إلى عبدالله بن عبدالرحمن
أخي الكريم إلى متى تعبد ولد العقل وتستدل عليه بالأدلة والنقل ؟
فمتى غاب عنك حتى تستدل عليه بالأدلة منك؟!
أيكون لغيره من الظهور ماليس له حتى يكون هو المظهر له ؟
(عبدالله) لا تحتجب بالمظاهر عن الطاهر ولا بالبواطن عن الباطن فإذا أشرق نهارك فلا يشغلك نوره عن منوره وإذا أظلم ليلك فلا يحجبك ظلامه عن أعلامه
لا تحتجب بالأواني عن المعاني ولا بالأكوان عن مكونها فهو الوجود الحق الباقي،
وأما وجودك فهو زائل فاني فلا موجود إلا هو وما سواه فهو قائم به(فأينما تولوا فثم وجه الله) إن الحق من شدة ظهوره اختفى
ومااحتجبت إلا برفع لثامها ومن عجب أن الظهور تستر
فلا تبحث عنه في غيرك فالطريق إليه فيك
يا عبدالله فر منك إليك وسوف تجد هبات الواردات ترد عليك
اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك لتكون لنداء الحق مجيبا ومن حضرته قريبا
لن يشرق قلبك طالما صور الأكوان منطبعة في مرآتك
لن تدخل حضرة الله إلا إذا تطهرت من جنابة غفلاتك
لن تفهم دقائق الأسرار وأنت لم تتب من هفواتك
قم بثورة ضد نفسك الأمارة وسوف تتبدل صفاتك
وقل في ثورتك ياجذبات الحق أوصلينا ويا نفحات الفضل قربينا
واخيراً لا تنسى أن تدعو لأخيك عدنان بالعفو والغفران وأن يدخله الحق في فسيح الجنان
عدنان الجنيد