليوم من اواخر ايام الربيع ...
كان المنظر رائعا ، رائعا
زقزقة مجموعة من عصافير" السويدة " التي تجمعت للاحتفال بتخرج آخر فراخها
الى مدرسة الحياة زادته بهرة و جمالا...
اييه ما اجمل هاته الألحان التي تنساب طبيعية من هاته المخلوقات الرقيقة ...
لقد كابد الابوان شهران وهما يتهيئان لاخرجه واخوته لهاته الدنيا ليكون ثمرة لتزاوجهما ...
هي سنة الحياة التي وضعها في هذا الكون واهب الحياة ، لابد من التعب ،
لابد من تهيئة العش الزوجي وبنائه قشة ، قشة ...
لابد من رقاد الام على البيض لاسابيع طويلة حيث يتكفل الذكر بإحضار الطعام للام ليصبح
مطالبا بعد الفقس باطعام الام و الفراخ معا ...
و هكذا مرت الأيام ليأتي الوقت الذي سيعتمد هؤلاء الصغار على أنفسهم ،
وأول مقدمات الاعتماد على النفس تعلم الطيران ، وهذا ما أجهد الآباء و الأمهات أنفسهم
طوال الأيام الماضية وهاهم اليوم يتجمعون مع بني جلدتهم و كأنهم يقيمون الاحتفال
بتخرج آخر أبنائهم لينطلقوا بعدها في رحلة طويلة للعودة الى موطنهم الأصلي ...
فقد اكتملت المهمة.
كنت واقفا ارقب هذا المشهد وأسبح في عالم من الروعة ، أفكر في بديع صنع الله الذي أتقن
كل شيء صنعه .
كنت أشاهد ، أفكر و استمتع ، فاللوحة ربانية... والسيمفونية التي يعزفها هاته المخلوقات
التي برغم لونها الأسود الداكن إلا أن الحمرة التي بدأت تلف الكون زادتها روعة و جمالا...
ولكن ، لكل شيئا ذا ما تم نقصان...وكم من فرحة لم تدم ...
ففي ثواني معدودة ينقلب هذا الفرح الى حزن .
ففي غفلة من الزمن ينزل وسط هذا الجمع الاحتفالي هادم اللذات و مفرق الاحباب...
ينزل شاهرا منقاره البتار ومقدما مخالبه ليغرسها في الجسد الطري لهذا الذي كان الجميع
يعزفون له لحن الحياة ... لقد تفاجا الجميع ، لكن لا بد من عمل شيء ...
لا بد من الدفاع و المحاولة ، لكن المهاجم كان صقرا صيادا ، هذه مهمته وهذا طبعه ...
هذه سنة اخرى تتجسد امام ناظري ، وجها آخر للحياة يتكشف لي .
فالله عز وجل شاء ان تكون هاته الحياة مبتنية على الثنائيات والتناقضات ...
خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ...
ارادة الحياة و حب البقاء والدفاع عن الاهل والعرض والمال غرسها ربنا لا في الانسان فقط ،
بل في كل المخلوقات ، لذلك لم استغرب وانا اتابع المشهد لآخره حيث هب الجميع لمطاردة
المعتدي الذي طارحاملا معه صيده الثمين في الجو عاليا ، عاليا ...
وانى لعصافير " السويدة " اللحاق به.... اخوكم امين
تاريخ 5 جوان2012
|
|
|
|
|