قال تعالى في كتابه الكريم ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
قال المفسرون : إن هذه الآية تدل على إن القوم الذين يعيشون بنعمة المال
والأمن الجاه فإن الله لا يغيرها عنهم ما داموا يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة , فأن عصوا زالت عنهم هذه النعمة .
وفي تفسير محمد جواد مغنية قال نحن نفسر الآية في ضوء تعاليم الإسلام ,
وواقع الحياة .
أما تعاليم الإسلام فمن أهمها وجوب جهاد النفس إذا مالت الى المحرمات
والموبقات , أو رضيت بالذل والفقر , والجهاد بالنفس والمال في سبيل العدل
والتحرير من الظلم والرق – وليس من شك إن من استنكف عن الهوان ,
واستهان بالحياة وأبى إلا الكرامة أو الموت شمله الله بعنايته , وأخذ إلى ما
يبتغيه ويهدف إليه . ومن خلد إلى الراحة والكسل مهما كانت نتائجه يخذله
الله إلى ضعفه , ولا ينظر إليه أو يسمع له , وإن ملأ الدنيا تضرعاًُ وبكاء ,
وعباده ودعاء .
وبهذا يتضح معنى قوله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
وانه جلت عظمته يبقي الإنسان في البؤس والهوان , ما دام في جموده وركوده ,
لا يقاوم باطلاً , ولا يحرك ساكناً للتخلص مما هو فيه – أجل إن الله لا يغير ما
بنا من فقر حتى نعتقد إن الفقر من الأرض لا من السماء , وحتى نكافح ونجاهد
ضد الإستغلال والإستثمار والله لا يغير ما بنا من جهل حتى نبني الجامعات
والمختبرات , والله ما يغير ما بنا من عبودية حتى نثور على الظالمين والمستبدين ,
والله لا يغير ما بنا من شتات حتى نخلص النوايا , ونزيل ما بنا من الحدود والحواجز.
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد واله الطاهرين
-------------------------------------