قلتُ لنفسي مراراً ...
إنغرسي في لجة الحُزنْ مثلما كُنتي ..
ولاتخرجي من قوقعة اليتمْ الذي أنتي فيه ..
فَتلك الأرض ..
لاتحتمل أي فرح مِنكِ ..
ولا أي حرفْ ستنسجه أناملكِ ..
حتى ولو كان في الفراغ ..
وللفراغ ..
سيكونْ عاراً عليكِ .. !
منذُ زمنْ بعيد وأنا أرددّ ..
بِأن ( الكلمة كالسهمْ حين تنطلق لاتعودْ .. )
كنتُ أجزمْ بقوة إختراقها للروح ْ ...
بالنزف الذي يمكنْ أن تخلفه وراء إنغراسها في عمق الصدر..
بسوء الظن الذي يدفعها إلى هدفها المنشود ..
بالجرح الذي سيكونْ ..
والذي لنْ يجبره أي شئ عابر ..
كنتُ أخافْ منْ تلك السهامْ ..
أخاف منها ...
من حرارتها .. ومن السمْ المدهون بِها ..
أخاف أن أطلق سهامي فأقتلْ برئ نقي ..
أو أن أُرمـى بها وأصبح ضحية لاحول لها ولاقوة .. !
فـ أحذر أن تكون قاتلْ ..
ولتكنْ مقتولْ .. فأجرك عند الله أعظمْ ..
همسة من أنثى مقتولة ..
ليس هُناكْ أعظمْ من القتلْ..
بِـ سهم الكلمة الظالمة .. !
أينكِ يا أمـي ..
فقدْ ظُلمت ..
وغرسوا سكين الظنْ بصغيرتكِ البيضاءْ ..
أينكِ عني ..
فالأرضُ من تحت أنفاسي ..
قد أصبحت رطبة ...
رطبة جداً ..
عانقيني يا أُمـي حتى لا أنزلق ..
فمثلي لم تعتدّ الإنزلاقْ .. !
أنا لستُ أنانية ..
حين أسلب النومْ مِنكِ ياعيني ..
لستُ حاقدة على إبتسامتكِ الصفراء ياشفتي ..
لستُ قاسية حين أُمزق ذكراك من فؤادي ..
لستُ ...
ولستُ ..
لكن أخشى أن أكونْ .. !