اللهم صل على محمد وآل محمد
يعد الاحتفاء باربعين أي فقيد من العادات المعروفة بين الناس حيث تقيم له عائلته ومحبيه بعض الاعمال التي تسدي البر اليه واهداءه قراءة ماتيسرمن سور القرآن الكريم على روحه والتصدق لوجه الله ثوابا والزيارة نيابة عنه واقامة مجالس عزاء تذكر فيها فضائل من سار على سبيل الله بالتقوى والعمل الصالح كسيرة
الرسول الأعظم وأهل البيت عليهم السلام ، وهذا الامر عام يشمل كل الناس دون النظر الى مستويات المعيشةالأجتماعية والاخلاقية ، يبقى الأمر هنا كيف سنحتفي اذن بفقيد أمة وقائدها وقائد ركبها الميمون
، الحسين بن علي عليهما السلام ، كيف سنحتفي بسيد الشهداء وهو سيد شباب اهل الجنة وسبط النبي الاكرم صلى الله عليه وآله؟فمن الطبيعي انه
لايكفي اقامة عزاء سيد الشهداء ( ع ) حتى لواقمناه العمر بأسره ومهما امتد بنا الزمن وتوالت الاجيال..
عن زرارة قال: ان السماء بكت على الحسين اربعين صباحا بالدم والارض بكت عليه اربعين صباحا بالسواد والشمس بكت عليه اربعين صباحا بالكسوف والحمرة والملائكة بكت عليه اربعين صباحا وما احتضنت امرأة منا ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد ومازلنا في عبرة منبعده،
وان تجديد ذكرى الاربعين كل عام بالنسبة لذكرى استشهاد مولانا الحسين عليه السلام.. هذا لأن مزاياه و افضاله لاتعد ولاتحصى واقتصاص أثره يحتاجه كل جيل فإقامة المآتم عند قبره في الاربعين من كل سنة انما هي احياء لنهضته وتعريفا بالظلم والقساوة التي ارتكبها اعداء الله ورسوله (ص) في حقه وتعريفا بما فعلوه من هدم اركان الدين والانحراف عن سنة سيدالمرسلين
ولهذا استمرت عادة انصار ابا عبد الله الحسين (ع ) بتجديد العهد يوم الاربعين من كل عام و لعل رواية مولانا الباقر (ع ) بأن السماءبكت على الحسين اربعين صباحا تطلع حمراء وتغرب حمراء انما هي تأكيد لهذه العادةالمألوفة بين الانصار والمحبين
اضافة الى ان احياء ذكرى الاربعين هي مما يمت لسيد الشهداء ( ع ) بالولاء والمشايعة ولاريب في ان الذين يخلصون له في المشايعة هم المؤمنون المعترفون بإمامته والذين يمثلون في يوم الاربعين امام قبره الشريف بل وفي كل مكان قريبا كان ام بعيد يقيمون العزاء لما جرى عليه وعلى أهل بيته وخيرة اصحابه من الفوادح ،
كما انه من الواجب اقامةمجالس العزاء في الاربعين من استشهاد كل إمام من أئمتنا (ع ) الا ان قضية سيدالشهداء (ع )هي التي ميزت بين دعوة الحق والباطل ولذا قيل: أن الاسلام بدؤه محمد يوبقاؤه حسيني ويشير حديث النبي الاكرم صلى الله عليه وآله (حسين مني وانا من حسين) ان ما قاساه الحسين (ع ) لتوطيد أسس الاسلام واقتلاع اشواك الباطل من طريق الشريعةوتوعية الاجيال الى
جرائم اهل الضلال هو عين مانهض به نبي الرحمةمحمد بن عبد الله (ص) لنشر الدعوة الالهية
اذن فزيارة الاربعين من علائم الايمان كما ذكر مولانا الحسن العسكري (ع ) بقوله ( علامات المؤمن خمس.. صلاةاحدى وخمسين وزيارة الاربعين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والتختم باليمين وتعفير الجبين) وايضا زيارة الاربعين هي ارشاد الموالين لاهل البيت (ع ) الحضور فيمشهد الغريب المظلوم لتجديد العهد بذكر ماجرى عليه من مظالم ارتكبها بحقه من لايحملاي علامة من علامات الانسانية واذا لم
يتمكن اي محب لسيد الشهداء (ع) الحضور عند قبره الشريف بيوم الاربعين فكل مكان يشهد بالولاء ويقام به العزاء هو حرم لسيد الشهداء (ع )وكل ارض يقام فيها مآتم الحسين (ع )هي كربلاء
واقامة المآتم واجب على كل موال، ولو استنكرها من جهلها او من كان في قلبه مرض فهي لاتكلف الانسان الحاضر سوى الاستماع لما يتلى واتباع مايوعظ به ولو نظرنا لمضمون المآتم التي اقيمت من مئات السنين الى يومنا هذالوجدنا ان الدافع الاول لاقامتها هو حب النبي و اهل البيت (ع )والهدف الاكثر اهمية هو الهدف السامي الذي استشهد من اجله الحسين (ع ) والذي سفك من اجله دمه الزاكي الذي يوجب
استمرار هذه المآتم الى يوم القيامة ولو كره المنافقون واتباعهم الذين دفعوا اهل البيت عن مقامهم وأزالوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها والذين يبرزون بمظهر الصلحاء والمتوهمون بأنهم المؤيدين لدين الله وهم ألد اعداء رسول الله وأهل بيته (ع )
سيبقى الحسين (ع ) حتى بعداستشهاده كلمة الحق وحجة الله بكل عصر والموكل اليه امر دين الله بأمر من الله ولوكره المخالفون السلام على من امر بالمعروف ونهى عن المنكر وفدى دين الله بنفسه وبمنمعه حتى ورد مناهل الشهادة وتجاوز الفناء الى دارالكرامة..
للكاتبه السوريه نور السراج
من جوار السيده زينب عليها السلام