بعد أن أوردنا جملة من طرق الحديث ومصادره نأتي على أقوال بعض من تكلم في الحديث تصحيحا أو تضعيفا فنقول :
قد تكلم في الحديث جماعة من أعلام العامة منهم :
1- أبو الفرج ابن الجوزي
قد ذكر ابن الجوزي حديث الطير في كتابه المسمى " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " متطرقا إلى بعض طرقه فقط حيث يقول :
العلل المتناهية في الأحاديث الواهية - (ج 1 / ص 225)
وأما حديث انس فله ستة عشر طريقا.
ولا نعلم كيف اختزل ابن الجوزي الثلاثين راويا إلى ستة عشر !!
والأدهى من ذلك أنه تمادى في تضعيف الحديث إلى أن فضح نفسه حيث يقول حين تطرق إلى طريق إسماعيل السدي
العلل المتناهية في الأحاديث الواهية - (ج 1 / ص 227)
وهذا لا يصح لأن إسماعيل السدي قد ضعفه عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن معين قال البخاري وفي مسعر بعض النظر.
وهذه كذبة ظاهرة فعبد الرحمن لم يضعف السدي بل وثقه وغضب حين تكلم فيه يحيى بن معين كما جاء في الجرح والتعديل :
الجرح والتعديل - (ج 2 / ص 184)
حدثنا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلى قال قال أبي قال يحيى بن معين يوما عند عبد الرحمن بن مهدي: السدي ضعيف، فغضب عبد الرحمن وكره ما قال.
2- أبو الفداء ابن كثير
تطرق ابن كثير في تاريخه " البداية والنهاية " لطرق حديث الطير محاولا تضعيفها وقال في معرض ما قال :
البداية والنهاية - (ج 7 / ص 390)
وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة منهم أبو بكر بن مردويه والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبو عبد الله الذهبي ورأيت فيه مجلدا في جمع طرقه وألفاظه لابي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم.
ومن الطريف أن الباقلاني نفسه يورد الحديث في فضائل الإمام علي عليه السلام في كتابه المسمى " تمهيد الأوائل " دون تضعيف بتاتا فيقول في معرض كلامه عن إمامة الإمام علي عليه السلام ما نصه :
تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل - (ج 1 / ص 347)
ومن فضائله قوله غزاة تبوك لما لحق به وشكا خوض الناس في بابه ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) أي إني استخلفك على المدينة كما استخلف موسى أخاه هارون لما توجه لكلام ربه من غير بغض ولا قلى وقوله لا يؤدي عني إلا رجل مني وإنفاذه بسورة براءه يقرؤها على المشركين بمكة وهذا أمر لا يليه إلا أهل القدر والنباهة ومن يصلح للتحمل والأداء عن رسول الله مثل قريش مع وفارة عقولهم وصحة أحلامهم وما وصفهم الله به فقال ( بل هم قوم خصمون ) . ومن فضائله قوله وقد شكت له بعض حالها ( أما ترضين أن الله قد اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين جعل أحدهم أباك وجعل الآخر بعلك . وقوله ( اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر ) فجاء علي فأكل معه من الطائر المشوي الذي كان أهدي إليه إلى غير هذا من الفضائل مما يطول تتبعها .
فمن نصدق ؟ الباقلاني نفسه أم ابن كثير ؟
فكيف وقف ابن كثير على المجلد " الكبير " ولم يقف على كلامه هنا ؟
3- أبو بكر البزار
زعم البزار في مسنده بعد أن أخرج حديث الطير من رواية إسماعيل الأزرق بأن حديث الطير لم يروه عن أنس بن مالك ثقة فقال
البحر الزخار - مسند البزار - (ج 12 / ص 306)
وهذا الكلام قد روى عن أنس من وجوه وكل من رواه عن أنس فليس بالقوي
وفيما سبق نبين كذب هذا الإدعاء فقد صحت الرواية من طرق قد ذكرناها وفيما يلي سنورد الرد على هذا الكلام بالتفصيل إن شاء الله تعالى
4- أبو يعلى الخليلي
وممن تكلم في الحديث أبو يعلى الخليلي في كتابه الإرشاد حيث قال :
الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي - (ج 1 / ص 257)
حديث الطير : وضعه كذاب على مالك ، يقال له : صخر الحاجبي ، من أهل مرو وهو مشهور بذلك وهو الذي وضع حديثا بروايته عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الشيخ في أهله كالنبي في قومه » وضعه مرة على الليث بن سعد ، ثم جعله على مالك بن أنس ، وما روى في حديث الطير ثقة . رواه الضعفاء مثل : إسماعيل بن سلمان الأزرق وأشباهه ، ويرده جميع أئمة الحديث
وهذا الخليلي لم يكتف بادعاء واحد كابن الجوزي وابن كثير بل زاد عليهما فزعم أن حديث الطير لم يروه ثقة وهذا كذب محض يرده ما سبق من روايات صحيحة وفيما يلي إن شاء الله تعالى
وأما الكذبة الأخرى فهو زعمه أن جميع أئمة الحديث قد ردوه وسنذكر فيما يلي ثلة من أعلام أهل السنة ممن صحح الحديث أو حسنه
1- الحاكم النيسابوري
من المعروف عند أهل الشأن أن الحاكم قد صحح حديث الطير في المستدرك وهذا مما عابه عليه القوم ولا حاجة لإيراد ما يثبت ذلك
2- تاج الدين السبكي
قال السبكي في طبقاته الكبرى ما نصه :
طبقات الشافعية الكبرى - (ج 4 / ص 125)
وأما الحكم على حديث الطير بالوضع فغير جيد ورأيت لصاحبنا الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي عليه كلاما قال فيه بعد ما ذكر تخريج الترمذي له وكذلك النسائي في خصائص علي رضي الله عنه إن الحق في الحديث أنه ربما ينتهي إلى درجة الحسن أو يكون ضعيفا يحتمل ضعفه قال فأما كونه ينتهي إلى أنه موضوع من جميع طرقه فلا
3- أبو حفص ابن شاهين
نقل عنه ابن عساكر تحسين الحديث في تاريخ دمشق حيث قال :
تاريخ دمشق - (ج 42 / ص 248)
أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو حفص بن شاهين نا يحيى بن محمد بن صاعد نا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحبحاب بالبصرة حدثني عمي صالح بن عبد الكبير نا عبد الله بن زياد أبو العلاء عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أنس قال أهدي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) طير مشوي فقال اللهم أدخل علي أحب أهل الأرض إليك يأكل معي قال أنس فجاء علي بن أبي طالب فحجبته ثم جاء الثانية فحجبه أنس ثم جاء الثالثة فحجبه أنس رجاء ان تكون الدعوة لرجل من قومه قال ثم جاء الرابعة فأذن له فلما راه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال وأنا أحبه فأكل معه منه قال ابن شاهين تفرد بهذا الحديث عبد القدوس بن محمد عن عمه لا أعلم حدث بغيره وهو حديث حسن غريب
قبل أن نتعرض بالتفصيل للأسانيد التي عرضناها أعلاه نذكر كلام شيخهم المحدث عبد الله السعد في كتابه " شرح الموقظة "
شرح الموقظة - (ج 1 / ص 82)
ولعل من أشهر الأحاديث التي تكلم في الحاكم بسبب تصحيحه لها حديث الطير، وفيه إهداء الطير المشوي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ودعاؤه صلى الله عليه وسلم الله بقوله : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فدعا أنس رضي الله عنه أن يكون الآتي من الأنصار لتصيب هذه الدعوة رجلا من قومه ، فجاء علي بن أبي طالب فرده أنس وجاء الثانية والثالثة والرابعة فدفع أنسا في صدره ودخل فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم عن إبطائه فأخبره بما كان بينه وبين أنس فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أنسا عن ذلك فقال أنس رضي الله عنه : رجوت أن يكون رجلا من الأنصار فتصيبه هذه الدعوة ، فقال صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل قد يحب قومه) ، فهذا الحديث روي من طريق سفينة رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن طريق أنس رضي الله عنه حيث جاء من أكثر من تسعين طريقا عن أنس رضي الله عنه فقط بخلاف الطرق الأخرى ، وقد تعقب الذهبي الحاكم في هذا الحديث وأغلظ له القول ولكنه عاد مرة أخرى وألف مؤلفا في هذا الحديث وربما هالته كثرة طرقه وتوقف في تصحيحه وقال : (ولست بمثبته ولا بعتقد بطلانه) ومن قبل الذهبي والحاكم ألف ابن جرير الطبري رسالة في هذا الحديث ، ولكن الحافظ ابن كثير لم يلتفت لكثرة هذه الطرق وتعرض لها طريقا طريقا في البداية والنهاية وأبطلها كلها . وقد يعتذر للحاكم في تصحيحه لهذا الحديث بأنه ربما نظر إلى هذه الطرق الكثيرة التي جاء منها الحديث .
نقول للشيخ :
لا حاجة للإعتذار عن الحاكم بل من الأولى الاعتذار لابن كثير خاصة حين كذب على الباقلاني
وأما طرق الحديث فقد جاء من رواية كل من :
من رواه من الثقات عن أنس بن مالك
1- يحيى بن سعيد المدني
2- عبد الملك بن عمير الكوفي
3- ثابت البناني البصري
4- يحيى بن أبي كثير اليمامي
5-عطاء بن أبي رباح المكي
6- الزبير بن عدي الكوفي
7- إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي
8- الإمام محمد بن علي بن الحسين الباقر عليه السلام المدني
9- عبد الله بن أنس بن مالك
10- سعيد بن المسيب المدني
11- إبراهيم النخعي الكوفي
12- الحسن بن أبي الحسن البصري
13- قتادة بن دعامة البصري
14- عامر بن شراحيل الشعبي الكوفي
15- أبو الرجال المدني
16- ثمامة بن عبد الله بن أنس البصري
ورواه من الضعفاء عن أنس بن مالك
1- مسلم بن كيسان الملائي
2- إسماعيل بن سلمان الأزرق
3- عائذ بن شريح
4- ميمون أبو خلف
5- أبو حذيفة العقيلي
6- أبو الهندي
7- يغنم بن سالم
8- الحسين بن الحكم
9- دينار خادم أنس بن مالك
وقد صحت الرواية ولله الحمد من أربعة طرق ذكرناها
أيكون ممكنا أن يجتمع هؤلاء على الكذب على أنس بن مالك في هذا الحديث ؟
أولم يتجاوز رواة الحديث عدة التواتر ؟
أم لعل آفة الحديث من أنس ؟
هذا مع العلم أن الحديث قد صح من رواية سفينة أيضا
بعد أن فشل البعض في تضعيف طرق الحديث وتفاجأ بكثرتها الهائلة جاء إلى متن الحديث محاولا ايجاد أي ثغرة يراها كي يرد بها الحديث ويدعي نكارته
فهذا ابن أبي داود المشهور بالنصب يرمي الحديث بالنكارة لسبب قمة في التفاهة :
1- ابن أبي داود
الكامل لابن عدي - (ج 4 / ص 266)
سمعت علي بن عبد الله الداهري يقول سألت بن أبي داود بالري عن حديث الطير فقال ان صح حديث الطير فنبوة النبي باطل لأنه حكى عن حاجب النبي صلى الله عليه وسلم خيانة وحاجب النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون خائنا
وهذه العبارة المضحكة إن دلت على شيء فإنما تدل على أن القوم قد تخبطوا أمام طرق الحديث فلم يجدوا إلا توافه الأسباب وسخافات العلل حتى يردوا بها الحديث
ويكفي رد الذهبي على ابن أبي داود حيث يقول :
سير أعلام النبلاء - (ج 13 / ص 232)
قلت: هذه عبارة رديئة، وكلام نحس، بل نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - حق قطعي، إن صح خبر الطير، وإن لم يصح، وما وجه الارتباط ؟ هذا أنس قد خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يحتلم، وقبل جريان القلم، فيجوز أن تكون قصة الطائر في تلك المدة.
فرضنا أنه كان محتلما، ما هو بمعصوم من الخيانة، بل فعل هذه الجناية الخفيفة متأولا، ثم إنه حبس عليا عن الدخول كما قيل، فكان ماذا ؟ والدعوة النبوية قد نفذت واستجيبت، فلو حبسه، أو رده مرات، ما بقي يتصور أن يدخل ويأكل مع المصطفى سواه إلا، اللهم إلا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قصد بقوله: " إيتني بأحب خلقك إليك، يأكل معي " عددا من الخيار، يصدق على مجموعهم أنهم أحب الناس إلى الله، كما يصح قولنا: أحب الخلق إلى الله الصالحون، فيقال: فمن أحبهم إلى الله ؟ فنقول: الصديقون والانبياء.
فيقال: فمن أحب الانبياء كلهم إلى الله ؟ فنقول: محمد وإبراهيم وموسى، والخطب في ذلك يسير.
وأبو لبابة - مع جلالته - بدت منه خيانة، حيث أشار لبني قريظة إلى حلقه، وتاب الله عليه.
وحاطب بدت منه خيانة، فكاتب قريشا بأمر تخفى به نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوهم، وغفر الله لحاطب مع عظم فعله - رضي الله عنه -.
وحديث الطير - على ضعفه - فله طرق جمة، وقد أفردتها في جزء، ولم يثبت، ولا أنا بالمعتقد بطلانه، وقد أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله، وله على خطئه أجر واحد، وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو.
والرجل فمن كبار علماء الاسلام، ومن أوثق الحفاظ - رحمه الله تعالى -.
وأي أجر لناصبي مشهور بالنصب يا ذهبي
2- ابن تيمية الحراني
قد أتى ابن تيمية بالترهات في معرض حديثه عن حديث الطير في منهاجه فقال
منهاج السنة النبوية - (ج 7 / ص 262)
إن أكل الطير ليس فيه أمر عظيم يناسب إن يجيء احب الخلق إلى الله ليأكل منه فان إطعام الطعام مشروع للبر و الفاجر و ليس في ذلك زيادة و قربة عند الله لهذا الآكل و لا معونة على مصلحة دين و لا دينا فأي أمر عظيم هنا يناسب جعل أحب الخلق إلى الله يفعله الرابع إن هذا الحديث يناقض مذهب الرافضة فانهم يقولون إن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلم إن عليا احب الخلق إلى الله و انه جعله خليفة من بعده و هذا الحديث يدل على انه ما كان يعرف احب الخلق إلى الله الخامس إن يقال إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف أن عليا احب الخلق إلى الله أو ما كان يعرف فان كان يعرف ذلك كان يمكنه إن يرسل يطلبه كما كان يطلب الواحد من الصحابة أو يقول اللهم ائتني بعلي فإنه احب الخلق إليك فأي حاجة إلى الدعاء و الإبهام في ذلك و لو سمى عليا لاستراح انس من الرجاء الباطل و لم يغلق الباب في وجه علي
ماذا دهاك يا حراني ؟ أهذا قصارى ما لديك ؟
ومن قال أن أكل الطير هو الأمر العظيم ؟ فالعظيم هو دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ثم من قال لك أن رسول الله لم يكن يعلم بأن الإمام عليه السلام هو أفضل الخلق بعده ؟ وأما الإبهام الذي تحججت به فهذا ليس بأول إبهام
ألم تسمع بهذا الحديث الصحيح الذي لعن فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا من الصحابة دون التصريح باسمه ؟
مسند أحمد - (ج 6 / ص 196)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بن نمير ثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهب عمرو بن العاصي يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلا أتشوف داخلا وخارجا حتى دخل فلان يعني الحكم
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم فمن رجال مسلم
ألم يكن عبد الله بن عمرو بن العاص خائفا أن يكون أبوه المقصود - وحق له أن يخاف - فطلع الحكم والد مروان ؟
ألم يكن من الاولى أن يذكر النبي اسمه ؟ فأي حاجة إلى الإبهام ؟
ما أسخفه من منطق وما أوهاها من حجة
هذا ولا ننسى أن نذكر قبل الخاتمة أن بعضهم قد جعل دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو علة الحديث فزعم بأن أحب الخلق إلى الله هو رسوله بالإتفاق فكيف يصبح أحبهم هو الإمام علي
والجواب على هذه الشبهة في غاية البساطة وهو في متن الحديث نفسه
فقد جاء في آخر الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم (اللهم وإلي)
فقوله صلى الله عليه وآله وسلم (اللهم) تتمة الدعاء في صدر الحديث وقوله (وإلي) إضافة إلى الدعاء
فيكون المعنى (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك " وإلي " يأكل معي من هذا الطير)
فهذان شرطان متلازمان تحل بهما شبهة القوم الأخيرة حول هذا الحديث الصحيح الثابت
هذا وصلى الله على رسوله وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا