قال أمير المؤمنين : يا نوف، طوبى للزاهدين في الدنيا و الراغبين في الآخرة، أولئك الذين اتخذوا الأرض بساطا، و ترابها فراشا، و ماءها طيبا.
يروى عن أحوال السيد الجد , أنه وعندما كان في أيام شبابه في سامراء، كان أصدقاؤه يذهبون في أيام الجمعة للترفيه، فكانوا يضغطون عليه للخروج معهم فكان يرفض ويقول لهم عندي شغل، وكان له ابن عمة فشك في أمره، إن هذا السيد أمره مريب لماذا لا يأتي معنا؟ لا بد أن له شيئاً خلف الستار؟
وفي إحدى الجُمَع خرجوا للترفيه، فاختبأ ابن عمته لمراقبته، فرآه قد لبس عباءته على رأسه حتى لا يعرفه أحد، وكان الكثير من المقدسين في النجف وكربلاء يعملون ذلك, يضعون عباءاتهم على عمائمهم حتى لا يعرفهم أحد.
فتعقب السيد في طرق ملتوية فازداد شكه به وصار يقول: أين يذهب هذا؟ فرآه قد دخل مقبرة ونام بين قبرين وجعل يقول ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربِ ارجعُونِ* لعلي أعملُ صالحاً فيما تركت ))
هذا الكلام موجه لنا، لجميعنا.. نحن عندما نموت نقول: ((ربِ ارجعُونِ))
ثم يبكي السيد ويقول: قد أرجعناك، فقم واستأنف العمل!
نحن الآن ما دمنا في هذه النشأة يجب أن نغتنم الفرصة، قبل أن تقول: ((ربِ ارجعُونِ)) فيقول (كلا إنها كلمةٌ هُو قائِلُها))
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينبهنا من نومة الغافلين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.